من هي حنين (الجزء الأول)

915 35 8
                                    

وصلت حنين بعد قيادة جنونية إلى المستشفى، كانت تركض إلى المصعد والرعب يتملكها ترى لما تشاجر أحمد ووليد، وما الذي حصل، كانت التساؤلات والأفكار السلبية تتهاطل على رأسها كالمطر، حتى سارة لم تجب على اتصالاتها وهي في الطريق، فتح المصعد أخيرا في الطابق الذي ينام فيه وليد، وركضت في الممر بفستان السيدة امينة وكأنها فتاة ريفية حتى اصطدمت بأحمد الذي كان يبدو وكأنه سينفجر من الغضب.

نظر إليها للوهلة الأولى وهي تلبس فستان أمه وأحس وكأن نارا التهبت في قلبه فجأة، كانت تبدو بسيطة، بسيطة إلى أبعد حد، بسيطة تماما كما في الماضي، فلا شعر مصفف بعناية، ولا مساحيق تجميل تخفي ملامحها البريئة التي يعشقها، ولا أي شيء يرتبط بتلك العارضة التي يعرفها الجميع.

استجمعت قوتها وأبعدت يديها التي اتكأت بها على صدره عند الاصطدام واستقامت تنظر إليه بعيون خائفة ثم قالت

: أحمد ماذا حصل؟ هل تشاجرت مع وليد حقا

ما إن سمع صوتها يلفظ اسم وليد حتى عاد الغضب يتملكه من جديد، تذكر الكلام القاسي الذي أسمعه إياه منذ قليل، تذكر كيف حذره وليد من الاقتراب من حبيبته التي سيتزوجها قريبا، عاد عقله بالتحكم في زمام الأمور، وبدأ يشخص له هذه الواقفة أمامه والمرتدية لفستان أمه، إنها نفس الفتاة التي تخلت عنك، نفس عابدة المال التي تركتك ولحقت بأخيك الغني، هي نفسها التي تستعد للزواج من أخيك ولولا ما حصل له لكانت الآن في أحضانه...رجع خطوة للوراء مقطبا حاجباه بنفور وقال

: لا تقلقي يا آنسة إنه بخير عن إذنك

: أحمد انتظر لحظة أرجوك، أريد أن أعرف ما بك؟ لما تتحدث معي بهذا الشكل.

: عن أي شكل تتحدثين؟

: هذا الشكل، هذه القسوة، هذا البرود والجفاء.

: لا أفهم ما الذي تريدينه يا آنسة، تسألينني عن مريض وأنا أجبتك بأنه بخير ما ال....

حنين (مقاطعة كلامه): أعلم بأنك قد أتيت لرؤيتي البارحة، أنت من حملني إلى غرفة أمك

ارتبك أحمد قليلا في كلامه ثم قال: أتيت لأخذ بعض الأشياء من بيتي، لم أكن أعلم بأنك هناك، كما أنك كنت تنامين بغرفة أمي عند وصولي لست أنا من أخذك إليها.

تحولت ملامح حنين إلى الحزن وقالت وهي تكاد تنفجر بكاءا: لما تفعل معي هذا أحمد، رجاءا لا تفعل

: يا آنسة أنا لا أفعل شيئا،

حنين وهي تصرخ في وجهه بقوة: لا تقل يا آنسة، لا تتحدث إلي وكأنك لا تعرفني

أحمد بهدوء: أنا حقا لا أعرفك

امتلأت عيناها بالدموع واحمرت وكأنها تحترق وقالت: أنسيت حنين يا أحمد، أنسيت العشرة الطويلة؟ أنسيت أننا كبرنا تحت سقف واحد؟ أنسيت كل ما كان بيننا؟

الجميلة التي أحببتها أنا وأخي ( مكتملة )Where stories live. Discover now