" الفصل الخامس "

21.5K 717 17
                                    

جلست السيدة خديجة بغرفتها بعد أن اطمأنت بأن إبنتها قد غطت بنوم عميق ، أخذت تحمد ربها كثير على سلامتها وعودتها لأحضانها من جديد ، تنهدت بعمق وهي تجلس على سريرها تتناول بين يديها مجموعه من الصور التي جمعتها بزوجها وابنتها (ساره) ؛ إنزلقت دمعاتها تتسابق على وجنتيها المجعدتين وهي ترى صورته يضحك أمامها ! أخذت ذكريات زواجهما تتمثل أمامها بقوة ! تذكرت ذلك اليوم عندما اجتمعت مع حبيبها (عصمت) ! الضابط القوي الذي بمجرد ان رأها في إحدى الحفلات الخيريه حتى سرقت قلبه قبل روحه ، تذكرت عندما حدثها لأول ومره وكيف خجلت وقتها وهربت من أمامه ! تذكرت كيف أنه لم يستسلم بل بقي يلاحقها حتى علم مكان سكنها لتتفاجىء به بيوم من الأيام يدق عتبة بابها يطلبها للزواج ، وقتها شعرت بأن قلبها قد خفق له بقوة
ليتم زواجهما بعد عدة أشهر لتعيش معه حياة سعيدة وتكتشف بعد زواجها بسنة بأنها حامل !!
تذكرت وقتها عندما أخبرته وجدت دموعه تنزل بقوة من شدة الفرح ، وقتها حملها ودار بها بالمكان ، مرت أشهر حملها على خير بمساعدة زوجها الحبيب ليرزقهما الله ( بساره ) ؛ التي بمجرد أن جاءت للدنيا حتى ملئت حياتهما بالسرور والبهجه ....!
فبعد ولادتها بعدة أسابيع جاء خبر ترقية والدها عصمت بمرتبة لواء ، بسبب إفشاله لعملية كبيرة كانت تخطط في قسم الشرطة .... !

تنهدت السيدة خديجة بحزن بعد كل تلك الذكريات عندما جاء ببالها تلك الحادثة التي جعلتها تبكي بقوة على نفسها وعلى ابنتها ..
هتفت لنفسها بألم وهي تحدث صورته :
- بالرغم من فعلتك تلك يا عصمت إلا أنني ما زلت أحبك كما أحببتك أول مرة ، أنت خدعتني ولكن أعلم بأنه ليس ذنبك ، وليس ذنب الفتاة أيضا
يا الله ساعدني ماذا أفعل ؟ ابنتي لا تعلم بوجود شقيقه أخرى لها ......!

أغلقت الصور لتنهض وتضعها مكانها على الطاولة
ومن ثم نظرت لنفسها بالمرآة لتهتف وهي تمسح دموعها :
- سأبقى قوية ، لأجل ابنتي ولأجلك يا عصمت !

------------------------------------------------
دخل يؤدي التحيه العسكرية بكل وقار أمام سيده الذي يقبع على فراش العلاج في إحدى البيوت الخشبية البعيدة عن العيون ، هتف وهو يقترب منه قائلا :
- كيف حالك يا سيدي الأن ؟
هتفت ذلك الرجل الذي يطالعه بنظرات متلهفه :
- بخير ، كيف حالها يا صقر ؟

ابتسم صقر بحب وكأنه شخص أخر مفعم بالحياة والأمل ليهتف وهو يجلس على إحدى المقاعد الخشبية الموجودة بالغرفة :
- لقد تحسنت كثيرا ،  أطمئن .

تنهد الرجل براحة كبيرة ليريح رأسه للخلف ويهتف :
- بمجرد أن رأيت الخبر بالصحيفه حتى خارت قواي يا صقر .

طالعه صقر بنظرات جاده ليهتف :
- لا تقلق يا سيدي أنا بجانبها و أراقبها طوال الوقت .

منحه الرجل نظرة رضا ليهتف :
- شكرا لك ، حسنا قل لي كيف حال شقيقك ؟

تبدل حال صقر من السعادة إلى الغضب بعض الشيء ليهتف :
- بخير لقد تزوج .

زوجة الضابط  ( كاملة ) Where stories live. Discover now