الحلقة الرابعة والعشرون " الفيصل" .

63 4 2
                                    

الحلقة الرابعة والعشرون " الفيصل" .

وقفت "لوري" امام الفتى في مقت شديد وبغض, وقالت له "لماذا تفعل بي هكذا؟؟, لماذ تؤذني وتؤذي اخواتي؟؟, ما الذي فعلته لك "ليندا" كي تقضي عليها بهذه الطريقة؟؟, رد الفتى بكل ثقة وبمشاعر باردة لم يسبق ل"لوري" ان وجدت شخص ليس لديه قلب هكذا, وقال" انتي تعصيني كثيرا يا "ليليان", وقد وعدتيني بأن تفعلي لي كل شيء ارديه, لكنك لم تحفظي وعدك, وقد عرفتي بعض الاشياء التي لا يجب عليكي ان تعرفيها, فلن اخاطر بفقدانك وبنفس الوقت لن اخاطر بأن يضيع كل ما افعله هباء, انتي مفتاحي للخروج من هذا السجن الذي حبست فيه قرون طويلة, ولن اترككي ترحلين قبل ان اتحرر وارجع لمجدي القديم, واكمل خطتي القديمة التي لم تنجح, ولكن انتي بعقلك ضيق الافق, وعدم اتباعك اوامري, تجعليني رغم عني افعل هذا, انتي تعلمين كم احبك يا "ليليان", ثم نظر الفتى الى "لوري" وابتسم في خبث, هنا نظرت له "لوري" في انزعاج, وقالت "كم اكرهك!!, اتمنى لو استطيع التخلص منك, انت لم تؤذني فقط, بل تؤذي اخواتي رغم انك وعدتني انك لن تؤذي اي شخص يحبني", ضحك الفتى في شر وتمرد وقال " وهل للسحرة وعودّ !, رغم ذلك لم اؤذي اي احد منهم قبل عصيانك لي وتطاولك علي, وهروبك, وكما قلت لك من قبل ان تلك البائسة "ليندا" تحاول افساد مخططاتي وتتجسس عليكي دوما, وقد حذرتك, وكما قلت سابقاً, لن اغامر بأن اي شخص يعرف اي شيء ولو كان بسيطا عن ما افعله, ليس قبل ان اتحرر على الاقل, ثم اقترب الفتى من "لوري" بشدة ولمس وجهها برفق, وهي ترتعش من فرط الغضب والحزن, وقال "اتظنين انكي يمكنني التخلص مني؟, بهذه السهولة", ثم ضرب وجهها بنعومة وتركها ورحل, وهو يستطرد كلامه قائلا" انتي ضعيفة بدوني يا "ليليان", لا يمكنني فعل اي شيء, ولا اظن انكي مستعدة لان تتخلصي مني ولا تعرفي ذلك السر الذي لطالما سعيتي لمعرفته, ثم قهقه في دهاء وقال " الا تذكرين الستار المانع, الا تذكرين قاعدة القصر, هل كل هذا كان خيال؟, هل من حذرك كان مجرد وهم؟, ثم نظر لها في سخرية وقال " لا اظن ذلك", ثم حرك عصاه في القدر, ونفخ فيه من بعض المسحوق الابيض, وقال" كل هذا بلمسة سحرية بسيطة, وبعض التخطيط المتقن, لجعل حياتك بائسة, فتكونين لي للابد, ولا يمكنك المناص ابدا, ثم ضحك عاليا, وكأن صاعقة مدوية صدمت "لوري" مكانها, حتى بدأ عليها الدهشة الفاجعة, بدأت تدور وكأنها تهوي, غير مستوعبة ما يقوله ذلك الشرير العاتي, قالت وهي تمسك رأسها الذي كاد ينفجر من تلك المفاجأة الرهيبة " اذن انت وراء كل هذا, انت وراء اختفاء والدي, وجعل الجميع يكرهني, وجعلي ضعيفة مشوشة, لا اعرف ماذا افعل في حياتي حتى اصبحت احبس نفسي, لا اعرف الخطأ من الصواب, وليس هذا فقط بل جعلتني خادمتك افعل لك ما تريد وانا سعيدة, ظنا مني انني اخيرا حصلت على حبي, وسأتخلص من من اذوني, ثم اشارات "لوري" على الفتى في عصبية وقالت " ولكنك انت من فعل بي كل هكذا, انت وراء كل شيء في حياتي البائسة, انت من جعلها جحيما لا يمكنني الخروج منه, وانت من اخرجني منها لارى جحيما اكبر وافسد كل شيء جميل بها, نظر الفتى الى "لوري" نظرة تشفي وقال "كنت اعتقد انك ذكية يا "ليليان", لكنك غبية للغاية اكتشفتي الحقيقة متأخرة جدا, والان ماذا يمكنك فعله؟ ثم ضحك في تهكم وشماتة, ثم قال في غضب وجدية" لن ابرح ساكنا حتى احقق اهدافي, لن تنعمين بلحظة هدوء ولا سكينة ابدا,ثم نظر الفتى الى "لوري" في عنف و صرخ في عفوية قائلا" انتي ملكي, ملكي انتي نبؤتي ستكونين لي الى الابد سواء شئتي ام ابيتي", استشاط الدم في عروق "لوري" وهي لا تدري ما الذي تفعله مع كل هذا التهديد, وكل هذا العنف المبالغ فيه من قبل الفتى, ظلت تنظر حولها في حيرة, لا تعرف ما الذي تفعله, حتى لاحظت وعلى احد المناضد, بعض الاسلحة من سيوف وخناجر, وسكاكين, وادوات حادة ممن كانوا يستخدومه فرسان القصر قديما, ومع انشغال الفتى بتقليب القدر, اندفعت "لوري" كالبرق نحو المنضدة, وامسكت بخنجر معرج شديد الحدة, صعب ان يطعن به احد ولا يموت مع كل تلك التموجات فيه, ثم قالت "لوري" في نفسها " يجب ان انهي كل هذا الان, انها لحظة النهاية, انه الفيصل, يجب ان انهي ما فعلته, يجب ان يزول الشر, حتى ولو على حساب حياتي ولعنته لي, ثم نظرت الى يدها والشعار, فأمسكت به مقبض الخنجر, واحكمت امساكه, بينما الفتى يثرثر بكلام عنيف, لا يخلوا من التهديد بحياة "لوري" واخواتها وكل ما تعرفهم, اقتربت "لوري" من الفتى وهي تخبأ الخنجر وراء ظهرها وهي تمسكه بعنف شديد, وبغيظ, وتقول في نفسها" قل ما تشاء, فهذا لم يمنع نهايتك, ستفنى كما فني من قبلك, وسأموت معك بسبب اللعنة ولكن لايهم طالما سنتهي شرك عند هذه النقطة, وسينعم الجميع بالراحة, اقتربت "لوري" من ظهر الفتى كثيرا وهو منهمك في كلامه وعمله, وبكلتا يدايها امسكت الخنجر في قبضة قوية محكمة, ثم ضعته نصب عينها, وانهالت على الفتى تطعنه, وهي تضحك في جنون قائلة " لقد انتهيت منك ايها الفتى , لقد خلصت العالم من شرورك الى الابد",حتى فجأة حدث شيء لا يصدق, عندما غرست "لوري" الخنجر حتى مقبضه بعنف في ظهر الفتى, خرج الخنجر من مكانه ثم وقع على الارض, وتوهج الفتى بشدة, بلون ابيض يخطف الابصار, وهواء شديد وكأنه حاجز, اوقع "لوري" ارضا بجانب الخنجر, ليزداد توهج الفتى, ويزداد عنف الرياح حوله, ليلتف وينظر الى "لوري" في غضب شديد, وشعره منتصب عاليا, وعيناه بيضاء تماما, و لايخلوا وجهه من التجاعيد المخيفة, التى جعلت الزعر يقفز في قلب "لوري", ليقترب الفتى من "لوري" في غضب وهي تسمع صوت مفزع وكأن كائن من عالم اخر يتكلم, ولم تكن شفتا الفتى تتحرك, ويقول لها " ما الذي فعلتيه؟, هل جننتي؟؟" ثم يكرر " ما الذي فعلتيه؟؟", هل فقدتي صوابك ايتها البائسة؟؟, تراجعت "لوري" بظهرها وهي واقعة على الارض, لتصتدم بالخنجر, فتمسكه وتعتدل في جلستها, وتضع الخنجر ان مقلتا عينها وتقول في خوف شديد وترقب, " ابتعد عني, ابتعد عني, والا طعنتك مرة اخرى, والخنجر يرتجف بين يدايها, من شدة خوفها وذعرها لما تراه, ليمتص جسد الفتى كل تلك الطاقة مرة اخرى, والرياح والاصوات وكل شيء قد دمر المكان, يدخل فيه, ليعود الى حالته الطبيعية, وقد التئم جرحة وهو يضحك ويقول "كم انتي شقية ايتها الفأرة الصغيرة, ماذا تظنين؟؟, يمكنك الخلاص مني بهذه السهولة, قالت "لوري" مدهوشة" كيف؟؟, كيف؟؟, لماذا لازلت حيا؟؟ كيف حدث هذا؟؟, متى؟؟ من؟؟, اقترب الفتى من "لوري" وامسك اذنها في مداعبة, وقال "ستعاقبين عما فعلته صدقيني, لقد تجرأتي كثير, ظلت "لوري" تقول في صدمة "ككككـ... كيف لم تمت؟؟