" الفصل الثامن عشر "

12.8K 510 13
                                    

إنشقت إبتسامة واسعة على ثغرها المجعد وهي ترى ولدها الوحيد قد إستطاع إحضار طبيب لذلك المسكين الذي لا زال ينطق إسم تلك الفتاة التي لا تعرف من تكون بالنسبة إليه بالبداية ، ولكن بعد أن طالعت يده اليسرى رأت خاتم زواجه محفور عليه إسم ( ساره ) !
نهضت من مكانها حتى يتسنى للطبيب الجلوس ومعاينته بهدوء ؛ في حين أمسكت يد ولدها مبتعدا قليلا عنهم لتهتف له بصوت منخفض :
- أحسنت بني ، ذلك المسكين يهتف بإسم فتاة وأظن أنها زوجته ، يا ويلتي عليها لابد وأن قلبها الأن يحترق ألما على فراقه ، فإسمها يخرج من بين شفتيه بشكل يعجز العاشق الحقيقي عن نطق إسم حبيبته ..

طالعها الشاب بهدوء ليهتف:
- لا بد وأنه ضابط بالشرطة يا أمي ، ألم ترين الباقية المتبقيه من ملابسه الممزقه ؟ تدل عليه !!

تنهدت العجوز بخفه ، في حين هتف لها ولدها من جديد :
- ليشفيه الله وتكن مساعدته في ميزان حسناتك يا أمي ..

ابتسمت العجوز بهدوء وهي تتذكر ذلك اليوم التي كانت فيه قريبة من منطقة الميناء تجمع بعض الحطب القريب من المنطقة ليلفت نظرها أحد ما ملقى خلف إحدى الصخور ، توجهت ناحيته بسرعة تتحرى ان كان لا يزال حي ام لا !
لتتنهد براحة وهي تستمع لنبضات قلبه الضعيفه لتسرع وتأتي بولدها ليساعدها على نقله لبيتهم الصغير ومعالجته ..... !

طالعت الطبيب بدورها من جديد بعد أن عادت من ذكرياتها تلك لتهتف بلهفه :
- كيف حاله أيها الطبيب ؟

أجابها وهو يقوم بمعاينه جراحه بدقه قائلا :
- جراحه عميقه يا خالتي ، يحتاج إلى علاج مكثف حتى لا تتجرثم الجروح ..

تبدلت ملامح العجوز للحزن الشديد على حال ذاك الشاب ، في حين هتف ولدها الذي يبلغ السادسة عشر ربيعا من عمره قائلا :
- إذا لننقله إلى المشفى يا أمي ، ونقوم بإبلاغ الشرطة حتى يتم التعرف عليه ..

هتفت العجوز بعجز كبير :
- ولكن يا بني نحن لا نملك تكاليف العلاج ..

أخفض الولد رأسه حزنا على تلك الحقيقة التي غابت عنه ، ولكن دقائق قليلة وهتف لها بتذكر :
- حسنا امي أنا سأتصرف ، هل تتذكرين ذاك الكتاب الثمين الذي رغب صديقي بشرائه مني وانا كنت أرفض ؟ سأبيعه له ونعالج هذا الشاب، لن ندعه يمت يا أمي ونحن نملك القدرة على معالجته !!

ابتسمت العجوز على أخلاق إبنها تلك التي كانت سببا في زرعها بداخلها ..

-------------------------------------
استيقظت من نومها فزغه بعد ذلك المنام التي لا تعرف هل هو حقيقي أم خيال !
بدأت تقرأ بعض من آيات الذكر الحكيم حتى تهدأ نفسها المجزوعه قليلا ، نزلت بعدها دمعاتها بشدة وهي تتذكر كيف كانت تراه الأن يقف أمامها بكامل هيبته ورجوليته التي تعشقها ، لقد كانت بين أحضانه تتنفس عبق عطره الساحر ولكن بلحظة أختفى من أمامها لتنصدم بأنه كان حلما فقط .. !
مسحت دمعاتها بطرف يدها بهدوء وهي تعلق عينيها على صورته التي تتوسط الحائط ببدلته العسكريه التي جعلت قلبها يخفق اشتياقا له !
أنزلت قدميها عن السرير لتنهض تتجه ناحية الصورة بخطوات بطيئة وعينيها ما زالت تخترق عينيه الحاده ، وصلت أمام الصورة ترفع يدها تمسح على وجه بهدوء لتهتف بقلب ملتاع :
- اشتقت لك يا حبيبي ، عيناك هذه اشتقتها حد الموت ، حضنك الدافئ افتقدته في ليالي ظلماء ، لا أدري كيف سأتابع حياتي بدونك ..

زوجة الضابط  ( كاملة ) Where stories live. Discover now