قلم الحسناء

2.3K 64 5
                                    

انا حسناء مطربة مشهورة  برزت في السبعينات وحققت ثروة وشهرة في سنوات قليلة لم يحققها غيري الكل كان يتفق ان جمالي وصوتي هما سر ذلك النجاح الباهر الذي حققته لكنت مبتعدة كل البعد عن العلاقات وأمور الحب والزواج أردت أن أركز على أعمالي لكني لا أنكر أن شهرتي وصلت لأشدها حين تزوجت حسن رجل الاعمال الذي لا يقل عن الفنانين شهرة في البلد من هناك خرجت اعمالي الى العالمية وصرت اكثر شهرة.

سأخبركم كيف تعرفت على حسن، كان في ليلة رأس السنة وكنت قد أحييت حفلا في فندق خمس نجوم وبدأت السهرة قبل أن تدق الساعة الثاني عشر كان حسن من بين المدعوين وضيوف الشرف يجلس في مقدمة الجمهور يرمقني بنظرات اعجاب قوية كنت أنا قد لاحظت ذلك لكنني تجاهلته لأنه لم يكن الحب من مخططاتي عند اقتراب منتصف الليل صعد منشط الحفل الى المنصة بجانبي وأخبر الجميع بأن العد التنازلي للسنة الجديدة سيبدأ حالا وأن على الجميع تمني أمنية فصاح حسن "أتمنى أن تكون حسناء زوجتي يوما" تفاجأ الجميع كيف لذلك الرجل الصارم أن يفعل شيئا كهذا أما أنا فقط تلاشت كل قوتي ودق قلبي بسرعة لذلك الرجل الوسيم بقيت انظر اليه وهو يبادلني بنفس النظرات وجميع من حولنا يهتف بالعد التنازلي وأمنيتي كانت أن يكون هذا الرجل صادقا معي فما أحسست به الآن لم أحس به من قبل ابدا ... واصلت الحفلة الى غاية الثالثة فجرا وعند انتهائي هممت بالانصراف محاولة تجنب الصحفيين والمعجبين امام باب الفندق نظرت يمينا وشمالا أبحث عن سيارتي وسائقي وجدته محاصرا بهم لا يستطيع الوصول الي وماهي الا ثوان حتى سمعت احد الصحفيين يصرخ " الحسناء عند الباب الخلفي أسرعوا" لم اشعر بنفسي الا وانا اركض في حيرة لا أعرف من اين أتجه لأجد ذلك الرجل أمامي في الظلام فاتحا بابا السيارة بجانبه ويصرخ آمرا أن أصعد بسرعة.

كان حسن منقذي ليلتها فقد كنت متعبة لدرجة الموت غير قادرة على تحمل المعجبين وصراخهم ولا جاهزة لأسئلة الصحفيين اقلع السيارة بأقصى ما يمكن حتى ابتعدنا من المكان ثم سألني أين منزلي ليوصلني اليه؛ عندما وصلنا أردت النزول فأمسك بمعصمي وسألني " هل يا ترى ستتحقق أمنية ليلة رأس السنة" فابتسمت وأردفت قائلة " سنرى ذلك " . كانت تلك بداية عشقي الكبير أحببته لحد الجنون وماهي الا أشهر وأصبحت زوجة له كان رجلا بأتم معنى الكلمة لطالما أحب دائما أن يراني ناجحة وفرحة، أحبني كما وجدني لم يحاول يوما أن يغير ما أنا عليه، تكررت نجاحاتي وزادت شهرتي بعد زواجي به أضعاف ما كانت عليه كان داعما لي في كل ما اريد احسست معه بالامان والحب كنت كالتي وجدت فارس أحلامي بعد أن اقتنعت بأنه ليس موجودا الا في الأحلام والروايات.

ثمرة حبنا الكبير كن وليد النسخة المصغرة عن حسن كان يشبهه حتى في أدق التفاصيل نفس لون البشرة القمحية ونفس الاعين والانف والطول والبنية كل شيء كان كلما كبر أمامي زاد تجسدا بوالده أكثر... لكن حسن لم يره يوما لم يرى كم أن ابنه وليد يشبهه أذكر كم كان ينتظر ولادته بنفاذ صبر لما هجرنا لما ذهب عنا وكيف استطاع بعد حبه الكبير لنا أن يتخلى عنا بتلك البساطة.

كان منذ ما يقارب الأسبوع شاردا مهموما وكلما أسأله ما به يجيب مشاكل في العمل فأتركه كي لا أزيد الضغط عليه الى غاية صباح يوم الهجران استيقظ باكرا قبل الجميع واختفى ولم يعد منذ ذلك اليوم.

كبر وليد وسط عائلة السائق مصطفى الرجل الأمين وزوجته الطيبة الذين كان يعملون ويسكنون معنا بنفس البين كنت ازاول أعمالي وأتركه معهم وأنا على تأكد أنهم يهتمون به اشد الاهتمام لكن حرقته اتجاه والده لم يطفئها أحد ولا حتى أنا بكل ما قدمته له.



الجميلة التي أحببتها أنا وأخي ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن