الجزء 51

873 43 12
                                    

بعد ما يقارب الشهر، كانت سارة قد تتبعت عاصم وعبير بشكل لصيق، حتى استطاعت أن تفهم بأن عبير تعلم مكان السيدة مريم مديرة الملجأ التي أخبرتها عنها حنين والتي تخبئ ملفها...، وبأن عاصم محامي حتى أنها سمعته وهو يتحدث عبر الهاتف وهو يرتجف ويخبر الطرف الآخر بحالة وليد وبأنه من الصعب إخراجه من هذه المستشفى في تلك الحالة، كانت سارة لا تفهم لما يهتم عاصم بتفاصيل وليد، ولم تفهم من يملي على عاصم كل تلك الأوامر لكنها عزمت على تفكيك هذا اللغز، فهي صحفية وهذا ما يجب عليها أن تفعله...

...................

في غرفة وليد.

حنين وهي تدخل إليه مبتسمة بفطور الصباح الشهي: صباح الخير يا بطلنا القوي

وليد بابتسامة سعيدة: صباح الخير أيتها المنكوشة

كانت حنين تبدو متعبة ومجهدة ومريضة جدا، فهي منذ فترة طويلة لم تعد تعتني بنفسها ولا تهتم بأناقتها كالسابق، حيث عادت إلى طبيعتها وكأنها لم تكن شخصية مشهورة وفائقة الجمال يوما ....

حنين وهي تجلس بالقرب منه: أصبحت منكوشة إذا، أنسيت أنني ملكة جمال سابقة أيها الغبي

: هذا كان في الماضي، لكن منذ عودتك إلى هذا البلد البائس عدت إلى بشاعتك القديمة

: ههههههه تبا لك وليد، أنا جميلة وسأبقى جميلة في كل مكان.

: أضن بأن أمي قد أزالت كل مرايا القصر، منذ متي لم تري وجهك؟

حنين وهي تتصنع الغضب: توقف عن هذا، أنت تزعجني، أنظر إلى نفسك أولا شعرك يصرخ لو رآك الناس الآن لتوقفوا جميعا عن شراء شامبو الشعر الذي كنت وجه إعلاناته

كان وليد وحنين يضحكان بقوة، حين مر أحمد بجانب الغرفة، كان يهم بالخروج بعدما أكمل مناوبته الليلية، شعر بقلبه يتمزق وهو يرى بعينيه ذلك التناغم بينهما، وكيف يقدر وليد جعل حنين تبتسم وتضحك وتفرح، وقف من دون أن يلاحظانه ينظر إليها وهي تطعمه بنفسها، تذكر ما كان يقوله له وليد في الماضي "هي لا تحبك ولا تحب أمي، هي تحب من يحقق لها أحلامها فقط، أرجوك أخي توقف عن حب هذه الأنانية والوثوق بها" ...........انقبض قلبه وهو يتذكر تلك الكلمات، يعلم جيدا بأنها أحبته، لكنها فعلا كانت أنانية.

سارة: كيف أصبحت حالة وليد دكتور؟

انتبه إليها أحمد، وعلم بأنها كانت تلاحظه وهو ينظر إلى الثنائي في الداخل، ارتبك قليلا ثم أجابها وهو يهم بالانصراف: تتحسن حالته تدريجيا، عن إذنك يا آنسة.

انصرف أحمد مبتعدا وبقيت سارة تنظر إليه حتى اختفى.

كانت سارة قد قررت في ذلك اليوم بأن تبدأ في تنفيذ خطتها التي جهزتها للإيقاع بعاصم، حتى أنها بدت فاتنة في ذلك الفستان الأبيض الضيق الذي كان ينحت جسمها نحتا، والمفتوح بجرأة عد الصدر والمعلق بكتفيها بصعوبة بخيوط تكاد لا تظهر من شدة رقتها، صففت شعرها الأسود القصير بعناية مع رقبتها المنحوتة، ووضعت القليل فقط من مساحيق التجميل مع حمرة كالدم على شفتيها الممتلئتين.

الجميلة التي أحببتها أنا وأخي ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن