أكره أبي (بقلم وليد)

1.3K 40 2
                                    

تضايقت كثيرا مما حدث في ذلك اليوم... فبعد عرض ذلك البرنامج اللعين على الشاشة الوطنية أصبح الخروج من المنزل كالذهاب إلى الجحيم، الصحافة تملأ الشارع محاصرة المنزل الأخبار الثقافية والفنية على الإذاعة والتلفزيون لا موضوع لها غير أمي. لا أعلم كيف... فبعد أن كانت أمي محبوبة الجماهير أصبحت تهاجم من كل ناحية وأصبحت تلقب بالزوجة الخائنة، ففي البرنامج فاجأتها المذيعة برسالة يظهر عليها جليا أنها قديمة مكتوبة بآلة كتابة فريدة من نوعها استطيع القول أن والدي هو الوحيد الذي كان يمتلك مثلها في مكتب شركته؛ كانت تلك الرسالة من والدي يخبر فيها أحدا ما أنه اكتشف خيانة أمي له مع عدة رجال وأنه يشك في نسبي إليه وهو يحاول أن يتخلص من أمي بأي شكل من الأشكال ويبتعد عنها قبل أن أولد وتسجلني باسمه وأنه قد حضر كل شيء للاختفاء دون لفت انتباه والدتي...

كنت ألاحظ بغرابة ذلك الثبات على وجه أمي وتصرفاتها كيف لها أن تتلقى ذلك الاتهام بتلك البرودة كيف تستطيع أمي أن تكون بذلك الهدوء؟؟ .... أمي هادئة منذ هجران أبي لها أهي قوية إلى هذا الحد أم أن ما يقال صحيح ؟..

تضاربت الأفكار في رأسي كدت أجن أخبرتني أمي أنها متأكدة أن هنالك يدا تحرك كل هذا ضدها، وأنا أصدقها جدا فأمي لا يمكن أن تفعل شيئا مماثلا، أمي تلك المرأة التي كانت ولازالت تحاول تحسين صورة أبي لي لازالت تخبرني كيف أحبها وكيف أحبته أمي التي لازالت تؤمن أن مكروها قد حصل لزوجها جعله يبتعد رغما عنه لكني أعرف تماما من هي هذه اليد

انه هو... كنت متأكدا أن المدعو حسن هو من يحاول تشويه سمعة أمي أحس أنه قريب منا إنه موجود هنا في مكان ما يحارب شهرة أمي ونجاحها؛ لكن ما يثير جنوني لما يفعل ذلك؟ لما يحاول تشويه صورة أمي بهذا الشكل؟ لما لم تظهر هذه الرسالة يوم اختفاءه ؟ لمن كانت الرسالة مرسلة؟ لما التزم ذلك الشخص السكوت حتى اليوم لما ؟ ماذا يحاول هذا الرجل الحقير أم يفعل أكثر مما فعله بها ؟ ألا تكفيه دموعها التي لا تجف؟ أجريمة كان حبها له؟

لما يتقاذر معنا إلى هذه الدرجة؟

كنت في صباح اليوم الموالي في المدرسة وسمعت الكل يسخر من أمي كانت فضيحة أمي قنبلة الموسم ملأت المجلات والشاشات وأفواه الرأي العام، تحملت نظراتهم ووشوشتهم طيلة الفترة الصباحية لكني لم أقدر على التحمل أكثر، وضحيتي كانت زميلا لي في فريق كرة القدم في المدرسة؛ بعد أن سجلت له هدفا تفوه بأقذر كلام عن أمي، لأصب عليه جل غضبي؛ رأيت وجسمه تحت جسمي وأنا أبرحه ضربا وجه والدي، ووجه المذيعة والصحفيين والأطفال الساخرين وأخيرا وجه أمي الباكي لتكون آخر ضربة جعلته يفقد الوعي تماما وكأنه مات...

استدعى المدير أمي في صباح اليوم الموالي ونصحها بأن تحولني الى مكان آخر أو بالأحرى الى بلد آخر فبرأيهم صرت عنيفا ومخالفا للآداب العامة والقانون الداخلي في المدرسة... تبا لهم جميعا يتركون الجاني ويعاقبون المجني عليه.

ما حدث لم يزدني إلا كرها لوالدي الحقير أكثر وبدأت فعلا أخطط للانتقام لأمي .

الجميلة التي أحببتها أنا وأخي ( مكتملة )Where stories live. Discover now