⁴⁹. ثمرتـيّ الخُــوخ؟!

245 23 6
                                    

الصف مُزدحم بِالحمقى الذين يهُدرون الاوكسجين، و يتبادلون التفاهات عن إنجازاتهم مع الفتيات، فيما بينهُم‚بينما هي مُكتفةٌ جانباً تكتُب شتائم تناسبهم فِ رأسها الفارغ، بغظّ النظر عن تاي الذي يستمع إلى أحاديث الفتيان العقيمة و يبتسم ببلاهة؛ متذكراً أيام مراهقته و شغبه برفقة الفتيات، حينها كان يلقب بوسيم الثانوية.

لم تخفى ملامح مين جي الممتعضة عن رفيقتها المنحلّة، حتى أن حبة الجوز التي تستوطن رأسها الفارغ جعلتها تفكر بأن السبب وراء تعكر ملامح مين جي هو عدم امتلاكها لصدر كبير كخاصتها، و قبيل عدة دقائق كانت قد أنهكت نفسها بالبحث عبر الانترنت عن أضمن المصادر التي من شأنها تكبير صدر مين جي، لتجفل مين جي عندما انقضّت عليها هي سو من الخلف، تُشهِر هاتفها أمام وجه مين جي، تعرض عليها ما من شأنه إبهاجها كما تظن.

"تستطيعين القول وداعاً لحبّتيّ الخوخ خاصتكِ، بدءاً من هذه اللحظة، مين جي آه"

قوّست مين جي حاجبيها بغير فهم، لتقترب أكثر من شاشة الهاتف، و عندما وجدت بأنه مقالٌ طويل يتحدث عن مرهم يستخدم لتكبير الأثداء عندها فهمت ما قصدته هي سو بحبتيّ الخوخ خاصتها.

أصابها التشنج في كامل وجهها وأطرافها لوهلة؛ بسبب أفعال صديقتها الخالية من التحفظ أمام بقية الزملاء، و إن حدث و انتبهت لهما احدى الفتيات فلن تصبح الظهيرة إلا و قد انتشر الموضوع برفقة المزيد من الحشو و التحريفات لتصبح بذلك داعماً قوياً لغرابة أطوارها المنتشرة بين الطلاب، و لكن قبل أن تُصدر مين جي أي ردة فعل تزجر بها هي سو اقتحم رأس تاي جانب مين جي الأيسر، تحديداً على ارتفاعٍ يسير فوق كتفها، بجانب وجهها المصدوم، يتفحص بعينيه موضوع ذلك المقال، لكن مالم يكن بالحسبان هو سماع تاي لمحادثة هي سو العقيمة منذ البداية، عندها نبس بصوتٍ خافت و نبرةٍ تتحلى بالصدق و العفوية، بجانب وجه مين جي:

"لكنني لا أودّ منهما أن يكتنزا، أحب ثمرتيّ الخوخ كما هما"

كاد يُغمى على مين جي لفرط الأغبياء الذين يحيطون بها، لتنفعل و تردف متهكمة بصوتٍ شبه عالي:

"لم أكُن أعلم بأن قضية حجم ثدييّ توازي في الأهمية ظاهرة الإحتباس الحراري"

لحُسن الحظ كانت الضوضاء في الصف عالية، حتى بالرغم من سماع بعض التلاميذ لها فقد تجاهلوها لعلمهم بكونها غريبة أطوار، لكن الجزء الأهم كان استماع جونغكوك لما نبسته، كما أنه يجاورها في المقعد، لذلك اكتسى وجهه بالحمرة و قرر إخفاءه بين ذراعيه على الطاولة، ريثما يستعيد رباطة جأشه.

بالعودة إلى مين جي، كانت ترمق تاي بنظرات غاضبة أكثر مما كانت عليه منذ الصباح، بينما استمر هو بإدعاء البراءة عما يستمر بافتعاله.

•DEVIL'S WINGS• K. TH||•أجنحة الشيطان•Where stories live. Discover now