وجدت ملاكي مجددا ( بقلم أحمد )

1K 41 2
                                    

أبعدت تلك الطفلة التي وقعت فوقي لا أدري من أين محاولا تخليص فمي من شعرها ، لكنها كانت مغمى عليها تماما، الدم كان ينزل من جبهتها بغزارة، صرخت طالبا النجدة بلا جدوى فنحن نقف في نقطة وسط ملعب هائج، حملتها كالأميرة النائمة وركضت بها إلى فريق الإسعافات الأولية أسفل الملعب، أخذها العون مني وأدخلها سيارة الإسعافات وبقيت أنا أنتظر في الخارج، ليخرج بها العون بعد عشر دقائق وهو يحملها بين ذراعيه وهي تضع رأسها على كتفه وكأنها نائمة ثم سألني

: أين أهلكما ؟

: والدي وأخي في المدرجات هناك (أشرت بيدي إلى الناحية التي يجلس فيها والدي)

: ألا تقربك هذه الطفلة ؟

: لا سيدي لقد اصطدمت بها حين كنت أحاول الصعود لشراء بعض الماء، أنا لا أعرفها

أنزلها العون ونزل بطوله كي يوازي قامتها الصغيرة، أبعد الشعر عنها ثم خاطبها بهدوء

: أين أهلك يا صغيرتي ؟

: إنهم فوق في أعلى المدرجات

: حسنا سآخذك الآن إلى والدك أخبريني أين يجلس بالضبط

: لا.... أريد أن أرى اللاعبين عن قرب لقد استأذنت وأخبرتهم أنني سأعود في الوقت المستقطع.

حاول العون أن يجعلها تستدير ناحيتي كي يلبسها معطفها وما إن التقت عيناي بوجهها حتى تسمرت في مكاني وانفتحت عيناي على آخرهما، يا الهي هل أنا أحلم؟ إنها هي أم أنني جننت بها لدرجة أنني أصبحت أرى طيفها، إنها هي نعم هي كنت منذ قليل أحملها بين ذراعي لا بل كانت مستلقية على صدري، آه كم أعشق وجهها البريء... تبا لذلك الضماد الذي يغطي جبهتها الجميلة، كم تمنيت لحظتها أن أكون أنى المتأذي وليست ملاكي حلوتي حبيبتي إنها هي فعلا تقف أمامي هي حنين.

أخرجني صوت العون حين قال وهو يقرا شيئا على ظهر معطفها

: هل أنت هنا برفقة جمعية أطفال السلام ؟

: أجل سيدي أنا من ملجأ الأيتام ونحن هنا بالتنسيق مع هذه الجمعية وهذا الزي الموحد كي لا نضيع

: حسنا إذا ستبقين هنا أنت الآن على أرض الملعب تماما سترين اللاعبين بشكل أفضل من هنا لكن أنا من سيصطحبك إلى جماعتك في الوقت المستقطع إتفقنا ؟

: اتفقنا

لازلت أقف متسمرا أمامها وهي تضحك رغم ألمها إنها فعلا طفلة قوية لم تتخلى عن ما نزلت من أجله حتى وهي مصابة، كنت أقف كالصنم أشاهدها وهي تلصق عيناها باللاعبين وتهتف بأسمائهم إنها غريبة، جميلة، لطيفة، إنها...

حنين: شكرا لك لأنك أحضرتني إلى هنا

هل شكرتني للتو، هل تحدثت معي فعلا لم أستطع إخراج الكلام، أقف عاجزا أمامها، لكن مهلا لحظة؛ ألم تتذكرني؟ ألم تعرف من أكون؟ هل نسيت وجهي بهذه السرعة؟؟

الجميلة التي أحببتها أنا وأخي ( مكتملة )Where stories live. Discover now