" الفصل الثالث والعشرون "

12.8K 506 9
                                    

إتجهت ناحية الباب بقدمين ترتجفان تحتها خوفا من القادم ، ضمت ( فرات ) الصغير ناحية قلبها تستمد منه الأمان ، تنهدت بقوة وهي ترفع يدها تفتح مقبض الباب بهدوء ، زفرت بقوة كبيرة وهي ترى مي تدلف للداخل ولكن يبدو عليها الذعر الشديد ، هتفت لها ساره وهي تغلق الباب خلفها قائله :
- ما بك حبيبتي ؟! لما وجهك مصفر هكذا ؟

جلست بدورها على إحدى المقاعد القريبة وهي تتنفس بسرعة وتضع يدها على صدرها تحاول إلتقاط أنفاسها المخطوفة ، اتجهت ساره ناحية المطبخ لتخرج بعد ثوان تحمل كوب من الماء البارد تقدمه لها وهي تهتف :
- اشربي الماء كي ترتاحي ..

تناولت الكوب بيدين ترتجفان تقربه من شفتيها ترتشف بسرعة وكأنها في سباق !
في حين جلست ساره مقابله لها وهي تطالعها بتسائل .
وضعت الكوب من يدها على تلك الطاولة الصغيرة لتهتف بعد أن هدأت قليلا :
- عندما كنت عائده وجدت رجلا يرتدي ملابس سوداء بالقرب من إحدى الأشجار يبدو بأنه يتشاجر مع أحدهم ، عندما اقتربت لأرى ماذا هناك ، وجدته يقتله بدم بارد ، اختبئت وأنا أكاد أموت خوفا يا ساره ، لم تستطع قدماي الصمود تحتي ، بعدها وجدته يحفر حفره ويرميه بداخلها ، كان مشهد فظيع للغاية .... !

شهقت ساره بصدمه وهي تهتف بخوف :
- لقد جاء أفراد الشرطة قبل قليل يحذروننا من عدم الخروج لأن هناك مجرم خطير فار من العداله ..

نهضت مي بسرعة وهي تتجه ناحية الباب تغلقه بإحكام لتهتف :
- حياتنا هنا أصبحت خطيرة في أحضان هذه الغابة ، ولكن ليس هناك مكان أمن في المدينة ما دام ذلك الأغا ما زال موجود ..!

نهضت ساره أيضا قائله بحزم :
- علينا إبلاغ الشرطة بتلك الجريمة ..

اومأت لها مي بإيجاب تهتف :
- سنذهب بالصباح الباكر ، الظلام بدأ يحل بالمنطقة .....

على الجهة الأخرى كان يتجول بالغابة يحمل سلاحه بين يديه يطالع الطريق أمامه بإنتباه كبير ، أبتسم بشر وهو يتذكر قتله لذلك الراعي الفقير الذي قابله قبل قليل ، الرجل المسكين كان كريما معه جدا فقد قدم له الماء والطعام عندما أظهر له هذا القاتل بأنه مسافر إلى أهله في المدينة القريبة ، وكالقطط التي تأكل وتنكر وبجبروت قاتل لا يخاف الله قتله بعد أن سرق ما بحوزته من مال قليل وقام بدفنه حتى لا ينكشف أمره بعد أن علم بأن الشرطة تبحث عنه منذ ان هرب من السجن قبل عدة أشهر بمساعدة الأغا لتنفيذ جريمة القتل بحق اللواء ( عصمت  )
أخذ يتذكر كيف كان يتربص به كل يوم وهو خارج إلى عمله لقتله ولكن الحراسه الشديدة التي تم وضعها عليه لحمايته كانت تفشل مخطط ذلك الوغد .. !
جز على أسنانه بحقد عندما تذكر أيضا بأن صقر ما زال حي ، ذاكرته ترفض نسيان موقف قبض الضابط عليه عندما كان يحتل منزل ساره !

زوجة الضابط  ( كاملة ) Where stories live. Discover now