" الجزء السابع عشر "

12.9K 521 21
                                    

في تلك اللحظة التي عشقتك فيها رحلت !
لم تبالي لوجع قلبي المفطور ألما على غيابك !
جفت دموعي ..
قالو لي بأنك استشهدت ليروي دمك أرض وطننا الجافه ، ولكن من يروي قلبي يا توأم الروح ؟!
لا طعم للحياة بدونك يا عشقي الأبدي ...
الجبال طبقا على صدري ؛
والأرض انشقت من تحتي ؛
تهاوى قلبي بين ضلوعي وجعا يا حبيب القلب
لما لم تأخذني لأكون جليسة قبرك كما كنت جليسة حياتك ؟!
إنفطر قلبي وأصبحت أعيش جسد بودن روحي التي رافقت روحك بمأواك الأخير. ....... !
توقفت الكلمات أخيرا ....... !

توشحت بالسواد وهي تسير بقدمين توشكان على السقوط وهي تناضل من أجل الوصول إلى جثمانه الذي يركد أمامها يفصلها عنه عدة سنتيمترات فقط ! ارتجف قلبها قبل جسدها حينما وصلت أمامه مباشرة لترى جثمان موشح بالبياض مغطى بالكامل
انزلقت دمعاتها الأن بقوة بعد أن بقيت يومين كاملين تطالع الاشيء أمامها بعد أن زلزل خبر وفاته كيانها بأكمله ، فبعد تلك المكالمة التي جاءتها منه وتبعتها صوت رصاصات غادرة ليصلها بعدها بلحظات صوت أحدهم ينعاه لها !
وقتها زلزلت العمارة بأكملها على أصوات صراخها بإسم من عشقه القلب بجنون ، تلاها سقوطها بعنف على الأرضية يرتطم رأسها بقوة لتكن أخر شيء شاهدته أمامها صورته يبتسم لها ...
والدها الذي لم يكد يفرح بلقائه بها حملها بين يديه على أقرب مشفى لتكن الصدمه أزمة نفسية قاسيه عصفت بها بعنف ..
لم تبكي بل بقيت صامته ، هادئه هدوء مخيف
الجميع بقي بجانبها يحاولون التخفيف عنها
ولكن هي لم تكن تستمع لهم نهائيا ؛ بل حديث نفسي طويل كان يدور بداخلها مع شريك العشق ..
وها قد جاء يوم الجنازة والدفن ليخرجوها من المشفى بناء على رغبتها الملحه لتلقي عليه النظرة الأخيرة قبل المفارقة الأبديه ..... !
رفعت يدها ترغب بتقبيل وجه الذي عشقته بقوة
لتستمع لهمسات سراج الذي تقدم بجانبها بجمود يهتف :
- لا تفعليها ، الجثه محترقه بالكامل يا ساره ، دعي صورته الفاتنه المحفوره بعقلك تكن ملازمه لروحك فلا تفسديها ...

طالعته بنظرات منكسره ، هو على حق فلتكن صورته الجميلة فقط بكيانها ، أدارت رأسها من جديد ناحية الجثمان لتشعر بأنها على وشك السقوط ، وضعت يدها على رأسه بحنيه لتهتف بقلب ملتاع :
- لما تركتني ؟! أنت تعلم بأنني سأموت بعدك مباشرة يا حبيبي ، انت فعلتها ورحلت ، قلت لك بأن قلبي ليس بخير ولكنك لم تستمع لي وذهبت ، كيف سأعيش الآن؟ !..

اختنقت الكلمات بجوفها من شدة بكائها ليبكي معها كل الحضور والضباط الذين جاءو لصلاة الجنازة على الضابط الشجاع الذي افتده بدمه وطنه الطاهر ..

دموع وحزن كبير ألم بهم ، السيدة خديجة وزوجها يطالعان ابنتهما بقلب ينزف ألما على حالها ، في حين وقفت لمار بجانب زوجها منتصر تذرف الدموع على صقر !
ذلك الشجاع البطل الذي كان لها ونعم السند ..!

زوجة الضابط  ( كاملة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن