نداء أم

815 26 10
                                    

جاء وليد إلى بيت حنين فور معرفته بما حصل لها، وبعد أن اطمئن عليها تركها لترتاح وخرج من غرفتها متوجها إلى سارة في المطبخ.

وليد: سارة كيف حصل ذلك؟

: رأت الشائعات التي تتهمكما كالعادة بأنكما على علاقة على الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي فلم تحتمل الأمر وانهارت، وفي المستشفى علمت أنها تعالج الاكتئاب والإدمان مند مدة لكنها لا تلتزم أبدا.

: اللعنة ما هذا، كيف يعقل أن لا علم لي بأمر بالغ الأمية هكذا، كيف لم أكتشف ذلك من قبل

: أضن أنها كانت حريصة جدا كي لا يعلم أحد بهذا، المهم أنني علمت بالأمر الآن وسأعتني بها جيدا.

رد عليها وليد وقد بدأ الغضب يصيبه: لا أعرف لما تكبر موضوعا تافها كهذا، لما تتحسر على ماض بشع وتريده أن يعود، الملايين من الفتيات يحلمن بالوصول للقليل فقط مما وصلت إليه، تبا لها كم أصبحت ضعيفة وغبية.

: حنين إنسانة قبل أن تكون عارضة، لديها مشاعر وأحاسيس، أعرفها منذ مدة كنت أضن أنها قوية ولا تحب الا نفسها لكني مؤخرا فقط لامست حنين الحقيقية، الطفلة البريئة الحساسة، صدقني إخفاء شخصيتك عن العالم طول الوقت يصيبك بانفصام فيها، ما تمر به ليس بالأمر الهين أبدا، هي حقا متعبة.

نظر إليها وليد بتكبر وقال: وما الذي يمكننا فعله لنخفف عنها يا دكتورة زمانك

تجنبت الرد على سخريته منها المتكررة وقالت وهي تقوم لتحظر بعض القهوة: لا شيء غير تقديم الدعم المعنوي، كأن نقوم بتحضير مفاجأة لها تسعدها وتشعرها بأنها ليست وحيدة.

صمت قليلا وهو ينظر إليها ثم أردف: أنا أعلم نوع المفاجأة، لكنني أحتاج لمساعدتك

: موافقة، سأفعل من أجلها أي شيء

: أتحبينها حقا أم تستغلينها يا سارة؟

أجابته من دون أن تنظر إليه فهو حقا يؤذيها بتلميحاته هذه: علاقتنا في بدايتها كانت عبارة عن مصلحة مشتركة، لا أعرف كيف ولدت صداقتنا بين ما كنا نعمل عليه، أضن أن لقاءاتنا اليومية للعمل قربتنا من بعضنا أكثر، لا أعلم كيف حصل ذلك لكنني أحبها كأخت وليس فقط كصديقة، فحنين الحقيقية مختلفة تماما عن الوجه الإعلاني للماركات الكبيرة.

ابتسم ابتسامة من طرف شفتيه يعني بها أنه لا يصدقها أبدا ثم قال: حسنا سارة سأحاول تصديقك، ولن أسألك عن المصلحة الأولى التي جمعتكما، لكني لن أرحمك إن ألحقت بها الأذى يوما ما.

صمتت سارة واكتفت بابتسامة صغيرة حزينة، بعدما كانت ستصرخ في وجه ذلك المتعجرف لتقول له بأنك أنت الذي يؤذيها بتهورك وسطحيتك وتصرفاتك الطفولية المملة، لكنها تمالكت نفسها، فمهما كان،لا وقت للشجار الآن مع شخص لا تعرف كيف أحبته بكل غروره وقساوة قلبه.

الجميلة التي أحببتها أنا وأخي ( مكتملة )Donde viven las historias. Descúbrelo ahora