قلم وليد

3.2K 83 8
                                    

أنا وليد عمري الآن 29 سنة، لاعب كرة قدم ناجح ومشهور عالميا. طفولتي لم تكن عادية كسائر الناس كنت ابن فنانة مشهورة المطربة حسناء كانت أمي في زمانها من أنجح الفنانات فلطالما امتعت الناس بصوتها العذب وغنائها المميز لم أعرف عن والدي شيئا غير اسمه وبعض الصور أضن أنني أشبهه الى حد كبير لطالما كانت هذه العبارة تضايقني لم أشأ يوما أن أكون سيئا مثله كان سيئا لدرجة أنه تخلى عن أمي وهي حامل وتركني ولم أرى النور بعد ولم يعد أبدا في طفولتي وحتى اليوم ذكر اسمه أو التكلم عنه يزعجني

أمي امرأة لا مثيل لها أحبها بجنون بالرغم من أنني كنت طفلا مشاغبا جدا ومثيرا للمشاكل لكنها لم تعاقبني بشدة يوما، طبعا كانت أمي تسافر كثيرا بحكم عملها فمنذ طفولتي وأنا أعلم أن أمي مشغولة لكنها كانت دائما معي بقلبها ودعمها في كل وقت احتجته.

حين كنت طفلا كان يسكن عندنا العم مصطفى سائق العائلة الرجل الطيب والأمين والد صديق عمري أحمد والذي كان يكبرني بثلاث سنوات تقريبا وزوجته أمي أمينة أناديها بأمي منذ تعلمت الكلام كانت امرأة طيبة جدا وحنونة لم أحس يوما بين هذه العائلة البسيطة أن والدي هجرني أو ان أمي مشغولة عني دائما.

سأخبركم عن قصتي مع كرة القدم؛ كانت كرة القدم بالنسبة لي عشقي ومتنفسي تعلقت بها من كثرة دخول الملاعب مع أحمد والعم مصطفى كلانا انا واحمد كنا متعلقان بها الفارق الوحيد بيننا أن احمد كان يدمن مشاهدتها من المدرجات وأنا كنت أطمح لنزول الملعب كنا ندخل جميع المباريات بلا استثناء ويقوم كل منا باختيار فريق فان انهزم الفريق الذي اختاره يكون تحت سيطرة الأخر الى غاية المباراة القادمة، كان احمد بالنسبة لي الأخ الذي لم تنجبه أمي فلو خيروني بين حياتي وحياته لاخترته أن يعيش هو.

في سن الخامسة أدخلتني أمي مدرسة خاصة كانت تحتوي على فريق كرة قدم ومن هناك بدأت مسيرتي الكروية، احساس الجميع انني أملك الموهبة كان يجعلهم يشجعونني كثيرا وخاصة العم مصطفى أول بدلة حصلت عليها كانت من عنده حين قبلت بفريق المدرسة كان يأخذني أنا وأحمد الى ملعب الحي في نهاية الأسبوع بعد أن نؤدي وظائفنا المدرسية والتي كان يؤديها أحمد في الحقيقة، فكنت اطلق العنان لكرتي وأمشط الملعب كله وأحمد يقف لمشاهدتي وتشجيعي وأحيانا قليلة بعد اصرار مني يلعب معي؛ كان فاشلا في الحقيقة لكني كنت أتركه يسجل هدف الشرف كي أضمن أن سيلعب معي مرة أخرى، من يعلم ربما لو لا مساندتهم لي لما كنت سأصبح ما أنا عليه اليوم.

نشأت أنا وأحمد على نفس الطباع ونفس التربية لكننا كنا نختلف في آرائنا كثيرا وهذا ما جعلنا نكمل بعضنا جدا وكأننا شخص واحد قوي.

هذه ببساطة كانت طفولتي.

الجميلة التي أحببتها أنا وأخي ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن