ابني وليد

848 37 13
                                    

في تلك الليلة كان عاصم يكاد ينفجر غضبا وهو يجلس في مقهى المستشفى الذي ترقد فيه السيدة مريم منتظرا عبير.

عاصم بلهفة: أقالت شيئا؟

عبير وهي تسحب الكرسي كي تجلس على طاولته: ما فهمته منها أنها تريد رؤية حنين قبل أن تخبرنا بمكان الملف.

عاصم بغضب: ومن أين لي أن أحضر لها حنين هذه أنا، ألم تكن فكرتك منذ البداية أن نقول لها أننا من طرف هذه العارضة، أنظري إلى ما وصلنا إليه الآن

عبير: لا تبدأ بإلقاء اللوم علي الآن، أنا أفعل ما بوسعي لكنها ترفض إخباري

عاصم: السيد سينهي حياتي، سيضيع مستقبلي بسبب هذه العجوز

عبير: عاصم أخبرني من هذا السيد ولما يهمه أمر حنين إلى هذه الدرجة.

عاصم: قلت لا شأن لك في ذلك.

عبير: كيف لا شأن لي وأنا من يقوم بمساعدتك، ماذا إن كنت تخطط لقتل هذه العارضة أو إيذائها أنت وسيدك.

عاصم: ما هذا الكلام الغبي الذي تقولينه، من أين تأتيك هذه الأفكار

عبير: لا أعلم لكني بدأت أشك بك

عاصم: حسنا إذا يمكنك الذهاب من هنا إن أردت أنا لم أعد بحاجة لك

عبير: ماذا؟..... أتسخر مني يا هذا وأين النقود التي وعدتني بأن تدفعها لي

عاصم: إذا أردت نقودك قومي بمساعدتي إذا، لم أصل معك إلى شيء إلى حد الآن

عبير بغضب: ومن الذي أحضرك إلى هنا يا ناكر الجميل، لولاي لما استطعت أن تصل إلى السيدة مريم أبدا

عاصم: وماذا استفدت حين توصلت إليها أخبريني، لم أستفد لا منها ولا منك شيئا.

وبينما هما يتشاجران حتى بدأت النشرة الإخبارية على تلفاز مقهى المستشفى بالخبر العاجل

مقدم النشرة: وكما جاءتنا آخر الأخبار أن اللاعب الدولي وليد حسن قد أصيب في المباراة السابقة إصابة خطيرة نقل على إثرها على جناح السرعة إلى المستشفى الخاص***** بنفس المدينة ولحد الساعة لم تفصح عائلته عن شيء كما أن الأطباء أيضا يمتنعون من التحدث إلى الصحافة أو الإدلاء بأي معلومات تخص لاعب المنتخب الوطني، نعد مشاهدينا أن ننقل لكم آخر الأخبار فور تلقينا أي معلومة جديدة.

عاصم بصدمة وعيونه تلتصق بالشاشة: اللعنة، ما الذي يحدث أيضا.......

..............................................................................................

وفي نفس تلك الليلة الكئيبة وبعد رحلة مسرعة قام بها أحمد من المدينة إلى القرية، وصل لمنزل جده ليجد ضوءا خافتا منبعثا منه، كانت قريبة، قريبة لدرجة أنه كان يشتم عطرها ويحس بأنفاسها الساخنة، تردد كثيرا، أيذهب إليها أم يواصل تجاهله لها وتصرفه وكأنه لا يعرفها، كان جوفه كحلبة المصارعة بين عقله الذي يأبى تجاوز الماضي وقلبه الذي يتمزق لرؤيتها تتألم، وكأن قلبه يقول له "اذهب لتطمئن فقط لا ضرر في ذلك"، ليرد عقله بغضب "وهل اطمأنت هي يوم تركتك منهارا هنا؟ ،هل هزتها دموعك وآلامك حين أنهت ما كان بينكما بكل برود، أنسيت هذا المكان؟، ألم تطأ قدماك هذا المكان منذ ذلك اليوم من قوة جرحك الذي لم يشفى بعد؟ ما الذي عاد بك الآن إذا؟، أتريد أن تنسى كل ما فعلته فقط لأنها تتألم؟........ فلتتألم، فهذا جزاؤها، وهذا ما تستحقه على ما فعلته بك، فلتتركها تتذوق من نفس الكأس التي تذوقت أنت منها، لا تذهب إليها، عد لبيتك، عد لليزا التي تكرس حياتها كلها من أجلك، عد للفتاة التي تركت كل شيء من أجلك، واترك من ضحت بك من أجل الحصول عل كل شيء...."

الجميلة التي أحببتها أنا وأخي ( مكتملة )Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin