⁵⁰. أحـدُ ثديـيـكِ؟!

363 25 5
                                    

إذا ما قمنا بمقارنة تصرفات تاي قبل وقوعه في شباك مين جي و بعدها، سنجد بأنه ‏أصبح لينًا أكثر من ذي قبل، إلى الحد الذي يجعله قادرًا على تنعيم أي حواف خشنة في حديثه.

إن مسمى العلاقة بينهما لا يجوز لها بأن تسمى حُبّاً؛ لأن الحب مستحيلٌ بين البشر و الشياطين، بل يجب أن تُطلق عليه تسميةٌ مقدسة، أعظم من مجرد حب، أوليس كذلك؟

لكننا عمدنا إلى إطلاق هذه التسمية عليه لأنه يشابهه إلى حدٍّ كبير من حيث المضمون لا طبيعة العلاقة بين أفراده.

إن الحب ليس القيام بأشياء خارقة للعادة أو
بطولية، إنما هو ممارسة الأشياء الاعتيادية بحنان، و هذا ما يحدث بين مين جي و أسير قرطها، شيطانها الخادم تايهيونغ، أو كما عرّف هو عن نفسه في بادئ الأمر.

في أحد كتبه، قال أيوبامي أديبايو عن الحب: بأنه ‏يتقوس، يتصدع، يقترب من الانكسار وأحيانًا ينكسر. إلا أنهُ ولو أصبح ألف شظية حول قدميّ المرء، لا يعني ذلك أنهُ لم يعد حبًا، و عند هذه النقطة لا نعلم ما إذا كان حبهما سيمر بذات المراحل أم سيبقى خالداً بينهما؛ لأنها علاقة بُنيت بين بشريةٍ قاصرة و شيطان.

قبل ظهور تاي في حياة مين جي كانت تمرُ بأيامٍ أحسّت فيها إحساس محمود درويش عندما قال: لا شيء يعجبني أريد أن أبكي...

كانت تستمر بحصد خيباتها كل ليلةٍ قبل أن تنام، مرتعبةً من فكرة ظهور ذلك الكيان الذي سُلّط على حياتها ليحولها إلى جحيم فعلي.

لكن ذلك تغير بما يقارب المائة و الثمانين درجةً بظهوره في حياتها، رغم اختباءه في العلية و تواريه عن أنظارها لما يقارب الثلاث سنوات، مراقباً إياها من بعيد، و بسبب بُعده الكبير عنها كان ذلك الكيان يجد فرصته للإقتراب منها و التنكيل بها؛ انتقاماً لعائلته التي قتلتهم والدتها، عندما كانوا يسكنون أجساد الدمى التي امتلكتها كهدية عنها، والدتها السيدة يون ييرين.

لطالما استمرت في العيش متظاهرةً بأن الحياة مجرد شريط فيلمٍ مؤقت، كحُلم، قد يكون كابوسًا مُخيفًا أو حُلمًا جميلًا لا تريد الاستيقاظ منه، و في كلتا الحالتين لا يزال حُلمًا و سينتهي عما قريب.

منذ ذلك اليوم، عند ذهابها برفقة تاي للبحث عن دجالٍ ما أو مشعوذ من أجل إبطال مفعول اللعنة التي تتربص بحياتها كالعلقة، و الحيرة مستوطنةٌ لقلبها، كذلك الأفكار السوداوية الضحلة...

ماذا لو لم يفلح أحدٌ في إبطال مفعول اللعنة؟

ماذا لو أنها ازدادت بسبب القلة في خبرة من سيذهبان إليها؟

•DEVIL'S WINGS• K. TH||•أجنحة الشيطان•Where stories live. Discover now