قلم أحمد

4.5K 111 3
                                    

انا أحمد عمري اليوم 32سنة دكتور جراحة عظام ومفاصل اعمل في مستشفى خاص من أضخم المستشفيات في البلد سأحكي قليلا عن طفولتي ، كنت طفلا هادئ جدا لا أذكر أنني خالفت رأي والداي يوما، أبي كان انسانا بسيطا وامي كذلك عند زواجهما كان والدي سائق حافلة ثم فصل من العمل وأنا جنين ببطن أمي تأزمت حالتهما المادية كثيرا خاصة أن أمي لم تكن تحسن شيئا غير الطبخ أصبحت تعد بعض الحلويات كل صباح ويأخذها والدي ليبيعها في المقاهي الى أن ولدت لم تكن عيشتنا سهلة كنا تقريبا تحت خط الفقر بعد ولادتي بيومين قامت والدتي تعد الحلويات من جديد لضيق الحال لم اكن طفلا يحصل على كل ما يريد لكني استطيع القول وبثقة اني كنت طفلا حضي بالكثير من الحب والحنان بعد سنة من ولادتي وجد والدي عملا كسائق شخصي لفنانة كانت لا تزال في بداية مسيرتها كانت تدعى السيدة "حسناء" اختاره لها زوجها ليكون مرافقا لها لحسن سيرته وسلوكه . وفعلا بدأ بالعمل عندها يذهب اليها منذ الصباح الى غاية المساء بالرغم من تعبه الا ان راتبه كان أكثر من جيد وبدأ حالنا بالتحسن شيئا فشيئا الى أن اختفى زوج السيدة حسناء بين يوم وليلة كان عمري حينها يقارب الثلاث سنوات ترك زوجته حاملا وذهب بلا سابق انذار ولم تعثرعليه بعدها ابدا كانت السيدة حسناء امرأة قوية وصلبة لم أرها يوما تذرف الدموع أو شاردة يبدو عليها الحزن أو ربما كانت تبين لنا ذلك أصبح والدي يأخذ أمي معه في الأشهر الأخير من حمل السيدة حسناء لتساعدها إلى أن أنجبت إبنها "وليد" كان شبيها بوالده لدرجة لا توصف وكأنه نسخة مصغرة عنه، احبت السيدة حسناء أمي كثيرا حتى أنها ائتمنتها على وليد وعادت الى أعمالها وحياتها الفنية فأصبح لي أخ صغير من أم ثانية تربيه أمي معي وبنفس الطريقة وكبرنا معا بعد أن استقرينا في قصر الحسناء في ملحق البيت الخارجي كان منزلنا في حديقة القصر يحتوي على غرفتان وصالة كان جميلا جدا أجمل من بيتنا القصديري في شارع العشوائيات حين وصلت لسن الخامسة أصرت السيدة حسناء أن أدرس على حسابها في مدرسة خاصة مع ابناء الأغنياء لكن والدي رفض كان والدي رجل بسيط لا يمد يده لأحد وأدخلني مدرسة حكومية عادية لكنني كنت نجيبا جدا كان دائما يقارنني بنفسه ويقول لي أنه يأمل أن أكمل الدراسة التي انقطع هو عنها لأسباب مادية وعدني أنه لن يبخل على بشيء بشرط أن أنجح في دراستي وكثيرا ما كان يكافئني على علاماتي بشيء أحبه كدخول الملعب لمشاهدة مباريات كرة القدم لم أكن اتقن لعبها لكنني كنت من متابعي هذه الرياضة المدمنين

أمي كانت عطوفة علي جدا وعلى وليد أيضا حتى هو تعلق بها وأصبح بناديها بأمي كانت احن امرأة على وجه الأرض أراد أبي أيضا أن يعوض وليد عن غياب والده فكان يأخذنا للملاعب معا ويحاول أن يتكلم معنا بنفس الطريقة كأن يعاتبنا كلانا على شيء سيء قمنا به ويعاقبنا أيضا كلانا بحرماننا من الذهاب الى الملعب أو الحديقة لم أشعر ابدا أن وليد غريب عني ولا هو كنا بالنسبة لبعضنا وبتربية والدي ومعاملة السيدة حسناء لنا أخوة نتشارك في كل شيء.

الجميلة التي أحببتها أنا وأخي ( مكتملة )Where stories live. Discover now