الثلاثون|بَين الحُبِ وغَريزةِ التملُكِ

Почніть із самого початку
                                    

إحتَقن وَجه هارَولد مَع كُل كلمةٍ وَضعيةٍ لمَح بِها ذلِك الرجُل أمامَه. هو لَم يكُن يلومَه هو على آمرٍ، بل كانَ يعيب بسُمعةِ زوجتِه بكُل صَراحةٍ ووَضوحٍ جَعل دماءَه تغلَي بكَيدٍ.

"لا تتلاعَب مَعي الآن بذلِك الشَكل الوَقور! أنا أعرِف مَن تَكون وماذا فَعلت بويندِي وكَيف جعلَتها تُهدِر سنواتَ حياتِها بسَببِك! لا تجرؤ حَتى على الحديثِ عَنها بهذهِ الطَريقةِ وأنتَ الخَسيس هُنا!"

"أنا لَم أُرافِق امرأة على زَوجتِي، سَيد سيجرِيد."

كَم رغَب بلكمِه بشَدةٍ دون وَضع أي إعتبارٍ لمكانتِه أو مظهرِه العامِ. كانَت بسمَة چوزِيف مُستفِزة لحَواسِه جدًا وإن كبَح غيظَه بجُهدٍ.

"إنَها لَيست زوجَتك! أنتَ حتى لَم تُوثِق زواجَكما!"

"حاذِر مِن قولِك الآن، سَيدِي. هَل تَقول بأنَ ويندِي قَد أنجَبت مِني دون زَواجٍ؟ هذهِ تُهمة خَطيرة لامرأةٍ ما. أرجَو ألا تصِل لأحدَهم."

خرَس هارَولد أمامَ عبارتِه بدَهشةٍ. كَيف يمتلِك تِلك القُدرة الماكِرة على تَحويرِ الحديثِ لإفسادِ صَورة ويندِي ببَساطةٍ؟ كَيف يأتِي ليتلاعَب بالموقِف فتَكون هِى المُلامة بكُل شيءٍ ولَن يُناقِشه أحَد؟

وكأنَ الناسُ تنتظِر أن تسمَع عن قولٍ واحدٍ يمِس امرأةً ما وهو إستَغل ذلِك الآمر لصالِحه.

زَفر ذو الخُصلات المَعقودةِ بقَوةٍ، وأنزَل عيونَه المُشتعِلة بحَنقٍ لكَفِيه المُتشابِكَين. كانَ علَيه أن يحسِب كلماتَه قبل قولِها بجوفِ ذلِك الثُعبان الماثِل أمامَه..الَذي يَبدو بأنَه لم يهتَم بعلاقتِه بويندِي قَدر ما إهتَم بتدميرِ حياتَها وحَسب.

"أنا أُحِبها."

"وأنا أملِكَها."
كَم أن سَماع ذلِك كانَ مباغِتًا. بدَى لِسانُ هارَولد مَعقودًا بصَدمةٍ مِن تِلك النَظرة المُتسلِطة والمُتملِكة بعَينِ نظيرِه. لم يقُل بأنَه يُحِبها، لم يقُل بأنَها أُم إبنِه..بَل إعتَبرها مِلكَية لَه وحَسب!

"وأنا لا أُحِب أن يقترِب أحدَهم مِن مُمتلكاتِي. لِذا إبقَى بعيدًا عَنها، سَيد سيجرِيد..لسَلامتِك."وكَزه چوزِيف ببَسمةٍ لاذَعةٍ أخيرَةٍ قبل أن ينهَض منصرِفًا عَن كيانِ هارَولد المُتجمِد كالصَفيحِ مستنكِرًا ما سمَعه لِلتو.

لطالَما علَم كَيف يعتبِر الجَميع النِساء مِلكَية رجالِها..ولكِنه لَم يحتَك بأحدَهم مسبقًا. بَل والأدَهى بأنَه كانَ في مُساومةٍ سَخيفةٍ لم يكُن لَها أي مكانٍ على امرأةٍ لا حَق لأي شخصٍ بأن يُساوِم علَيها!

يالَّه مِن مَوقفٍ.

كانَت رِياح ظَهيرةٍ متأخَرةٍ تَجوب آفاقَ إيلڤان المَلبدة ببَهوتٍ فلَم تخترِق لَها شمسًا عفِيةً. كانَ عَقرب الساعَة الكَبيرة يسبِل الدَقة الرابِعة بصَياحٍ جَلجل بآرجاءِ البَيتِ الهادَئ الَذي كانَ وكرًا لشَبحِ الحُزنِ.

Lady Casanova.Where stories live. Discover now