الخامِس والأربَعون|فَن العَودةِ للواقَعِ

Comenzar desde el principio
                                    

"أنا لا أخدِمكَ، بَل أعَتنِي بكَ. أنا أعلَم تمامًا كَيف يشعُر المَرء حينَما يفقِد شخصًا عزيزًا علَيه وكَم يَكون بحاجَةٍ للرَعايةِ. أنتَ لستَ مُضطر لإخَفاءِ إستَياءك عَني، لِوي، فأنا يُمكِنني رَؤية كُل شيءٍ بنَظرةٍ واحَدةٍ."حَثته بنَظرةٍ رأى كَم كانَت تفتعِل حَيويتها، قَبل أن تتوَجه نَحو خزانتِه بعَزمٍ.

"أن الطَقِس لَطيف اليَوم، لِذا لَن تحتَج لإرتَداءِ كَنزة صوفَية بالظَهيرةِ. رُبما قمِيصٌ ما سيَفِي بالغَرضِ."

"أرجَوكِ توَقفِ عَن فَعلِ هَذا!"إنفَعل، وبنَظرةٍ مُتحِيرة بحُرقةٍ نَهض كَي يتوَجه إلَى كيانِها الَذي تصلَب أمامَ الخزانةِ فلَم تلتفِت حَتى أرغَمها ناظِرًا إلَى وجهِها الهابِط بإستَنكارٍ. "ما الَذي دَهاكِ؟ إنكِ تتصَرفِين بكُل غرابةٍ وذلِك يُثير رَيبتِي. تتحَدِثين عَن كَونِي حزينًا ولكَنكِ لا تَرِ نفسكِ كَما أفعَل! هَل تعتَقدِين بأن إبتسامَكِ كُل صباحٍ بسَعادةٍ ومُعاملتِي بذلِك الإهتمامِ البالِغ سيُلهِني عن مُلاحظةِ كَم تَبدِين مُضطرِبة هذهِ الأيامِ؟ ما الَذي أصابَكِ؟"

"أنا أُحاوِل أن أكُن زوجَة مِثالَية، فإترُكنِي أفعَل ذلِك رجاءً."ترتَلت سيڤين كلِماتَها بهُدوءٍ ولكِن بنَبرةٍ مُتبرمةٍ بالخَفاءِ. لقَد كانَت تُحاوِل تَعويض غِياب جدتِه لَه، كانَت تَسعى لحمايتِه بشَكلٍ مُبالغٍ به، وبين هَذا وذاكَ تشَتتت لإبقاءِ حقيقَتها أسفَل تِلك الأقنِعة المُزيفة.

"ما الَذي تَعنِيه بزَوجةٍ مَثاليةٍ؟ إنكِ زوجَة مِثالَية وأنتِ على سَجيتكِ!"تهَكم. كانَ مذهولًا بقولِها، هِى كانَت تتظاهَر بالسَعادةِ وهِى تَفعل ما لَم تكُن مُلزمة بِه لأجلِه، تنبِذ أيًا كانَ سَبب إستَياءِها كَي تغدَو بصَورةِ المرأة المَثالية كَما أخبَروها.

والزَوجة المَثالية لا يجِب أن تُثقِل على زوجَها بآمرٍ قَط.

"تَعالِ، أجَلسِ."تَنهد، مرشِدًا يدَها بلُطفٍ للجُلوسِ فَوق حافةِ فَراشِه أمامَ صمتِها العابِس الَذي أزعَجه،ولَعق شِفَتيه بحَسابٍ. "دَعينِي أُذكركِ بآمرٍ قُلته لكِ لَيلة عَرضِي عليكِ الزَواجِ لآخرِ مَرة. لقَد أحببتُكِ لطَباعكِ وشَخصيتكِ العَجيبة! لَو كنتُ أعلَم بأنَ ما تَفعلِينه هَذا مِن عاداتكِ ما كنتُ سأعتَرِض بَل كنتُ سأراه آمرًا بغايةِ الشاعَريةِ، ولكِنه لَيس كذلِك! و مَوت جدتِي لا يُلزمكِ بأن تَقومِ بشَيءٍ لا تُريدينه لتَجعلِيني أشعُر بشَعورٍ أفضَل وحَسب، هَذا لَيس صَوابًا وأنا لستُ مستمتِعًا بِه. كَما أنَ تَهمِيش بؤسَكِ الَذي يُمكِنني أن أرَه بكُل وضوحٍ بطَياتِ حُزنِي لَيس مقبولًا أو جيدًا لكِ، لا بأس بأن تشعُرِ بالحُزنِ لسَببٍ ما في وجودِ آمرًا آخرًا حزَين، أنتِ لن تَسرقِ لَحظتي أو ستُثقلِين علِيَّ..بَل أنتِ تَفعلِين وأنتِ تتظاهَرين بأن كُل الآمورِ على ما يُرام وهِى لَيست كذَلِك."

Lady Casanova.Donde viven las historias. Descúbrelo ahora