لن أسمح لأخي بأن يحبها (بقلم وليد)

1K 34 0
                                    

تلك الحقيرة المدعية للبراءة، كم أتمنى أن أجعلها تبتعد عن بيتي وعن أمي وعن أخي، هم يصدقون أنها طيبة لكني الوحيد المتأكد أنها كاذبة، تحاول استمالة قلب أخي واللعب على عواطف أمي، لكني قررت أن أمنعها بنفسي فأنا لن أتنازل لها عن أخي أبدا، لن أتركه ينساق خلف دموعها الكاذبة...

بعد أن اعترف لي أخي أنه يحبها تأكدت أنني تأخرت عن تنفيذ خطتي لإبعاد تلك المتطفلة عن أهلي، لكنني لم أستسلم، قررت أن أتحرك قبل أن يحبها أكثر. مثلت أمام الجميع أنني أصدقها وأنني تقبلت وجودها بيننا، حتى هي بمكرها صدقت ذلك حين ودعتها صباح اليوم الموالي أمام باب القصر هي وأمي والعم مصطفى وهم متوجهون إلى العاصمة.

وليد: أمي سأشتاق لك لا تتأخري.

حسناء: لن أتأخر يا حبيبي وسنبقى على اتصال دائم لا تشاغب أرجوك واسمع كلام أمينة.

وليد: لا لن أفعل شيئا يغضبك لا تقلقي، (ثم أمسكت يد حنين الواقفة بجانب أمي) حنين؛ أنا آسف على ما بدر مني لن أضايقك مجددا أتمنى لك رحلة سعيدة.

كان الجميع ينظر إلي باستغراب، فأنا ومنذ أن تعرفت على تلك المتطفلة منذ سنتين لم أتقبلها يوما، كيف الآن، ماذا حصل؟ لكنهم كانوا فرحين، أمي تضن أن كلام العم مصطفى قد أثر بي رأيتها تنظر إليه مبتسمة وكأنها تشكره فالبارحة حين خرجت راكضا قام بتتبعي إلى حديقة القصر الخلفي وقال لي...

مصطفى: وليد، بني لما أنت غاضب؟

وليد: لا أحبها يا عمي، لا أطيق وجودها في بيتنا، إنها كاذبة ذات وجهين.

: لكن لما تقول ذلك عنها؟ أخبرني إن فعلت لك شيئا لأفهم وجهة نظرك.

: ألا ترى يا عمي أنها تستعطف أمي، في كل مرة تكون عائدة إلى ملجئها تعانقها وتطلب منها أن لا تتركها، قائلة أنها تحبها وأنها تعودت عليها، والمشكلة أن أمي تشفق عليها، أخاف يا عمي أن تقوم أمي بتبنيها، عندها ستنشغل بها عني وستحبها أكثر مني وستنساني كما نسيني أبي.

: هي تقول ذلك تعبيرا على حبها لوالدتك، ولا تحاول إثارة شفقتها، لا تنس با بني أنها طفلة يتيمة لا أم لها، طفلة محرومة متعطشة لكلمة ابنتي تسمعها من أي أحد لتتعلق به، لا تظلمها يا وليد أنت أكبر من أن تضن أن والدتك ستبتعد عنك من أجلها يا بني.

: وأنا أيضا حرمت من والدي ولا أريد أن أحرم من أمي أيضا يا عمي.

:ألست أنا في مقام والدك أيضا يا وليد؟ ما الذي قصرت به تجاهك كي تحس بهذا النقص؟ أم أنني لم أكن كما أردت يا بني؟

: لا عمي لا تقل هذا، لم تشعرني أبدا أنني ناقص لكن...

: لكن ماذا ؟ ألم تكن أنت وأحمد أبنائي اللذان أفتخر بهما دائما؟

: بلى يا عمي.

: إذا لا تقل أنك ناقص أنت أحسن شخص في هذا لعالم، أنت ذكي وقوي ووسيم وغني، لا ينقصك شيء افتخر بما عندك واجعل ثقتك بنفسك ليس لها حدود، وأحب من حولك، ولا تظلم طفلة بريئة لم تفعل لك شيئا، فأنت رجل يا وليد، والرجل قوته في حنانه وعطفه وكرمه، الرجولة أخلاق يا بني وليست بنية جسدية ضخمة.

الجميلة التي أحببتها أنا وأخي ( مكتملة )Where stories live. Discover now