من هي حنين الجزء الثاني (الصدمة)

915 43 29
                                    

أضاء أحمد أنوار المنزل ليتأكد من أن هذه الواقفة أمامه هي حنين بينما بقيت هي واقفة كالصنم تنظر إليه، تقدم منها قليلا وما هي إلى ثوان حتى استقرت بين ذراعيه فاقدة الوعي تماما...

لمس أحمد جبهتها إذا بحرارتها ملتهبة، حملها بأقصى سرعة إلى حمام المنزل وجلس بها على ركبتيه تحت المرشاة تاركا المياه الباردة تبللهما معا، ضرب بلطف وجنتها مناديا....

: حنين، أتسمعينني؟...........حنين.....

فتحت عينيها بصعوبة وقالت بصوت شبه معدوم: م...ما....ماء

مد يده إلى أقرب منشفة جسم ولفها بها وهي ترتجف بين يديه وركض بها مبللا بالكامل إلى غرفة أمه، وضعها على السرير بلطف وأسرع إلى سيارته لإحضار حقيبته الطبية ثم عاد إلى المطبخ لجلب الماء.... عاد إليها وهو يلهث، جلس إلى جانبها واضعا رأسها على صدره بعناية وقال.....

: حنين، أتسمعيني.....خذي لقد أحضرت لك الماء

شربت من يده بصعوبة ثم عادت لتغط في نوم عميق، .......... بعد العديد من الإسعافات الطبية المتواصلة التي قام بها أحمد طوال تلك الليلة، اعتدلت حرارتها أخيرا وهدأ نومها

في الصباح فتحت حنين عينيها بعدما ضايقتها أشعة الشمس المتسللة من النافذة، التفتت برأسها قليلا لتتفاجأ بذلك النائم بجانبها وهو يضمها إلى صدره بقوة وكأنه يخاف من أن يصيبها أي مكروه...رفعت رأسها إليه غير مصدقة، يا له من صباح، كان أجمل صباح منذ سنوات، بل الأجمل في حياتها كلها...تمنت لو أن ساعات العالم كلها تتوقف عند هذه اللحظة، لو أن هذا المنظر يظل إلى الأبد، لم تشأ حتى أن تصدر صوتا ولو استطاعت أن تكتم تنفسها لفعلت، كي لا توقظه، كي لا يعلم بأنه يضمها إليه بعقله اللاواعي، كي لا يدرك بأن قلبه الصاحي قد خان عقله النائم....

أشبعت عينيها نظرا إليه، رفعت يدها بحذر لتتلمس لحيته، كم اشتاقت لملمس وجهه.... لقد تغيرت ملامحه كثيرا، أصبحت تبدو أكثر حدة، أكثر قسوة، وأكثر صرامة....أجل ما مر به ليس بالأمر الهين، ما أذاقته إياه لم يكن سهلا، ما عاشه من بعدها جعله يبدو كالجليد، لا تبدو عليه أيه مشاعر، لا هو يبدو حزينا ولا تظهر عليه ملامح السعادة، وكأنه حجر حتى وهو نائم.... لامست بأناملها خصلات شعره وإذا به يفتح عينيه ذوات اللون المميز الساحر والمحاطة برموش طويلة كثيفة كأشجار الصنوبر العالية......فنبض قلبها الضعيف في حضنه.

سرح في وجهها المقترب من وجهه، في عيونها التي تبدو متعبة، في أنفها الحاد والذي يعطي وجهها الطابع الأناني المغرور رغم الضعف والألم، نزل بعينيه ينظر إلى شفتيها التي تبعد عن شفاهه بما يقارب السنتيمتر الواحد، بينما هي ساكنة لا تفعل شيئا غير النظر إليه..........

بعض ثوان قليلة استفاق من تخدير قربها رافعا كفه متحسسا جبهتها بحركة لا إرادية قائلا...

الجميلة التي أحببتها أنا وأخي ( مكتملة )Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon