الحلقة الثانية والعشرون "كراهية ونفور".

62 3 9
                                    

الحلقة الثانية والعشرون "كراهية ونفور".

جلست "ليندا" بجانب "لوري" وهي تطوقها بذراعها في حنان, و"لوري" ترتجف وتحكي ل"ليندا" وقالت " لقد اشتقت لامي كثيرا, اتمنى لو انها معي الان, لا اشعر انني بخير, صدري يؤلمني للغاية, احسس انني ارتكب خطأ فادحا, انني لا استطيع النوم, كل يوم ارى كوابيس واصحو مفزوعة, اتمنى لو كانت امي هنا لترشدني وتقول لي ما الصواب, وكيف اعالج حالتي, انني لا انعم بيوم واحد من الراحة , اني قلقة دوما ...

نظرت "ليندا" الى "لوري" في حنان مشفقة على حالها وقالت بهدوء " ولكن لما تذكرتي امي الان, لقد مر على غيابها اكثر من عشر اعوام او يزيد, ولم نشعر بذلك مثلما يفعل الاخرون فقد كانت "لانا" هي امنا, وتهتم بنا بشدة حتى نسينا ان لنا ام اصلا, ردت "لوري" ولكن بعض الاشياء تحتاج لام كي نحكيها لها, احيانا نحتاج لان تحمينا امنا وتهتم بنا, تعاقبنا بلطف, وتفهمنا خطأنا, تضمنا اذا خفنا, تسهر على راحتنا اذا مرضنا, هذا ما لم تستطيع "لانا" ان توفره لنا, انا لا انكر حبها لنا ولا عنايتها لنا, ولكن انتي تفهمين ماذا اعني... , ردت "ليندا" نعم انا افهمك بالتأكيد ...

ثم استطردت كلامها قائلة " اني اشعر بالحزن الشديد على حالك يا "لوري" فقد تغيرتي اراكي اياما سعيدة للغاية وايامنا حزينة للغاية فلم تحزني هكذا من قبل, ولم اراكي تتألمي هكذا من قبل, كنت اراكي قوية دوما, تتخطين العوائق بنفسك, تحلين مشاكلك بنفسك ولاتحتاجين احد حتى لآم مثلا, انزلت "لوري" دمعة من عينها وقالت في تأثر, ولكن ذلك الشيء الذي يؤلمني في صدري, لا يجعلني انام, لا يجعلني اطمئن, لا يجعلني اشعر براحة ابدا, ردت "ليندا" في مواساه, انه الضمير الذي في قلبك, انتي توصفين لي بالضبط تأنيب الضمير, وهذا ما كنت اشعر به عندما اقترف شيء خاطيء واتكتم عليه, كان صدري يؤلمني ولا استطيع النوم ولا الراحة, حتى اصحح ما فعلت, او اقول ما اخفيه حتى يتم اصلاحه, فلا احمل العبء لوحدي, ارجوكي يا "لوري" اذا كنتي تفعلين شيء خاطيء ما فتوقفي عن فعله, وراجعي نفسك ومبادئك, لا تستلمي للكره في قلبك, فقط قاوميه, انا لا اراكي قاسية القلب كما يقول البعض عنكي, والدليل ان لديك ضمير حي يؤنبك, وتشعرين بالذنب مثل الاخرين, انتي لستي بغيضة او ملعونة كما يدعي البعض, بل انتي بشر مثلنا, بل لديكي قلب حساس وشعور مرهف, ولكن غلظة القلوب لا يفهمونكي, ولن يفهمونكي ابدا, لان على قلوبهم غشاوة, فهم لا يرون الا السييء فقط, ويحكمون على الامور من مناظرها واشكلها فقط, دون النظر الى الجوهر الحقيقي, وانتي جوهرك يا "لوري" حقا نقي ورائع, فقط اردت ان اقول لكي مرة اخرى اذا كنتي تفعلين شيء خاطئ او تظنين انه غير طيب, توقفي عن فعله ارجوكي, وستشعرين بالسعادة والارتياح مرة اخرى, ابتسمت "لوري" ل "ليندا" وقد بدا عليها الارتياح بعض الشيء, وعانقتها في حب, هنا استأذنت "ليندا" بالرحيل لتترك "لوري" تنعم بقسط من الراحة فلازال الليل في ذروته, قامت "ليندا" من على السرير ومشت نحو باب الغرفة, فأغلقته وراءها ورحلت, شعرت "لوري" ببعض الارتياح, ثم وضعت رأسها على الوسادة لتنام, فجأة سمعت صوت فى رأسها يقول " ان الفتاة "ليندا" تتلصص عليكي, ان الفتاة "ليندا" ستحاول افساد مخطاطنا, ان الفتاة "ليندا" ستعرف كل شيء عنكي, ثم تسمع صوت اخر مخيف يقول "ارجوكي لا تفعلي, ثم صوت اخر يقول "لانه محجوب, ثم صوت رابع يقول "لن تنعمي ابدا بالراحة ثم صوت اخر يضحك ويقول" ستظلين وحيدة ابد الدهر, الكثير والكثير من الاصوات المتداخلة في عقل "لوري", بدأت تتداخل اكثر وتتكرر, حتى بدأت "لوري" تشعر بالصداع والدوران, فأخذت تمسك رأسها وتصرخ وهي تقول " كفى كفى , توقفوا رجاء انا لم اعد اتحمل هذا, فجأة تتوقف الاصوات فجأة وكأن "لوري" شعرت بشيء ما يتحرك في الغرفة, فنظرت في توجس, لتجد انه ظل مخيف لوحش, ثم اخذت تنظر مرة اخرى لتجد ظلال اخرى كثيرة, اقتربت "لوري" من الظلال, لتسمع صوت نفس قوي وحشرجة قوية لاتأتي الا من وحش, لتنظر امامها فتجد وجه دب شرس ينظر اليها وقد تطاير اللعاب من فمه, فترجع بجسدها خائفة لتجد امامها دب مسعور بثلاث رؤس, ثم يظهر من خلفه طائر عملاق يحترق, واسد ضخم البنيه قوي العضلات, ووغيرها من الوحوش, لترى ايضا العراف يخرج من بين تلك الوحوش وهو يردد عبارته ولا يصمت ويقول "ارجوكي لا تفعلي, وظلال والفتى ونشواز وبدراشين وكل من رأتهم في الحكاية كل منهم يردد عبارة مختلفة متداخلة لا تفهم منها اي شيء, فقد كانت العبارات تقال بسرعة رهيبة, واصبحت صراخ وضوضاء غير مفهومة, امسكت "لوري" رأسها بشدة فقد عاد الصداع اقوى وهي تصرخ "توقفوا الان توقفوا ارجوكم, ولكن الاصوات ازدادت تداخل وتعقيد, حتى فجأة ابتسم الفتى وصمت الجميع هنيهة, ثم رأت "لوري" الدب ينقض عليها في شراسة وقد كشر عن انيابه ومخالبه في الهواء, لترفع "لوري" الغطاء على وجهها محاولة منعه, لتصحوا مفزوعة من نومها, وهي ترتجف, وتتنفس الصعداء في قوة, حتى كادت عضلات صدرها ان تتمزق, لتنظر حولها فلا تجد اي شيء, وقد تخلل ضوء النهار المشرق من النافذة, اكل هذا كان حلم؟؟, هل "ليندا" كانت معي بالفعل والوحوش هل كانت حقيقية وتلك الاصوات؟؟ كانت تتسأل "لوري", ولكنها تمالكت نفسها, وقامت من مرقدها غسلت وجهها بالمياه الموجودة في الطبق على منضدة بجانب سريرها, ثم نشفت وجهها, وارتدت ردائها الاسود كالعادة ثم خرجت, لتفطر مع اخواتها بعدما اعتادت هذا منذ فترة, قليلة, لتجد الفتيات قد جلسن على المنضدة, ينتظرون الطعام, وقد ذهبت "لانا" لتحضر لهم الطعام, جلست "لوري" بجانب "ليندا" وهي لا تدري انها كانت معها البارحة ام كانت تتخيل كالعادة, ليقطع شكها همس "ليندا" لها وهي تقول " هل انتي بخير اليوم؟, هنا نظرت "لوري" الى "ليندا" في تعجب, فأبتسمت لها "ليندا", ثم ابتسمت "لوري" هي الاخرى, وقدعلمت انها كانت بالفعل معها ولم تكن تتخيل هذا على الاقل, بعدما اكلت "لوري" وساعدت اخواتها في اعمال المنزل, خرجت في حديقة المنزل تتنزه قليلا, وهي تفكر في كلام "ليندا" وما حدث لها, وانها يجب ان تتوقف, وبينما هي تسير في الحديقة, احست بهواء شديد, لتنظر فوقها, فتجد ان القصر يحلق في السماء, لتقفز قفزة وكأنها تريد ان تصعد اليه, فأبتسمت وقالت"كيف يمكنني ان اقفز اليه؟, انه يبعد الالاف الامتار عني, واذا بها تقفز مرة اخرى في بلاهة, لتجد نفسها انها قفزت قفزة عالية للغاية خارقة, جعلتها تصعد الى القصر, وتكون امامه بالفعل, تعجبت "لوري" ولكن ليس كثيرا, فما يحدث لها طوال الوقت عجيب, دخلت القصر, وكانت تسمع به اصوات مخيفة غير العادة, اصوات زائير وعواء, واصوات حشرجة, واصوات ضوضاء لحيوانات وطيور مختلفة, انه بارد ولكن كان هادئ لم اسمع به اصوات من قبل, ظلت "لوري" تمشي في طريقها الى الغرفة التي يعمل بها الفتى, لتحس بحرارة شديدة, فتنظر من النوافذ التي كانت على طول الممر, لتسمع صوت طائر ما اوصقر, لتنظر فتجد طائر عملاق يلتهب, والنيران تشتعل فيه بشدة, يقترب من نافذة القصر, فتفزع "لوري" وتهرع الى غرفة الفتى بسرعة, فتدخلها وتغلق عليها الباب, هنا تنظر امامها فتجد الفتى يقلب بعصا غليطة في ذلك القدر العملاق, وعندما يراها ينظر اليها بغضب, ثم بدورها تنظر اليه الاخرى في ترقب, فيتحول وجهه الغاضب الى ابتسامة خبيثة كما العادة, وقال لها في هدوء"هل احضرتي المسحوق؟؟مسحوق غبار النجوم؟؟, ظلت تنظر "لوري" للفتى في ترقب, ثم وضعت يدها على خصرها واخرجت السرة التي اخذتها من العراف, ثم اعطتها له في يده, وقالت اما نفعله هو صحيح؟؟, هل تظننا اننا بهذا التدمير وترويع الامنين نفعل الصواب؟؟, نظرت "لوري" للفتى بأنتظار اجابة ولكنه لم ينظر لها, بل وضع نفحة من المسحوق على القدر وظل يقلب, هنا شعرت "لوري" بالغضب الشديد وقالت لما لا ترد على, نظر الفتى الى "لوري" ثم ابتسم ولم يرد بحرف, هنا وقفت "لوري" امام الفتى وهو يقلب, وضمته بحنان وقالت" انا احبك للغاية, ارجوك حاول ان تفهمني, انني امر بظروف صعبة للغاية, فأنا لا استطيع الراحة ولا النوم, وانني اخاف بشدة اكثر من السابق, ارجوك ساعدني, ان اختي "ليندا" تقول لي ان هذا يدعى تأنيب الضمير, هنا وضع الفتى يده على وجه "لوري" برفق وقال" الم احذرك من "ليندا" هذه وقلت لكي انها ستحاول افساد مخطاطنا, هنا بكت "لوري" بعدما وضعت يدها على يد الفتى وقالت" ولكنها اختي وانا احبها واثق بها كثيرا, وهي لم تتدخل ابدا فيما افعل بل حاولت مساعدتي والتخفيف عني, رد الفتى" هراء, ستعرفين ان كلامي صحيح يوما ما, والان انظري الى القدر, وقولي لي رأيك فيما صنعت ...

قصر نيفرهول ( ما بعد النهاية) ...Where stories live. Discover now