الحلقة السابعة والعشرون "أوهام واهية".

52 3 0
                                    

الحلقة السابعة والعشرون "أوهام واهية".

امسكت "لانا" يد اختاها, وعبرن من البوابة حتى وصلن الى حديقة القصر المهجورة, الظلام دامس, لا يرى الا القمر والنجوم في السماء, القلعة ساكنة للغاية رغم اختراق الهواء لها وهزه لبعض محتواياتها, اخذت الفتيات الثلاثة يمشين بحذر, ينظرن يمينا ويسارا, يتوقعن ظهور شبح ما وقد يظهر الفتى لهن او ربما احد الوحوش, ولكن كل شيء كان ساكن لا يتحرك بطريقة مفزعة وتوحي بالقلق, ظل يمشين في الحديقة التي ملئت بالتماثيل القديمة المهترئة, الكراسي والاحواض المحطمة التي يملؤها الطين والغبار, النباتات الذابلة والاشجار الميتة, حتى وصلن الى بوابة القصر, وقفت الثلاث فتيات امامها لا يعرفن ماذا يفعلن, وبالطبع كان الفتى يقلب في قدره كالعادة, حين ابتسم لشدة ونادى "لوري" التي كانت شاحبة وجهها بلا اي تعبير, وكأنها منومة يحركها الفتى كيفما يشاء, ثم قال لها عزيزتي "ليليان" انظري في القدر, نظرت "لوري" لتجد اخواتها يتجولن في حديقة القصر في ترقب, ويبدوا عليهن القلق والخوف, سأل الفتى "لوري" ماذا تجدين؟, نظرت "لوري" للفتى ولم تجب بكلمة واحدة, فكان وجهها بدون مشاعر, يملء قلبها برود وحزن, ابتسم الفتى ولمس وجه "لوري" وقال في سعادة "انظري, لقد عادت البائسات مرة اخرى, ولكن هذا لن يدوم طويلا, سيرحلن ولكن هذه المرة لن يكن احياء ابدا", تحرك الفتى وترك "لوري" وحيدة في الغرفة وقال لها وهو يخرج " لاتنسي يا عزيزتي طقوس انزال القصر مرة اخرى للارض, لقد اصبحت جاهزا تماما لاتمم سيطرتي على العالم, وسأحقق حلمي اخيرا, وسأمتلك كل شيء اردته سابقا", نظرت "لوري" ولم ترد ومن ثم بدأت تفحص الجهاز الذي صنعه الفتى بسحره, وكأنها الة برمجت على ان تفعل ما يؤمر بها,وكأنها تحدث برامج بالشاشات, مشى الفتى داخل القصر حتى وصل الى باحة القصر ثم صعد الادراج حتى وصل الى الشرفة التي طالما اعتاد "بدراشين" ان يخرج لشعبه ويحدثهم منها, ثم وقف وتنشق الهواء في ثقة, واخرج من خصره سرة بها احد المساحيق التي يستخدمها ثم كبش البعض في يده, ومن ثم نفخ المسحوق ليطير في حديقة القصر, هنا سمعت الفتيات صوت هواء شديد وكأنها الرياح, خفن بشدة, ولكن صاحبة الافكار النيرة "ليمون", اقترحت ان تقف امام الباب وتغني وتنادي بأسم "بدراشين" كما فعلت سابقا, قالت "لانا" قد يكون هذا خطر, يجب ان نفكر بحذر, ولكن دون حتى ان تكمل "لانا" كلامها, وقفت "ليمون" امام باب القصر وبدأت تغني " لالالا ووووااا بدراشين لالالا وووا", تفاجأت الفتيات بأن باب القصر بدأ فعلا يفتح قليلا, ويفتح على مصرعيه, ابتسمت "ليمون" ابتسامة انتصار ودخلت, همت الفتيات لتدخل, ولكن فجأة اغلق الباب بسرعة رهيبة من تلقاء نفسه على "ليمون" وقبل حتى ان تدخل الفتاتان, لتهتز الارض بشدة تحت "لانا" و تصدع لتكون حفرة وتقع "لانا" بداخلها, لتصرخ بقوة وتنادى على "ليندا", هرعت "ليندا" من مكانها وهرولت لتصل لاختها "لانا", ثم نظرت لها من اعلى, لتجد "لانا" واقعة في حفرة تمسك في احد جذور الاشجار, ومن تحتها السحاب, جلست "ليندا" على ركبتها, ومدت يدها لتسحب "لانا", وكادت تلامس اطراف اصابعها, لتحس بهواء شديد يداعب بشرتها, لتستنشق منه وتتنفس, وهي تسمع صوت نفخ وصفافير, لتجد نفسها فجأة تنظر الى المرآة في غرفتها, وهي تمشط شعرها القرمزي الطويل وتبتسم الى نفسها في المرآة وتقول كم انا جميلة!! لو ان احد يقدر جمالي هذا!!, واحصل على ما استحق من الاعجاب!, ليفتح باب الغرفة وتدخل الثلاث فتيات "لانا" و "ليمون" و "لوري", لتنظر "ليندا" للخلف وتبتسم لهن وتقول, ما رأيكن يا اخواتي بشعري وبي, الست جميلة؟, فجأة ضحكت الفتيات في سخرية شديدة وهي تقول من؟انتي جميلة؟؟ انتي ابشع من ثور هائج!!, لتلتفت "ليندا" بسرعة وتنظر للمرآة وهي ترى نفسها تشبه الثور في ابشع صوره واشدها فزعا, لتصرخ بشدة وهي تسمع ضحكات الفتيات خلفها وهن يقلن عنها, من هي الجميلة؟؟, انتي ابشع من ثور هائج, انتي ابشع من ثور هائج!!, ويضحكن في سخرية شديدة, و"ليندا" تصرخ في المرآة وتتفحص وجهها غير مصدقة وهي مفزوعة, لتبتعد عن "لانا" وتتركها وهي متعلقة بجذر شجرة, لتمشي وهي تقول لنفسها "انا قبيحة انا قبيحة للغاية, انا ابشع من ثور هائج", اخذت تصرخ "لانا" في "ليندا" وتقول لها افيقي افيقي الان ايتها الغبية, انه ليس الوقت المناسب لتتذكري قبحك, انقذيني اولا, تعالي الى هنا, واخذت تنادي عليها, ولكن دون جدوى, حين ادركت "لانا" ان "ليندا" قد غاصت في مخاوفها ولن تأتي لانقاذها, بدأت تفتش في حقيبتها بيدها الحرة, لتخرج منها فأس صغير, قد احضرته مسبقا, ثم اخذت تضرب به ما امامها من تربة, وتتمسك في جذور النباتات, وبكل صعوبة صعدت للاعلى, لتجد "ليندا" هائمة, تمشي بدون وجهة وهي تردد نفس الكلام وتقول " انا قبيحة, قبيحة, انا ابشع من ثور هائج", لتجري نحوها "لانا" في غضب وتصفعها على وجهها وتهز فيها وتقول لها افيقي, افيقي الان", ولكن كانت عين "ليندا" بيضاء تماما, مسلوبة الادراة, لا تستفيق, ادركت "لانا" انها لن تستفيق هكذا, وعند احد البرك في الحديقة والتي كانت لاتزال تحتفظ على البعض من بريقها, امسكت "لانا" يد "ليندا" واخذتها نحوها, وقد تذكرت انه مسبقا عندما جعلت "ليندا" تنظر لنفسها فى المرآة قد استاعدت وعييها,هنا سلطت "لانا" وجه "ليندا" على البركة, وقالت لها انظر الان, انظري الى شكلك انتي لستي قبيحة, بل انتي اجمل ما رأيت من الفتيات, تفحصت "ليندا" انعكاسها في البركة, وهي ترى اشباح اخواتها يصرخن في الرؤية ويذوبن,وقد وجدت نفسها طبيعية وجميلة وليست قبيحة كما رأت, ابتسمت بشدة, وظلت تنظر حولها وهي تقول اين نحن؟, قالت "لانا" الا تتذكري؟!, ردت "ليندا" وهي تفكر قليلا, وهي تقول لـ..ا, لا بل تذكرت, لقد عدنا للقصر لانقاذ "لوري", ابتسمت "لانا" وضمت اختها بشدة, وقالت هيا الان يجب ان نجد "ليمون" لقد حبست داخل القصر بسبب حماقتها, لتنظر"لانا" حولها وحول القصر تريد ان تدخله, لتجد احد الشقوق في الجدار ينتهي بفتحة, اخرجت "لانا" الفأس وضربت به حتى وسعت الفتحة, وبسرعة امسكت يد "ليندا" ودخلتا الى القصر, لتدخل الفتاتان ممر واسع يوجد على جانبيه الدروع المعدنية التي كانت تستخدم في الحروب قديما, ليمشين وهن يمسكن يد بعضهن في الممر بهدوء, ليرا "ليمون" وهي تجري بسرعة امامهن لتختبأ خلف احد الدروع, لتجري الفتاتان نحو "ليمون", ليصلن اليها, ويجدوها جالسة في احد الاركان, مفزوعة للغاية ترتجف, وهي تبكي في خوف ,ليقلن لها ما بكي ؟!, لترد في فزع شديد وتشير وراءهن وتقول " انه ات, انه قادم, سينال مني", نظرت الفتاتان للخلف فلم يجدن شيء, لينظرن الى "ليمون" ويقلن " ما هذا الذي يخيفك؟!", لتحس "ليمون" بهواء يلامس وجهها, لتتنفسه, وتسمع صوت نفخ وصفير, لترى نفسها في البيت تخرج من غرفتها, لتنظر امامها لتجد كعكة كبيرة مصنوعة من الشيكولا والفراولة موجودة على المنضدة, لتنظر لها بنهم, وهي سعيدة, لتأتي الفتيات "لانا", و"ليندا", و "لوري", فتسألهن "ليمون" عن هذه الكعكة وتقول هل اليوم هو حفل عيد ميلادنا؟!, فتبتسم الفتيات في سخرية وترد "لانا", بل حفل خاص بكي فقط, تعجبت "ليمون" وقالت " هه ماذا تقصدين؟!", ليخرجن الفتيات يدهن من خلف ظهورهن وهن يمسك بعض الكعك في يدهن ويضربوه في "ليمون", وتمسك "لانا" الكعكة وتضربها في وجه "ليمون" وتقول "انه حفلك يا مهرجة, ارقصي يا مهرجة ارقصي يا مهرجة" لتضع "ليندا" قرطاس كالمهرجين فوق رأس "ليمون" وتضربها بالكعك هي و"لانا", و"لوري" ويقلن في صوت واحد" هيا الان, ارقصي يا مهرجة ارقصي يا مهرجة, انها حفلتك الخاصة", ثم يضحكن في سخرية ويمسكن بالصفارات ويصفرن, ويطبلن على المنضدة ويدرن حولها وهن يقلن "ارقصي يا مهرجة", بدأت تهرتل "ليمون" بكلام غير مفهوم واخذت تقول" انا غبية, انا حمقاء, انا مهرجة, ارقصي يا مهرجة, ارقصي يا مهرجة", ادركت "لانا" ان "ليمون" قد تعرضت الى نفس نوع السحر التي تعرضت له " ليندا" من قليل, وفي نفس الوقت ادركت "ليندا" هذا, فبدأت تهز "ليمون" وتضربها على وجهها ولكن دون جدوى, امسكت "لانا" يد "ليندا" وقالت "هذا ليس الحل" لقد جربت هذا مسبقا معك ولم تفيقي حينها, نظرت "ليندا" ل"لانا" متسألة وكأنها تقول ما الحل اذن؟, اقتربت "لانا" من "ليمون" وامسكتها من كتفيها وقالت "ليمون" انتي اختنا, ونحن نحبك للغاية, نتقبلك بجميع مزاياك وعيوبك, انتي لستي مهرجة, بل انتي من يطفي على البيت السعادة ويجعلنا في حالة سرور دائما, وانتي جزء لا يتجزأ من اسرتنا, نحن نحبك ولايمكن ان نؤذيك او نسخر منك" ثم احتضت "لانا" "ليمون" برفق, لتسيل دمعة من عين "ليمون", لتتحول عينها من اللون الابيض, الى عينها الخضراء مرة اخرى, لترى جميع الاشباح التى ترقص حولها تصرخ واخذت تذوب للتبخر وتختفي تماما, لتفيق "ليمون"واخذت تطوق "لانا" بذراعها هي الاخرى, فجأة يشحب وجهها وتصرخ في "ليندا" احذري, لتنظر "لانا" خلفها بسرعة لتجد ان احد الدروع قد دبت فيه الحياة, وهو يشهر سيفه ويضربه عليهن, لتمسك "لانا" يد "ليندا" وتسحبها بسرعة, وتخفض رأسها, وتمسك بيد "ليمون" ايضا, وهي تتفادى ضربات السيف, وتخفض نفسها, لتغتنم فرصة استعداد الدرع للضرب مرة اخرى, لتمسك اختاها وتجري بسرعة, ليضرب السيف الجدار الذي كن يجلسن بجانبه فيدمره, لتجري الفتيات بعيد بعيدا, ليختفي الفارس من وراءهم, ويفقدن اثره, لتقول "لانا" بعدما توقفت وهي تشهق وتتنفس بصعوبة هي والفتيات بعدما وضعن يدهن على ركبتهن من التعب, لتنظر "لانا" الى "ليمون" وتقول اذن هذا ما كان يخيفك؟!, هزت "ليمون" رأسها لاعلى ولاسفل بمعنى بلى, لتقول "لانا" يبدو ان قوة الفتى قد ازدادت, وبوجود "لوري" معه ستزيد وتزيد, يجب ان نخلص اختنا من شركه حتى لو كلف هذا حياتنا", ثم امسكت يد اختاها, واستكملت طريقها نحو الغرفة التي يقبع فيها الفتى, وفي عينها كل العزم والقوة والاصرار لانقاذ "لوري", هنا رجع الفتى للغرفة وهو مبتسم في غضب, ليدخل الغرفة ويقول ل "لوري" وهي تعمل "يبدو ان علاقة اخواتك0 شديدة للغاية ببعضهن ولن يفيد معهن استخدام السحر, بل سيزيد من قوتهن" ثم وضع يده على وجه "لوري" واخذ يقول "ولكن لحسن الحظ لدي دائما خطة بديلة", ثم اخذ يضحك لتنزل دمعة من عين "لوري" الباردة وملامحها الجادة, ولاترد بأي كلمة, هنا تنزلن الفتيات على الادراج, ليجدو نفسهم في ممر السجون الذي دخلوه من قبل بما فيه من بشاعة ومناظر مرعبة, علاوة على ماكان يحدث فيه من ظلم في السابق, وفي طريقهن الى غرفة الفتى يتحول كل شيء يجدن نفسهن يمشين في طريقة مليء باللوحات على جانبيه, لوحات كثيرة وغريبة ومفزعة, ومفروش على الارض سجاد احمر بخطين من اللون الابيض على جانبيه, ليمشين ويمشين حتى يصلن الى اخره, ليرون لوحة غربية ينظرن اليها هن الثلاثة في تعجب وقلق ويهززن رأسهن في عدم فهم, ما هي هذه اللوحة ؟؟!! وما هذه كل الطاقة التي تحويها؟؟ ماسر هذه اللوحة التي اعترضهن في الطريق؟؟!... ماذا يجب ان يفعلوا الان ؟؟ اهذا احد فخاخ الفتى ؟؟ مالذي ينتظرهن ؟؟

تابعوا الحلقات الاخيرة من مسلسل قصر نيفرهول ...

الى الحلقة الثامنة والعشرون بعنوان "قوة خارقة" ...

قصر نيفرهول ( ما بعد النهاية) ...Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