الرابِع|رَبيع إيلڤان

Start from the beginning
                                    

يالَها مِن امرأةٍ مُزعجةٍ.

"ما طَبيعة عِلاقتكَ بتِلك المَرأةِ، خالِي؟"
هرَب سؤالُه عَبر شِفَتيه قبل أن يتمَكن مِن صَدِه. أزاحَ ما تَبقى مِن طعامِه جانِبًا وآخَذ يُطالِع خالَه الذي قَرن حاجِبَيه بعدمِ فهمٍ وهو يَرتشِف عَصير الكَرزِ برَتابةٍ.

"ماذا تَعني؟"

"أعنِي، إلى أي مَدى تصِل علاقتكُما بالتَحديدِ؟"أعتَمت زَرقاواه بحَدةٍ. تِلك الشَقراء المُريبة كانَت كالقَشةِ التي تتطَفل على كُل ركنٍ بحياتِه، كان بإمكانِه أن يتحَمل وِد شقيقِها المُبالغ بِه وأن يستُر على أفعالِها النابِية طَي الكِتمان. ولكِن حينَما يصِل الآمر لأحدٍ عزيزٍ علَيه..فهو لَن يسمَح بهذا طويلًا.

"إنَنا جِيران، وبَيننا تفاهُم قَديم كَما أنَ صُحبتها مُمتعة. أنا لا افهَم سَبب عدم قبولِكَ لها، لِوي. لقد بدَوت بالأمسِ منزعِجًا تمامًا مِن ذكرِها."ختَم ألبِرت حديثَه بإستفهامٍ قابلَه لِوي بعُبوسٍ.

"إنَها امرأة مُريبة وغِير مُريحة. أنتَ لم تسمَع ما يَقوله الناس عَنها."

"الناس يتَحدثون كثيرًا. ولقد تعلمتُ ألا أُصدِق كُل ما يَقولون. أن عَرِفتـها؛ ستُـحِبها."

هُو لم يفهَم، ولِوي لم يدرِ كَيف يجعلَه يَفعل. ما رسَخته تِلك المرأة بذهنِ خالِه لأعوامٍ لن يتمكَن هو مِن تغييرِه في دَقيقةٍ، لقد جعلَته يعتقِد بأنَها سَيدة ودودة ولَطيفة في حينِ أنها تُبطِن هدفًا خبيثًا بمكنونِها. فما جعلَها تُغازِل وتُلاطِف رجالًا آخرين، ما المانِع من أن تفعَل المَثل مع ألبِرت، المُزارِع الأرمَل المَخدوع؟

مَوضع قُبعته الصوفِية فَوق رأسِه مطِلًا إلى حُقولِ الفواكِه الشاسِعة المُحيطة بالمَنزلِ مانِحة إياه شعورًا ونيسًا دافِئًا كموسمِ الرَبيعِ الذي تكَدس طِوال العامِ في ذلِك المَكانِ. كَم كانَ مَظهر جمالِي فاتِن يُنسِي الهُموم.

"أتُمانِع بِرَي أشجارَ الفُلِ وأنتَ بالخارِج؟"سمَع طلَب خالِه من المَطبخِ بعدمَا خَطى نحو البُستانِ الزاهِي بعُشبٍ رَطبٍ دلَل اقدامَه برَقةٍ، ليَلتقِط إناءَ الريّ وهو يَتوجه نَحو آنِية الفُلِ اليافِعة ببَتلاتٍ صَغيرةٍ لم يُصيبِها النُضوج بَعد.

شيءٌ فِي ذلِك المَكان يَسلِبه غَمه، ولكِن لكُل مذاقٍ طَيبٍ مُعكِر صَفوٍ، وكانَ مُعكِر ربيعِ إيلڤان لَه يكمُن أسفَل تِلك التَلةِ بَين الأشجارِ اليانِعة بالفَراولة الحَمراءِ.

سيڤين بالَوم.

على عَكسِ رَيف إيلڤان كانَ الطَقس مُكفهِرًا بضَبابٍ تامٍ في مَدينةِ لَندن محلِقًا بلَسعةِ بَردٍ أرجَفت جسدَه المَلفوف بمِعطَفه الأسوَد السَميك وهو يَقف على عَتبةِ المُنزِل ملتقِطًا نفسًا مهتزًا طويلًا.

Lady Casanova.Where stories live. Discover now