₅ • ظــــــــلام ؟! •

1.2K 123 27
                                    


ظلام... !

كلُّ ما كان يحيط بها هو الظلام، لطالما أحبَّت أن تغرق حالِمةً في الظلام !

شِقٌ صغير شقَّ طريقهُ عبر الستائِر، ليتسلل ذلك الضوء الخافت عابِراً مجراه ناحية السرير.

مع أنّ القمر كان بدراً إلّا أن ستائِرها من النوعِ الثقيل!

هي لم تكُن تراه، ولكنها تشعُرُ بِه، هو كان يراها، ولكن .. أين الشعورُ مِنه؟!

هي تعلمُ جيداً بأنها قضت سنواتٍ مضت، تعيشُ مع كَيَانْ!

إنّما لم يحدُث وأن حدثَ بينهما اتصال.

كانت ضحيةً لأفكارها، و ذلك ماجعلها تختلق
هلوساتٍ بوجوده؟!


أنفاسه هي ذاتها الأنفاس التي كانت دائماً ما تضرب وجهها عند التفاتها تلمح وجوده، ذلك الهمسُ لطالما سمِعتهُ ولكنها لاتدري أين؟!


انزعج هو من حركاتها الكثيرة ومقاومتها الفاشلة له ليقلبها بحركةٍ سريعة نحوه، بحيث يتقابل وجهيهما.


أفلت يده من على خصرها ليمدها نحو وجهها، ممرراً بذلك أنامله الباردة على طول وجنتها، ليصل بذلك إلى شفتيها.

بينما أنامله تلامس شفتها السفلى بروية، أمال برأسهِ ناحيتها مُستعدّاً لارتكاب إثمٍ بِحقِّ ما يُسمَّى شفاه؟!

ليختلط بعد ذلك عبيرُ أنفاسِهما عازفاً بذلك إحدى سمفونيات بيتهوڤن!!

تلامس أنفاهما، ليشرع بعدها بالإقتراب قاصداً شفتيها.

ما إن اقترب حتى سمع صوت شهقاتها ليبتعد عنها بحركةٍ لا إرادية.

فهو لم يكُن ينوي سوى الاستمتاع، ولو حتى قليلاً!

دفعت بنفسها إلى الوراء، ساحبةً بذلك جسدها الذي لم يعُد يقوى على الحراك ؟!
تتكور حول نفسها، ضامّةً قدميها لصدرها، تحيطهما بيديها.

لم يكُن يُسمعُ منها سوى صوت الأنينِ والبُكاء، مصاحبةً بذلك ذبذباتُ الإرتجاف ...

كُلُّ ما كانت تُتمتمُ به محصورٌ في أنّها.. لم.. ولن.. تعودَ إلى هذا المنزل مهما كلفها الأمر..

ذلك ما كان باعتِقادِها المسكينة... !

جسدها تملَّكتهُ الرعشة، قلبُها قد مات نبضُه، يداها ترجُفان، عيناها تبكيان، كطفلٍ صغيرٍ أبى الفراق عن والدته، لتنتحب أثناء ذلك بصمت، منتظرةً بزوغ فجرٍ يُنقِذها من أوهامِ هذا الليل الطويل .. ؟!

•DEVIL'S WINGS• K. TH||•أجنحة الشيطان•Where stories live. Discover now