" الفصل الخامس والعشرون "

Start from the beginning
                                    

ألتقط السيد عصمت كوب الماء يرتشف بهدوء قبل أن يكمل قائلا :
- بعدها ظهر الأغا في حياتي من جديد ، ذلك الرجل يحقد علي لأنني متفوق بعملي أكثر منه وعندما علم بأنني تزوجت من المرأة التي كانت حامل منه حتى جن جنونه وأقسم على الإنتقام ، وضعت خطه بمساعدة صقر بتسريب خبر وفاتي حتى يطمئن الأغا بأنني ذهبت من طريقه وأستطيع جمع المعلومات والأوراق الهامه التي من شأنها الإيقاع به ، والدتك وصقر فقط يعلمون بهذه القصة ، وقتها كنتي قد تعرفتي على سراج واتفقتما على الزواج ، هنا جاء دوري لأمنع هذا الزواج لأنني أعلم بأن صقر الوحيد القادر على حمايتك وحبك ..

سكت السيد عصمت في حين تابع صقر الحديث قائلا :
- أجبرت سراح عن الابتعاد عنك ساره ، ولكن صدقيني لو رأيت بأن أخي يحبك ولن يتخلى عنك مهما كلفه الأمر حتى لو تخلى عني كنت سأبارك زواجكما هذا وأضغط على قلبي ، ولكنني رأيت بعيني شقيقي تردد فقط ، علمت بأنه لم يكن حبا بل شيء أخر ، صدقيني ساره من يحب أحد يقاتل الدنيا بأكملها من أجل المحافظة عليه وهذا ما كان واضحا بين موقفي وموقف سراج ... !

طالع سراج زوجته ليرى ردة فعلها ليجدها تمسك بيده تهتف بصوت منخفض :
- أحبك .

في حين بقيت ساره جامدة الملامح تطالع صقر بنظرات ثابته فقط ، بادلها صقر النظرات مستعدا لردة فعلها !
نهضت من مكانها تسير ناحيته بخطوات بطيئه وعينيها الزرقاء عليه ، وصلت أمامه مباشرة لترفع يده اليمنى تضعها ناحية قلبها تهتف له بقوة  :
-  أتستمع لدقات قلبي حبيبي ؟ إنها لك وحدك ، لم أشعر بها مع أي إنسان غيرك ، علمتني بأن الحب تضحية وأمان ، وليس كلام يذهب مع الرياح ، وحدك فقط من سكنت شراييني وأوردتي ،  سكنت روحي وجسدي وقلبي ، أعلم جيدا بأني متيمه بك حتى أخر نفس سيخرج مني ...

لم ينصدم من ردة فعلها تلك فعينيها ونظراتها التي كانت تطالعه بها قبل قليل كانت نظرات عشق وحب جعلت قلبه يحيا من جديد ..

في تلك الأوقات دخلت لمار وزوجها منتصر تتجه ناحية شقيقتها تحتضنها بقوة وهي تهتف مقاطعه الأجواء الرومانسية تلك :
- لقد عادت حياتي إلي من جديد بعودتك حبيبتي ، ربما لسنا شقيقات بالدم ولكن صدقيني نحن شقيقات بالروح ... !

بادلتها ساره الأحضان بسعادة كبيرة ..
في حين بدأ صقر يتأفف من أولئك الأشخاص الذي يأخذون زوجته منه في أجمل الأوقات بينهما ...

-------------------------------------
بعد أن أنهت صلاة العشاء قامت بوضع فرات الصغير في سريره الذي خصص له بعد أن قبلته بحب ، خلعت أسدال صلاتها لينسدل شعرها الأشقر الطويل على كتفيها البيضاء بصورة جميلة ، أخذت تبحث بعينيها الزرقاء عنه فلم تجده ، توجهت ناحية طاولة الزينه تتناول أحمر الشفاه بين يديها لتزين شفتيها بشكل جعل منها مغريه أكثر ، طالعت نفسها برضا لتراه يدلف للداخل يغلق الباب خلفه بأحكام  !
أبتسمت بحب من خلف المرآة ليقترب بدوره منها يحتضنها من الخلف ، ف ها قد انفرد بها بعد أن غادر الجميع ، دفن رأسه بين خصلات شعرها يستنشق عطرها الأخاذ ، أغمضت عينيها من فرط المشاعر التي بدأت تعصف بها ، همس بأذانها بعشق ليذيبها أكثر قائلا :
- أعشقك ساره ..

