اللقاء المحتوم

780 31 6
                                    

في صباح ذلك اليوم كان يوسف قد قدم أحمد إلى المدير الدكتور صاحب أكبر مستشفى خاص في البلد.

يوسف: سيدي هذا أحمد صديقي الذي أخبرتك عنه

الدكتور مخاطبا أحمد: أخبرني يوسف أنك كنت تعمل في مستشفى **** في كندا

أحمد: هذا صحيح

الدكتور: وما هو تخصصك بالضبط سيد أحمد؟

أحمد: جراح عظام، هذا ملفي الكامل أرجو أن تتطلع عليه حضرة الدكتور

بعد أن قلب الدكتور مدير المستشفى ملف أحمد جيدا وضع نظاراته الطبية جانبا ثم قال له

: أرى هنا بأن مستواك ممتاز رغم صغر سنك، كما أنك قمت بالعديد من العمليات ومنها المعقدة جدا وقد نجحت فيها حسب تقرير مديرك هناك.

أحمد: أجل سيدي فبالرغم من سنوات خبرتي القليلة، إلا أنني قمت فيها بعمليات صعبت على العديد من زملائي.

الدكتور: حسنا بني، يمكنني وبسهولة أن أقبل توظيفك هنا، لكنني رجل يحب أن يرى العمل بنفسه لا أن يقرأ عنه شهادات الآخرين، فهذه أرواح ناس لا يمكننا التلاعب فيها، كما أن في تخصصك الكرسي المتحرك يعد كابوسا وشبحا يطارد الكثيرين، بدون أن ننسى أن هذا مستشفى خاص، يدفع فيه الناس أموالا طائلة من أجل العلاج، ولا شيء يجعلنا متميزين غير كفاءاتنا وسمعتنا الجيدة لدى عامة الناس، وسمعة مستشفانا شيء حساس يمكنها أن تخدش بمجرد خطأ طبي بسيط، لذا فأنا سأقبل بك لكن بشرط، أن تقوم بعملية معقدة وأن تنجح فيها أمام ناظري

أحمد: وأنا جاهز سأستلم أي حالة هنا في المستشفى وأعدك أن أقوم بما في وسعي لأكسب ثقتك.

الدكتور: آمل ذلك أيها الشاب.

..................................................

بدأت المباراة، دخل الفريق الوطني أرضية الملعب والجمهور لا هتاف له غير اسم وليد، الجمهور لا ينادي إلا باسم وليد، ولا يعلق آماله إلا على وليد، آخر اتصال لوليد كان بحنين حين ترجاها أن تدخل الملعب لتشاهده وتشجعه، لكن لحنين ذكرى قديمة على هذا الملعب قد أصبحت أليمة اليوم، كيف ستدخل المكان الذي جمعها بأحمد، كان الأمر عليها صعبا للغاية، لكن سارة ظلت تضغط عليها لتذهب، حتى لا يتمكن منها الفراغ فيهزمها الاكتئاب من جديد، في آخر لحظة وقبل خروج الفريق إلى الملعب وصلته رسالتها، "أنا هنا" ليبتسم وليد أخيرا ويخرج لمجده أكثر عزما ونشاطا.

مرت الدقائق الأولى ولم يكن غير وليد يستحوذ على الكرة، كل الفريق كان يلعب تحت أوامره، إلا ذلك اللاعب الذي لم يطق وجوده منذ الوهلة الأولى، وما هي إلا بضع لحظات حتى افتتح الأهداف بهدف رائع جعل الملعب يهتز من احترافيته، لم يستطع ذلك اللاعب كظم غيظه وهو يرى أصدقاءه يلتفون حول وليد بفرح يعانقونه ويصفقون له ، لقد طفح الكيل ماذا يضن نفسه، أيحسب أنه الأمهر على مستوى العالم أم ماذا، حتى وليد كان يتجنب ذلك اللاعب بشدة، فبمجرد أنه شعر بغيرته منه، بدأ بغروره وتكبره، فكان حتى وإن كان ذلك اللاعب في الموقع المناسب للتمرير لا يمرر له ولا يعطيه الفرصة أبدا للمس الكرة، وكأنه يظهر له أنه أفضل منه أو أن الفريق لا يحتاجه أبدا.

الجميلة التي أحببتها أنا وأخي ( مكتملة )Where stories live. Discover now