" الفصل الثامن "

18.6K 670 12
                                    

إنسدل ثوب زفافها الأبيض الطويل مغطيا جسدها بأكمله ، ذاك الصقر قد أحضر  لها ثوب مكتمل لا يظهر من خلفه مثقال ذره ، لقد أشرف خصيصا على إختياره فهو لا يريد من أحد أن يطالع زوجته بنظرات شهوة !
انعكست صورتها من خلف المرأة كأنها أميرة بحق !
للوهله الأولى طالعت نفسها بنظرات راضيه عن هذا الجمال الرباني الذي رزقها الله به ، شعرها الأشقر قد تمت تغطية معظمه بالطرحه الخاصة بالفستان الأمر الذي جعلها مبهورة للغاية .. فقد تم إحضار أمهر الفتيات المتخصصات بإعداد العرائس ، كذلك لا  تنسى دور شقيقتها التي عرفتها منذ بضع ساعات !
فهي لم تجلس بتاتا وهي تساعدها على التجهيز أيضا !
حسنا ستترك لنفسها مساحه للسعادة الليلة في زفافها ، سترقص وتنسى بأنها ستكون بين يديه في نهاية الليلة ، ستعيش الساعات القادمة وكأنها تزوجت بحبيبها وليس بعدوها !!
ستجاهد على إظهار البسمه على شفتيها طيلة الحفل ، لأجل والدتها أولا ، ولأجل شقيقتها ثانية
وأيضا لنفسها قليلا ...

أقسمت ان رأت ذلك الخائن لن تكون ضعيفه ابدا
(سراج ) ذاك الوغد الذي حطم قلبها اربا اربا ..

ربما صقر معه حق عندما أخبرها بأنه لا يحبها ... !

استيقظت من شرودها على صوت والدتها التي دخلت بدموع مجرد ما رأتها بثوبها الأبيض

هتفت لها بحنيه وهي تمسك يدها قائله :
- هيا حبيبتي ، صقر وصل وهو بإنتظار إصطحابك إلى القصر حيث الزفاف ...... !

وقف يطالعها بإندهاش تام !
لقد تفوقت على أميرات الحكايات بحسنها ودلالها ، وثوبها ذلك الذي اختاره بعنايه تامه جعل منها ملاك على هيئة إنسان ، تمتم بعبارات شكر لخالقه على هذه الهدية التي حصل عليها ! سلط عينيه الحادتين لتسقطان على عينيها مباشرة ، للوهله الأولى وجد من بين نظراتها تلك نظرة خوف !
ولكنها برعت بإخفائها بنظرات جاده ..، ولكن هو فهم نظراتها تلك وأنتهى الأمر ، أغمض عينيه لثوان قليله عندما تذكر الرجال الموجودين بالحفل لا بد بأنهم سيغتالونها بنظراتهم الجائعه ، قبض معصم يده بقوة الأمر الذي جعلها تطالعه بنظرات متسائله عن حالته تلك ، ولكنها إكتفت بالصمت فهو لا يعنيها بتاتا .. !
هتفت السيدة خديجة وهي تقترب منه بدموع :
- أنا أثق بك جيدا صقر ، حافظ عليها فهي قطعه من روحي .

ابتسم لها صقر بحنان كبير ليهتف :
- لا تخافي أمي ، حسنا هل تسمحين لي بمناداتك بأمي ؟

إبتسمت برضا كامل لتهتف وهي تحتضنه :
- بالطبع بني

أغمض عينيه يتلذذ حضنها الدافئ ذاك !
منذ متى وهو محروم من حضن والدته التي توفاها الله هي ووالده منذ صغره ؟!

رفع يده يحتضنها بدوره ليعيش تلك اللحظات الدافئه بأحضان من جاءت تعوضه عن حنان والدته ..!

زوجة الضابط  ( كاملة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن