السادِس|لِقاء مَع حَبة كَرز

Začít od začátku
                                    

لَعق شِفَتيه بتَوترٍ كارهًا ذلِك الموقِف الَذي وقَع فِيه بحُريتِه، وتَحمحم بلُطفٍ. "لقَد جِئتُ لِأعتذِر عمَا بدَر مِنى من سوء مُعاملةٍ باللَيلةِ الماضِية. لم أعنِ أن أكونَ غِير مهذبًا."

لَا صَوت.
رَفع حاجِبَه بتهكُمٍ كامَنٍ شاعِرًا بالإحراجِ لعدمِ تلَقييه لكَلمةٍ واحدةٍ تحفَظ ماءَ وجهِه حَتى. كانَ بإمكانِها رَد تَحيتِه على الأقلِ.

عَض لِسانَه بإنزعاجٍ رَيثما يُتابِع يدَها تستمِر في سِريالِيتها على لوحتِها السَوداءِ وقدماه تجُراه للخَلفِ آملًا بإنقاذِ ما تَبقى مِن عزيمتِه. يالَه مِن موقفٍ سَخيفٍ تمامًا.

"حسنًا، هَذا كُل ما جِئت لقولِه."

"الدَفتر. أسفَل الشَجرةِ."
تثلَجت خطواتُه بغتةً مَع أوَلِ هَسيسٍ أصدَرته. نبرتُها كانَت ناعِمة يُطوِقها خَيط أجِش كانَ غريبًا على صوتِها، فإستَدار لَها بعدمِ فهمٍ. "ماذا؟"

لَم تَمنحه تفسيرًا ما، ليلضُم شِفَتيه تارِكًا عِبارَتها الغامِضة تَقوده إلى الشَجرةِ القَريبةِ حيثُ تترُك سَلة ثمارِ الفَراولةِ بجانِب دَفترها الَذي يُصاحِبها بكُل مكانٍ. رَفعه لِوي ببُطيءٍ ملقِيًا بنَظرةٍ إلى نصفِ وجهِها الجامِد، قُبيل أن يتطلَع إلى صَفحاتِ الدَفترِ بتأنٍ.

كانَت صَفحاتُه تضُم قِطَع شِعرَية ورُموز موسيقَية تنَقل بَينها بجَهلٍ. لم يَدرِ ما أرادَت مِنه أن يرَه بالتَحديدِ، حَتى توَقف أمامَ قِطع وَرقٍ تدَثرت بين الدَفترِ وإن لم تكُن جزءً مِنه، ليَندهِش.

لقَد كانَ رسمًا عشوائِيًا لوَجهِه بقَلمِ رُصاصٍ خَفيفٍ. وكأنَها رَسمته في لَحظةِ شُرودٍ فلَم تهتَم بإضافةِ تَفاصيلِه وإنَما دَققت في نَحتِ ملامِحه بمَهارةٍ. كانَت رَسمة سِيريالَية عَجيبة.

"هَذا أنا!"

"لَيس تمامًا."نَفت، لتتعانَق خطوطُ جبينِه سوِيًا بتعجُبٍ مراقِبًا إياهَا تترُك فُرشتها وتَلتفِت إلَيه أخيرًا، فإتطلَع إلى وجهِها المُتخشِب بنَظراتِها الزُجاجِية. "هَذا ما أراكَ أنا علَيه."

لَم يفهَم. كانَت تُدرِجه بكُل مرةٍ إلى جَرفِ حديثٍ مُبهمٍ يُظهِره كرجُلٍ أحمَقٍ سَطحيٍ، كانَت كمَن يتعَمد إظهارَ معرِفته الكَبيرة أمامَه كي تُبهِره بأن هُناك امرأة مِثلُها. جاهَد كَي لا يَجهر بعدمِ فهمِه، وأعتَمد نبرَته المُستنكِرة. "ماذا تَعنين؟"

كَسرت وجومَ وجهِها ببَسمةٍ رَفيعةٍ. نَظفت سيڤين يدَها بقَطعةٍ قُماشيةٍ وسارَت صَوب الشَجرةِ رافِعة سَلة الفَراولةِ على ذراعِها، قَبل أن تواجِهه بعيونِها الخَضراء الخاطِفة. "ما رأيُك بكَوبٍ من الشاي؟"

أُخِذ بعَرضِها المُفاجِئ لثَوانٍ قَليلةٍ، ثُـم إبتَسم هازًا رأسَه بقُبولٍ ولُطفٍ. "سَيكون ذلِك عظيمًا."

Lady Casanova.Kde žijí příběhy. Začni objevovat