" الفصل الثامن عشر "

Start from the beginning
                                    

اختنقت الكلمات في جوفها وهي تبكي بشدة
فقد أصبح حالها البكاء فقط هذه الأيام .. !

أخرجها من حالتها تلك طرقات على باب الغرفة
مسحت دمعاتها وهي تهتف :
- تفضل

لتدخل على إستحياء وهي تحمل طفلها الصغير بين يدها لتهتف :
- صباح الخير سيدتي ، لقد جئت بفرات لكي ، أعلم بأنك تفرحين برؤيته ..

إلتقطته بين يديها بلهفه ، غريزة الأمومة تطغى عليها عندما تراه ، قربته منها تقبله برقه مراعاة لبشرة الحساسه ، أغمضت عينيها تشعر بدفئ كبير قد إحتل جسدها ، هتفت لها وهي تلاعبه :
- يمكنك الذهاب لعملك وأنا سأبقيه عندي وألاعبه ..

اومأت برأسه بهدوء لتخرج تغلق الباب من خلفها بهدوء ، إتكأت على الباب وهي تغمض عينيها على من شدة البكاء ، كيف ستقتلها ؟ ولكن ان لم تفعلها ابنها سيكون المقتول .. !

تحركت بخطوات سريعه تتجه ناحية المطبخ تنهي عملها بسرعة وهي تفكر بطريقة مناسبة ..

في حين جلست ساره على سريرها وهي تحمل الصغير بين يديها بحنيه فائضة ، بقيت تطالعه وهو يغمض عينيه بهدوء نائم كالملاك بين يدي تلك الجميلة ، نزلت دموعها للمرة السابعة بعد الألف بعد وفاة حبيبها ، كل شيء هنا يذكرها به ، الآن علمت بأنها كانت بالجنه بجانبه ، أخبرها مرارا وتكرارا بأنه يحبها ويعشقها ولكن هي قابلته بالبرود والندم لا ينفع الآن ... !

-------------------------------------
شهقت من هول الصدمه وهي تستمع بكلمات زوجها تلك ، في حين جلس هو بعد أن ألقى كلماته تلك يتنهد بهدوء ، الأن أطمئن باله وأرتاح بعد ان كان يلوم نفسه لأن السبب في تلك الكارثة التي حلت بهم ، هتفت السيدة خديجة بدورها وهي لا زالت تحت تأثير الصدمه قائله :
- متى سنذهب ؟

طالعها زوجها بنظرات قوية ليهتف :
- ليس الأن خديجة ، الموضوع سيبقى سرا حتى حين ..

اومأت برأسها بتفهم وهي تحمد ربها على تلك الأخبار الساره ..!

----------------------------------
إنقضت عدة أيام أخرى كالسواد على قصر الصافي
حزن كبير يسود قلوب المقيمين به وبالأخص ساره !
تلك التعيسه التي اتخذت من الحزن لها صديقا منذ رحيله ، حاول الجميع إخراجها من حالتها تلك ولكن للأسف لم يفلح أحدا منهم ..
تنهدت السيدة خديجة وهي ترى ابنتها تتجه ناحيتها بخطوات متثاقله وذهن مشتت ، السواد أصبح ثوبها
شعرها الأشقر ينام على كتفها الأيمن كما هي العادة
وعينيها الزرقاء غائرتين وكأنها لم تنم يوما ..
أمسكت بها والدتها تجلسها بجانبها على تلك الأريكه الكبيره التي تتوسط الصاله تهتف لها بحنيه :
- كيف حالك حبيبتي .؟

رفعت أنظارها ناحية والدتها بضياع ، انشقت ابتسامة صغيرة على ثغرها لتهتف :
- كيف سيكون حالي من بعده أمي ؟ !

أغمضت السيدة خديجة عينيها بألم
في حين عادت ساره إلى مطالعة الاشيء أمامها بضياع أكبر .. !

مرت دقائق والصمت يعم المكان
الكل صامت لا يتحدث ..

هتفت ساره فجاءة قائله :
- أمي أخبريني بحقيقة لمار ؟

طالعتها والدتها بهدوء تهتف :
- ليست شقيقتك ؟ هي ابنة السيدة ابتسام رحمها الله ، حملت من عشيقها بالحرام ، تزوجها والدك حتى يستر عليها بناء على طلب جدك لأنها من عائلته ! أعتبر لمار ابنته ولم يقصر بحقها قط

لم تعلق بكلمة واحده بل أخذت تفكر بوالدها ذاك الرجل العظيم الذي يذكرها بزوجها صقر وكيف تنازل عن قصة الأطفال من أجل حبه لها ..

هتفت وهي تبكي من جديد :
- كل اللذين احبهم يا أمي يرحلون ، صقر ذهب ولم يعد ..

لتحتضنها والدتها بقوة وحنيه تحاول أن تمتص حزنها ذاك ...

في حين وقفت تلك خلف إحدى الجدران تستمع لكلمات ساره وقلبها يتقطع ألما عليها ، ولكن حماية ابنها في المقام الأول لذا قررت وأنتهى الأمر ... !

--------------------------------------
كان يجلس بمكتبه في الغرفة المخصصه له بداخل قسم الشرطة بعد أن تم إعادته للعمل بعدما علم الجميع بأنه حي ..
" اللواء عصمت "
ذلك الأسم الذي تزيين بمقدمة مكتبه ليعطيه هيبه كما كان بالسابق ، تنهد بهدوء وهو يقوم بقرأ الأوراق التي أمامه بتمعن ، طرقات خفيفة جعلته يرفع رأسه بإنتباه بعد أن سمح الطارق بالدخول ..
دخل ضابط يؤدي التحية العسكرية ليهتف له اللواء عصمت بلهفه وهو ينهض من مكانه :
- أخبرني بأخر التحريات بسرعة ..

تحدث الضابط بإحترام قائلا :
- لقد تم فحص كل الشهداء سيدي في عملية الميناء ولا أثر للضابط أحمد نهائيا ..

إذا الأن كشفت الحقيقة مع تأكيد غياب أحمد ..
هتف اللواء عصمت :
- حسنا يمكنك الذهاب ..

أنسحب الضابط بهدوء
في حين جلس اللواء بمقعده من جديد وهو يفكر كيف حدث ذلك ؟!

لحظات وارتفع صوت هاتفه النقال ليضغط على زر الإجابة قائلا :
- من ؟

ضحكات مجلجله كانت الرد ..
جز عصمت على أسنانه بقوة وحقد بعد أن علم هوية المتصل ، هتف بحقد :
- لا تفرح كثيرا يا هذا ، نهايتك ستكون على يدي وسترى .. !

إلتقط ( الأغا ) أنفاسه بعد أن توقف عن الضحكات ليهتف :
- لا تضحكني يا عصمت ، أنا قتلت يدك اليمنى صقر الصافي ، وقريبا ستكون ابنتك الضحية التالية وبعدها أنت. .!

صرخ اللواء بصوت جلجل ثنايا المكان بعد أن علم بأن الخطر قد وصل لأبنته ..
هتف بتحذير :
- ستكون نهايتك قبلها

ليغلق الهاتف وهو يجلس يلتقط أنفاسه فقد عزم أمره بأن وقت كشف الحقيقة التي ستوقع بالأغا قد حانت ........ !

زوجة الضابط  ( كاملة ) Where stories live. Discover now