الحلقة الثلاثون "العراف". التكملة

51 3 3
                                    

الحلقة الثلاثون "العراف".

استعان الاب بالكتاب, وكان يحكي الحكاية المعروفة, ومن خلاله عرف احد العرافين من نسل من ماتوا في معركة نيفرهول الشهيرة, وذهب اليه, ومن الغريب انه كان يسكن في نفس القرية ايضا, وقد حكى له القصة بالكامل عن النبؤة وابنته وكل شيء, وقد اراها للعراف, وعلى عكس التوقعات, وافق العراف على مساعدة الاب, وقال يجب التخلص من الفتى شخصيا اذا اردنا هذه اللعنة ان تفك ونتحرر جميعا, هنا تعجب الاب وقال وكيف سنتخلص من مؤبد مثله؟!, قال العراف عندي خطة, واتفق مع الاب على ميعاد ما ينتظره ليذهب هو والاب للقصر, تعجب الاب بشدة فأن احد لم يرى القصر منذ حدثت المعركة, كان العراف متحمس للغاية وكأن الفرصة قد جأته الفرصة كي ينطلق ويحقق حلمه, ذهب الاب الى المنزل متردد لا يعرف ما الذي يفعله؟, هل يتبع هذا العراف المخبول الذي يتفوه بما لايعرف, ام ينتظر حتى يتحرر الفتى وتحل اللعنة عليهم جميعا, ولكن لما يريده العراف طالما يستطيع فعل هذا وحده, ذهب الرجل الى بيته وحكي لزوجته ماحدث, كانت حائرة, ولكنها طلبت من زوجها ان يذهب وانها مستعدة ان تأتي معه لو تطلب الامر, ان حياة ابنتهم بل والقرية بالكامل متوقفة عليهم وعلى هذا العراف, وافق الاب ولكن رفض ان تأتي زوجته معه وان تعتني بالفتيات ريثما يأتي, وفي الليلة التي الموافقة للرحيل, ذهب الاب بعدما ودع زوجته, وطلب منها الاهتمام بالفتيات, وخصوصا "لوري" حتى ينقذها من اللعنة ويأتي لهم, وعدت الام بأنهم ستهتم بهم وستنتظره ليعود منتصرا, ذهب الاب حتى وجد العراف ينتظره, عند حافة القرية, وقد احضر العراف حقيبة قماشية مليئة بأشياء كثيرة, وبدأ يتلو بعض التعاويذ وكلام غير مفهوم من اوراق قديمة مكتوب عليها بالاحمر وكأنه الدماء,حتى فتح طريق في اخر القرية مشى فيه الاب متردد والعراف امامه, ليقطعا مسافة ليست بطويلة, ليجد الاب نفسه في مكان رائع, تعجب لرؤية ذلك المنظر العجيب الذي بدأ يتضح, انه خيالي, لم يرى مثله من قبل, وكأن الوان قوس قزح تكونت على هيئة جدار ملون شفاف, نظر الاب الى العراف, وجده سعيدا متحمسا للغاية, وكأنه وجد ضالته, هنا قال العراف, طوال عمري ومنذ طفولتي وانا اتمنى ان اذهب الى هذا السرح, لم اتخيل ابدا انه موجود حتى, سمعت عنه في الاساطير ومن اجدادي ولكن لم اتخيل ابدا انه موجود وبهذا الجمال, بدأ الاب يتكلم ليرد على العراف, ولكن العراف اوقفه وقال له ان يقف بجانبه ويمسك بيده, ليعبروا خلال هذا الجدار, ولا يتكلم ابدا, ومهما شاهد لا يفزع, ولا ينظر عن كثب, و لايسأل لماذا؟, تردد الاب في الدخول مع العراف وظن انه مخبول, واراد ان يرجع مرة اخرى, لكنه تذكر زوجته وابنته المعلونة واهل القرية, وان مصائر كل هذه الناس على عاتقه, لذا وافق العراف رغما عنه, وامسك بيده, بدأ العراف ينثر بعض من المسحوق الذي معه لينقشع بعض من الالوان وتتكون بوابة دائرية, وكأنها مدخل, ولكن تجمعت فيها الالوان بطريقة مموجة تذهب البصر, او قد تسبب الدوار والهذيان بسبب تداخلها الزائد, ولكن وبكل شجاعة دخل الاب, ومن قبله العراف, وذهبا, بدأ الاب يرى كل الالوان حوله, الوان قوس قزح, وهي تتمايل في دوائر واشكال غريبة,والعراف ممسك بيده يقتحم تلك الالوان بلا خوف, لم يركز الاب في الالوان, ولكنه بدأ يرى دماء تجري على الارض كالانهار, اناس تصرخ وهي مجروحة وبعضها قد فقد جزء من جسمه, اناس تحترق, مباني تختفي, الارض تهتز, موسيقى غريبة بدأ يسمعها مختلطة بصوت الصراخ, ما هذا؟, وكأن احد يعزف موسيقى حزينة على صوت عذاب والالام الاخرين, تجعل من معانتهم اكثر بشاعة وبؤس, بدأ الاب يشعر بالدوار وكاد ان يهزي ويفقد وعيه, امسك اذنه لكن الصوت لايزال قوي, اغمض عينه وكأنه لا يزال يرى تلك المناظر البشعة واناس بالالاف تقطع وتحترق وتموت, وكأنها حرب دمرت بسببها دولة كاملة, نظر له العراف, وحرك رأسه يمينا ويسارا, ووضع يده على صدره, فتح الاب طرفة من عينه, فلاحظ ذلك, هنا تذكر كلامه, ويجب ان يؤمن بهدفه ولا يحيد عنه, ليبدأ كل شيء بالعلو, المشاهد تعرض بسرعة رهيبة والاصوات تزداد سرعة وتختلط مابين اصوات استغاثة وصراخ وموسيقى الناي والعود المخيفة, حتى وللحظة اختفى كل شيء, هنا بدأ الاب يسمع صوت ضحكات وهمس, بدا الصوت مألوف وكأنه سمعه من قبل, من ناحية اخرى, كانت الام تنتظر بشوق عودة الاب, ليضرب عليها الباب فجأة, فتعتقد ان الاب قد رجع, لتذهب بلهفة الى الباب, فتجد كبار اهل القرية, قد احتشدوا امام بيتها, يتناقشون معها بحدة يريدون ان يروا تلك اللعنة التي حلت بأبنتها, ويريدون التأكد مما يسمعون, فأن كان صحيحا سيتخلصون من تلك الفتاة وان كان ما يسمعون محض اشاعات, فستركونها ويرحلون, بعد نقاش طويل وحاد ونفي الام لما يحدث, اصر الرجال على الدخول عنوة لرؤية الفتاة, ودفعوا الام عنهم بعيدا, لتقع ارضا ولكنها لم تستلم بل وقفت وجرت نحو غرفة "لوري" واغلقت الباب بعدما انزلت وراءه خشبة كبير التي كانت تأخد كل الباب وكانت تمنع احد من الدخول ووضعت بعض الاثاث واغلقت النوافذ, وبدأت تدعو الله ان يحمي ابنتها واحتضنتها وامسكتها في رفق وحنان, ودعت لان ينتصر زوجها وتفك اللعنة عنهم ويعيشوا سالمين, لم تكن "لوري" صغيرة للغاية بل كانت تملك من العمر ماجعلها تنظر لامها بخوف وبتعجب وهي لاتفهم, لما تحضنها امها هكذا, لكنها ظلت تبكي كلما بكت والداتها وهي لاتفهم السبب, هنا بدأ الاب يرى نساء جميلات, رشيقات, وفارعات, تمشي حوله يمينا ويسار تضحك, وتداعبه بثيابها, بألوانها الزاهية والمتعددة , يبدو انهن من الخادمات, لاعجب ان الصوت لم يكن غريب, انه يذكره بحكي الخادمات وصوتهن المميز, عندما كان يذهب لقصر الملك, تذكر الاب في شبابه, انه لطالما اراد ان يكون له بعض من الملك, ويكون له بعض من تلك الخادمات تداعبه, وتطعمه, ويحظوا منهن على بعض الدلال, بدأ يحلم ويحلم, وتلك الخادمات تلتف حول تداعبه بثيابها, ليتحول المنظر ويكن في قصر فخم, يمسكون بيده ويجروه حول عرش كبير في منتصف الغرفة, كاد الاب ان ينحاز وراء الخادمات الجميلات, ويحقق حلم شبابه, ولكنه بدأ يسمع صوت زوجته التي تستغيث, وصوت بكاء فتياته وصراخهن, هنا تذكر الاب ما اتى لاجله, يجب ان ينقذ عائلته, بدأ يفلت يده من يد الخادمات ويحاول التملص منهن بعدما تجمعن حوله بكثرة, واراد ان يتكرهن ويرحل, ولكن كن قويات, فبدأ يدفعهن بقوة وبحزم, حتى نجى منهن وتركهن, هنا لاحظ مشهد غريب وهو يجري ان الخادمات كلهن وقعن ارضا على ركبتهن, وبدأ يلطمن ويلطمن ويضربن رؤسهن في الارض, ويصرخن, ثم رفعن رؤسهن وهن في قمة الزعر, ويحركن افواههن ويضعن يدهن تحت وجههن وكأنهن يتوسلن لشخص ما, وفجأة ازاد الرعب في عيونهن وازداد الصراخ, وازداد التوسل,ولكن هيهات بدأت النار تهب فيهن من لامكان, حتى بدأن يجرين يمينا ويسار, وبدأت الستائر تحترق الاثاث, الكؤوس كل شيء يلمسنه, حتى اذا اقتربت خادمة تحترق وتتوسل في ضعف وتضع يدها على وجه الاب ليحس بألم شديد, وبدأ يصرخ, ليفتح عينه فيجد العراف امامه يصفعه على وجهه ويقول له افيق, لقد وصلنا, ليفتح الاب عينه على وسعيها ويرى امامه منظر بشع للغاية, انها حفرة هائلة الحجم على الارض تخرج منها نيران وكأن من الجحيم, نظر الاب للعراف في غضب, وقال اهذا ما سنذهب له, سنحرق انفسنا احياء في هذه الحفرة, هنا رفع العراف وجه الاب وقال له بل انظر للاعلى ليجد الاب قصر فخم وعالي يطير في الهواء في محازاة الحفرة , هل يعقل ان يكون ؟؟؟ هل هذا قصر نيفرهول ؟؟؟ احقا ما ارى ؟؟

قصر نيفرهول ( ما بعد النهاية) ...Où les histoires vivent. Découvrez maintenant