وضعت يدها على قلبها لم تعد تحتمل تلك المشاعر المفرطة ، ابتعدت عنه قليلا لتدير جذعها ناحيته نتقابل عينيها بعينيه تهتف وهي تحدق بعينيه قائله :
- وأنا أحبك. .

أغمض عينيه تتردد الكلمة بأذانه بترانيم موسيقية جميلة ، هتف وهو ما زال على حالته تلك قائلا :
- كرريها !

تعلقت برقبته بدلع تهتف بحب ورقه :
- أحبك

ضمها إليه أكثر يهتف من جديد :
- أعيديها ثانية وثالثة وعاشرة ..

لتكررها على أسماعه كأنها تقولها للمرة الأولى لتجعل قلبه يقفز فرحا وعشقا ليحملها بين يديها يدور بها بالمكان لتتمسك به جيدا وضحكاتها تمتزج بضحكاته بسعادة كبيرة بدأت تتسرب لقلبيهما لتجعلها قلب قاشق واحد بجسدين ..

أنزلها أرضا وهو ما زال يتمسك بها حتى لا تقع ..
رفع رأسها بطرف يديه يهتف بحب :
- انظري إلي ساره

حدقت بعينيه بهيام لتجده ينزل بشفتيه على شفتيها يقبلها بقوة جعلتها تتمسك به بشدة حتى لا تسقط مغشيا عليها من فرط مشاعر العشق التي دبت بأوصال قلبها ...... !

-----------------------------------------
صباح يوم جديد .....
وقف أمام بوابة القصر الكبيرة يطالع القصر بنظرات خبيثه بعد أن نزل من سيارته الفارهه ينفث دخان سيجارته  بالهواء ، بقي مدة عشر دقائق يقف فقط وعينيه مسلطة على القصر ، حول عينيه ناحية اليمين ليجدها تسير بين ورود الحديقة تحمل الصغير بين يديها تقوم بالغناء له بطفوليه حتى يكف عن بكائه ، اقترب ناحية البوابة يطالعها من الشق الناتج عن فتحها بشكل جزئي ، وجد صقر يتجه ناحيتها يقبلها من جبينها بحب وهو يتناول الصغير يداعبه !
أبتسم بخبث من جديد وهو يهتف لنفسه :
- سأخفي لكما هذه الضحكة عن قريب أيها العاشقين ..

عدل من بدلته السوداء وهو يرمي السيجارة من يده يدوس عليها بطرف قدمه وهو يدلف ناحية الداخل ، في حين طالع صقر ذلك الرجل الذي يتقدم  ناحيتهما ، دقق النظر به ليظهر له رجل في العقد الخامس من عمره يبدو عليه الوقار الشديد ، اتجه صقر برفقة ساره ناحيته ، في حين تصنع الرجل الجدية وهو يبتسم لصقر بعمليه وهو يمد يده قائلا :
- الضابط صقر الصافي أليس كذلك ؟

بادله صقر التحيه وهو يهتف :
- أجل ، من تكون ؟

هتف بعمليه :
- رجل الأعمال شريف الأحمد ، جئت بنفسي لأدعوك لحفل افتتاح شركتي بالمدينة ، سمعت عنك كثيرا وعن بطولاتك وأتمنى أن يكون بيننا صداقة ..

طالعه صقر بقوة وهو يهتف :
- أتشرف طبعا ..

وجه الرجل نظراته ناحية ساره التي بدأت تطالعه بشك ، اقترب من الصغير يهتف بعد أن قبله  :
- ويسرني أيضا أن تحضر المدام والعائلة معك ، سأنتظركم غدا بالتاسعة مساءا في العنوان *****

أومأ له صقر بإبتسامة ، في حين سلم عليهما وهو يخرج يتجه ناحية سيارته ليهتف لنفسه :
- غدا ستكون النهاية .......... !

أنهى كلامه وهو يضحك بشر ....... !

زوجة الضابط  ( كاملة ) Where stories live. Discover now