إنها أول حب (بقلم أحمد)

1.9K 59 2
                                    

لم استطع منع نفسي من التفكير فيها طول طريق العودة،

وفي ذلك المساء حين جاء وليد الى غرفتي كي أحل له واجباته كالعادة كنت شاردا في عالم بعيد لا يسكنه سوانا انا وهي كنت أتخيلها في الفضاء البعيد بفستانها الجميل وتاج الورود فوق رأسها وكأنها ملكة على عرش الكون لم أكن أفعل شيئا في مخيلتي سوى النظر اليها باعجاب كبير او ربما بحب.... حب من النظرة الأولى.... حب في عمري السادس عشر... خفقات أول حب ...

كانت تنظر الي بعينيها الجميلتين وتبتسم لي .... وتركض حولي بمرح كانت شقية لكن جميلة فجأة توقفت عن حركتها ونظرت مطولا في عيناي وهي تقترب مني بحذر وتبتسم ... هاهي تقترب أكثر ...وأكثر...و...

: الى ما تنظر يا أحمد؟ (صاح وليد ضاربا كتفي بيده)

: ااه ماذا ... لا شيء ...ما بك؟ ( قلت ببلاهة)

: أنت الذي ما بك تنظر الى اللاشيء بتمعن هل جننت ؟

: لا.... لا شيء.... سأكمل لك واجب الرياضيات ولتنصرف عني أريد أن أنام

: لكني أردت أن أريك حركتي الجديدة لترويض الكرة بالقدم اليسرى التي تعلمتها اليوم

: لا لاأريد ستريني اياها غدا انا متعب

: لما تفعل هذا الآن كنت أريدك أن تراها الآن أرجووووك (صاح وليد وكأنه يريد البكاء)

: حسنا لا تبدأ أعدك أنني سأراها في الصباح قبل أن نتوجه للمدرسة (قلت بملل)

: حسنا أخي (رد وليد بقلة حيلة وهو يحمل دفاتره منصرفا من غرفتي ببطئ)

تمددت في فراشي بعد أن انصرف وليد بصعوبة أراقب السماء من النافذة أفكر فيها سائلا نفسي ؟ هل تفكر بي؟ يا لك من أحمق يا أحمد كيف ستفكر بك وهي لم تلحظ وجودك حتى أيها الغبي... لا بل لاحظت رأيتها تدقق في عيناي لبضع ثوان لابد أنها لاحظت وجودي حسنا كفاك تفاهة واخلد الى النوم.

تضاربت الأسئلة والأجوبة بعشوائية في عقلي لم أقدر الا على التفكير بتلك الزهرة المتحركة كيف سلبتني الى هذه الدرجة كيف استطاعت تحريك أول مشاعر حب في قلبي بدون أن تخاطبني حتى بكلمة. شعوري اتجاهها لم يكن شيئا يستهان به لم يكن بالاحساس الهين ابدا صدقوني رغم صغر سني بل كان أكبر مني؛ كان ما أشعر به في تلك اللحظات احساس بالخطف وكأنني خطفت مني اليها كانت تسحبني بعنف لألا أفكر بشيء غيرها، امتلكتني... سيطرت علي تلك الطفلة المتوحشة البراءة.

انقلبت على جانبي الأيمن أحاول النوم كانت الساعة الواحدة ليلا ولا أزال جاحظ العينين أفكر بملاكي ترى ماذا تفعل الآن؟

الجميلة التي أحببتها أنا وأخي ( مكتملة )Where stories live. Discover now