الواحِد والعِشرون|أعادَة إحِياء الماضِي

Start from the beginning
                                    

"هِى لَم تكذِب، سَيدتِي العَزيزة، هى لم تعلَم بقُدومِي، فأنا كنتُ خارِج لَندن لمُدةٍ طَويلةٍ كَما أن الصِلة مَقطوعة لأعوامٍ، وحينَما سمِعتُ بزَواجِ أبنة عمِي فكرتُ بأن استَغل وجودِي وآتي لزَيارتِها، خصيصًا بأنَها قَد تزَوجت لشخصٍ من عائلةِ ليڤَرِنت المَشهورةِ."

كانَت سيڤين عاجِزة عن الحَديثِ.
الكَثير مِن الأفكارِ والذَكرياتِ السَيئة إجتاحَت عقلَها الَذي جاهَد ليصُدها. الكَثير مِن المَشاعِر الَتي تنجَح بكَبحِها كانت تُهاجِمها ببَطشٍ سَعت لمُحاربتِه بعَنادٍ.

"أتَمنى بأنَني لستُ بدَخيلٍ عليكُم، ولكِن يَبدو بأنَها فُرصة سارَة كَي يَعود لَم الشَملِ بَيننا مِن جَديد. ألا تَعتقدين يا سيڤين؟"رمَى بعيونِه إلَيها، لتمكُث بمكانِها كالتَمثالِ باكِمة بشَكلٍ مُحيرٍ.

فمِن المَرأة الجَريئة المُثيرة للإعجابِ، إلى امرأة مُتوجِسة ظلَت بين ذَراعِ زوجِها كالطَفلةِ تُحاوِل إخفاءَ نفسها.

"بالطَبعِ. مُرحب بِكَ على العَشاءِ، سَيد بالَوم."عبَّرت السَيدة إليزابِيث، فلَم ترغَب سيڤين سِوى بالإنسحابِ والبَقاء بحُجرتِها وحَسب. كانَت حاقِدة، غاضِبة، وخائِفة. مِما أعطاهَا شعورًا غير مفهومٍ أربَكها.

كانَ خاطِفًا للآضواءِ. كانَ سَهل الأختلاطِ. كانَ يتحَدث بسَلاسةٍ وكأنَه بين مَجموعة مِن الأصدِقاء القُدامي ولَيس أشخاصٌ قابلَهم قَبل مُدة ضَئيلة جِدًا. ومع ذلِك أمتَنت لكونِها لم تكُن بؤرة الإهتمامِ بحالتِها تِلك.

شَعرت بيَدٍ لاطَفت ذقنَها بنُعومةٍ قَبل أن تُحرك وجهَها المُتجهِم لمُقابلةِ عيونَ لِوي القَلِقة على مَقربةٍ أشعَرتها ببَعض الإطمئنانِ. "تَبدين شاحِبة. هَل أنتِ على ما يُرام؟"

لَم تكُن قرَيبة حَتى لذَلِك.
أومأت بلَسانٍ مُتخشبٍ. لَا يُمكِنها الشَرح لأن لا أحَد سيَفهم. لا أحَد سيَفهم كَم تبغَض ذلِك الرجُل الجالِس بحُريةٍ داخِل واقِعها بَعدما ظنَت بأنَه طُوى بصَفحةِ الماضِي المُظلِمة.

"بَيني وبَين سيڤين ما يُقارِب الخَمس سَنوات. أعتدَنا على قَضاءِ الكَثير مِن الوَقتِ سويًا ونحنُ أطفال، ولكِن كَما تَعلمون، يُشاكِل الآباء ويَقع بِها الأبناء. حدَث إختلاف بَين أبي وعَمي هِنري جَعل الصِلة تنقطِع تمامًا."

علَ ذلِك كان أفضَل قرار آخذَه والِدها بحَياتِه رَغم التَبعاتِ القاسِية لَه. فيَبدو بأن نايِل يتذَكر اوقاتَهما سوِيًا على نَحوٍ مُغايرٍ لمَ تذكُره هِى.

"هَل تعمَل بتَجارةِ المَواشِي أيضًا، سَيد بالَوم؟"أستَفهم مارتِن بتطلُعٍ؛ليَنفي نايِل مبتسِمًا. "لَا للآسف. شَقيقي هو مَن يتوالَ تِجارة العائِلة أما أنا فدرستُ الطِب وأزاوِله الآن."

سَرت نَظرة إعجابٍ بين الجَميعِ، مما كانَ غريبًا.

"وهَل أنتَ مُتزوِج، سَيد بالَوم؟"توسَعت بَسمة نايِل للسَيدةِ مارَثا المُتسائِلة وحَرك كِتفَيه بلُطفٍ. "أُوشِك على ذلِك، سَيدتِي. فأنا مُرتبِط بامرأةٍ فِي أيرلَندا، أسمَها بِيرلانتِي، وهِى حقًا جميلَة."

Lady Casanova.Where stories live. Discover now