الصفعة التي استحقها وليد

888 28 15
                                    

كانت تنتظره بفارغ الصبر غضبها منه أعمى بصرها وبصيرتها، وما إن لمحته يدخل القصر بعد مباراته صرخت بوجهه بأعلى صوتها.

: ما الذي قمت بفعله أيها الغبي

: ما بك أمي لما تصرخين؟

: لا تدعي البراءة وليد تعلم جيدا لما أصرخ.

ابتسم ثم قال لها: آااه حسنا.... لقد فهمت سبب غضبك الآن

: لما فعلت ذلك بحنين؟

: لأنني لا أريد لقيطة مثلها في بيتي بعد اليوم

فتح أحمد الواقف بجانب وليد عينيه وقد بدأ يفهم أن وليد فعل شيئا سيئالحنين.

: تبا للتربية التي ربيتها لك، تبا لأنانيتك ودلالك الذي سئمت منه، تبا لك وليد

صرخ وليد في وجه أمه وقد بدأ الغضب يظهر جليا على وجهه: وهل ربيتني أنت؟ أتضنين نفسك أما حقيقية ؟

لم تشعر الحسناء بنفسها إلى وهي تصفع وليد بقوة على وجهه وتلك كانت أول مرة ترفع يدها على ابنها.

رفع وليد رأسه الذي التف من قوة الصفعة ونظر إليها بعيون حمراء دامعة وقال بصوت مخنوق: تضربينني من أجل تلك اللقيطة؟ ترفعين يدك على ابنك الوحيد من أجل حثالة الملجأ أمي؟

خرج أحمد من المنزل راكضا، ركب السيارة وأقلعها بأقصى سرعة.

: إن لم أقم أنا بتربيتك سابقا فسأفعل الآن وليد، ولمعلوماتك سأقوم بتبني حنين وستصبح أختك قانونيا ورغما عن أنفك.

: لا لن تفعلي، وإن أنت أقدمت على شيء كهذا فتأكدي أنني سأترك لك المنزل ولن تري وجهي مجددا، ولتشبعي بتلك اللقيطة.

ألقى وليد بباقة الأزهار على الأرض بقوة، وصعد إلى غرفته وسط دهشة الجميع.

حسناء بصراخ ملأ القصر: سأفعل يا وليد، أرني كيف ستمنعني أيها التافه السطحي.

مصطفى: حسناء اهدئي، ما تفعلينه خطأ كبير في حق وليد.

حسناء: لا ليس خطئا مصطفى، كان يجب أن أتعامل معه هكذا منذ الصغر كي لا يصل به الحال إلى ما آل إليه اليوم.

مصطفى: وليد مراهق، والعنف لن يأتي معه بنتيجة، وأظنك لا تعني بكلامك الذي قلتيه عن التبني شيئا جديا.

حسناء: بل أتحدث بجدية مصطفى، تلك العجوز لن تسمح لي بأخذ حنين إلا بهذه الطريقة.

مصطفى بغضب: لقد جننت لا محالة ستخسرين ابنك حسناء ما هذا الهراء.

حسناء: سيتقبل وجودها رغما عن أنفه.

ثم تركته وصعدت إلى غرفتها وأغلقت بابها بقوة.

وليد في غرفته على الهاتف: سيدي أرجو أن لا تمسح اسمي من قائمة المرشحين لمدرب النادي الانجليزي، أود فعلا أن أذهب. أجل أنا متأكد، شكرا لك.

كان يقود السيارة بسرعة جنونية، ترى ماذا حصل لحبيبته، فعلا كان غاضب منها وكان يعاقبها بعدم التحدث إليها، لكنه لن يسمح لأي أحد أن يؤذيها، لا يعلم ماذا فعل وليد بها، والسيدة مريم لا ترد على اتصالاته المتكررة، بعد نصف ساعة من السرعة الغير قانونية وصل أخيرا إلى الملجأ، فتح له الحارس كالعادة ودخل بالسيارة إلى بابا المبنى، نزل بارتباك وسرعة ترك السيارة مفتوحة، وصعد درج المبنى راكضا، يريد فقط أن يراها بخير.

فتح باب مكتب السيدة مريم بلا استئذان.

: سيدة مريم أين حنين؟

: أحمد؟ ما الذي جاء بك في هذا الوقت يا بني؟

: سيدتي أرجوك، أريد رؤية حنين هل هي بخير؟

: بخير، بخير يا بني، اجلس وخذ اشرب بعض الماء.

جلس أحمد وكله يرتعش على حبيبته، سأل مريم عما حصل فأخبرته بكل شيء، كان يحكم قبضة يده بعنف وهي تقص عليه ما فعله وليد، آااه لو أن وليد أمامه الآن، كان سيفرمه لا محال كان سيجعله يركع أمام حنين ليعتذر.

: وأين هي الآن؟ هل أستطيع رؤيتها؟

: رأيتها منذ لحظات، إنها تجلس على كرسي خشبي في حديقة الملجأ وراء هذا المبنى، اذهب إليها فهي بحاجة إليك.

خرج أحمد بنفس السرعة التي دخل بها، التف حول المبنى ليجدها تجلس وحيدة تراقب غروب الشمس بين الأشجار، اقترب منها كثيرا وقف خلفها من دون أن تلمحه ثم قال

: لما ابنتي حزينة؟

خفق قلبها ما إن سمعت صوته وقفت من دون أن تشعر، نظرت إليه قليلا وما إن بدأت عيناها بذرف الدموع حتى عانقته بقوة، وأدخلت رأسها في أعماق صدره العريض لتحتمي به، كانت تختبئ فيه من كل هذا العالم، من كل شخص وكل شيء كان يؤلمها، وأخيرا عاد سندها وحبيبها، أخيرا عاد الشخص الوحيد في هذا العالم الذي لن يسمح لأي أحد بأن يؤذيها.

بادلها أحمد العناق، ناسيا أنه كان غاضبا منها، كان يحيط جسدها الضعيف بكلتا يديه القويتان ويغرس أنفه في رقبتها كي يشتم رائحة الأزهار التي تفوح منها. ألصقها بجسده أكثر حين أحس بتعالي شهقات بكائها كان يضغط على خصرها بذراع ويمسح على شعرها بأخرى لتهدئتها، بقي صامتا لدقائق لا يفعل شيء غير احتضانها ليسقيها جرعة الأمان التي كانت بحاجة إليها، حتى ارتخت أصابعها على ظهره والتي كانت تمسكه من قميصه بقوه، وهدئت شهقاتها وزفرت مخرجة كل شعور بالخوف والوحدة من جوفها.

أبعدها قليلا، أمسك بيديه وجهها الصغير المحمر من البكاء ومسح دموعها وهو يبتسم لها.

: كفى، توقفي عن صنع اللآليء.

ابتسمت وسط دموعها ثم قالت: اشتقت إليك لا تتركني مجددا.

: لن أتركك أبدا صغيرتي، لن أتركك بعد الآن

وأعاد عناقها وبقيا واقفين وسط الخضرة على ذلك الحال يراقبان غروب الشمس بدون التفوه بكلمة وقد هدأت روحيهما أخيرا.

............اصدقائي البارت القادم بعد هذا يحتاج منكم تركيز أكأكثر ابقوا أوفياء دائما 😀
احييكم ❤❤❤

الجميلة التي أحببتها أنا وأخي ( مكتملة )Où les histoires vivent. Découvrez maintenant