, كيف؟؟, ما الذي جرى؟؟, هنا ضحك الفتى واعتدل في وقفته قائلا في فخر " انا لا اموت, انا مؤبد, انا دائم طالما البشرية موجودة, انا لا انتهي الا مع نهاية اخر انسان, لقد حاول الكثيرون الخلاص مني لكنهم لم ينجحوا, ولن تكوني انتي الفلتة الذي سينجح في هذا, انا اسعي لفساد البشرية, انا مؤبد وانتم جميعا فانون هذا هو ميثاقي الاعلى, تراجعت "لوري" اكثر في جلستها وهي مرعوبة تقول" نعم, نعم انه انت بكل تأكيد, كيف شككت في هذا؟؟ وقد احببتك؟؟, لقد سمعت عنك الكثير,يقال انه يوسوس للانسان طول الوقت يجعله يفعل المعاصي والاخطاء, يجري في الانسان مجرى الدم و لايبرح الا ان يجعل الانسان في شقاء وتعاسة وتكون هذه سعادته الكبرى, مغرور يكثر من استخدام كلمة "انا" في جميع المواقف, يسعي لتدمير الجنس البشرى الذين هم سبب نفيه وخروجه من رحمة الله, ولكنه لم يعرف ابدا انه هو سبب ذلك وليس البشر, بسبب غروره وعيصانه هو من فعل بنفسه هذا, انه انت, انت الشيطان, عدو البشر الاول والاخير, وسبب وراء كل شر في هذا الكون, ضحك الفتى وقال "انتي حقا بائسة, لقد اكتشفتي هذا اخيرا بعدما استوليت على روحك, ثم اقترب الفتى من "لوري" ووضع يده على وجهها وقال" ولكن هل تظنين انكي تدركين الحقيقة كاملة؟؟", هنا دفعت "لوري" يد الفتى بعيدا ثم وقفت وقالت" لقد عرفت نقطة ضعفك الان, سأسعى دوما لتدميرك, لن اشعر بالراحة ابدا ولا بالاستقرار ابدا حتى تفنى انت, ستدمر ايها الملعون, ستدمر, وستكون نهايتك قريبة جدا, ولن تسعد بها,وبينما "لوري" تستمر بتهديتها للفتى حتى وجدت ان صفعة قوية تهوي على وجهها, لتجعل فمها ينزف دما, لتمسك خدها في قوة وتقول في سخرية " اهذا كل شيء يمكنك فعله؟؟, تضرب انثى ضعيفة, هل ستقتلني ايضا؟؟, هههه اقتلني,واستعبد غيري, ولكن صدقني سيأتي يوم ينقلب السحر على الساحر وستجد من يدمرك الى الابد, رد الفتى على "لوري" في عصبية وقال "كفى!!", هنا ابتسمت "لوري" في رضا, ثم عاد الى هدوءه ورزانته وقال" لن ادمرك ابدا يا عزيزتي "ليليان" بل سأسعى لشقاءك, سأسلبك اغلى ما تمتلكين, سأجعلك تتوسلين لي حتى اعفو عنكي, ولن افعل حتى تنصاعين لاوامري مرة اخرى, ضحكت "لوري" في بؤس وسخرية وقالت" انا" ستسلبني اغلى شيء, لقد اختارت الشخص الخاطيء, انت غبي للغاية, انا لا املك اي شيء غالي, حتى نفسي لن تهمني طالما سأتخلص منك مرة وللابد, هنا ابتسم الفتى في خبث وازال ستار من الحائط, وقال " ماذا عنهن؟", نظرت "لوري" الى الحائط لتجد صور اخواتها التى رسمتها للفتى بالطباشير من قبل لتصفهم له, هنا ازدادت عين "لوري" اتساعا وقالت " اخواتي, لن تجرؤ ابدا ان تمسهن",ضحك الفتى في خبث وقال " بل جرؤت وفعلت, انظري بنفسك", هنا اقترب الفتى من القدر و كبش بيده حفنة من بعض التراب الملون ورماها في القدر, لتتلون جميع ارجاء الغرفة بألوان غريبة, لتظهر سحابة بيضاء فوق القدر وكأنها شاشة عرض, ليظهر فيها الثلاث فتيات "لانا وليمون وليندا" يمسكون بعضهم في خوف وترقب وهن يجبن ارجاء القصر في هدوء وارتياب, ابتسم الفتى وقال ل"لوري" ما رأيك الان؟ انهن تحت رحمتي المطلقة, وفي قصري, وفي فخي, ولا يمكنك فعل اي شيء, استطيع ايذاءهم في اي وقت", نظرت "لوري" للفتي في تعجب وغرابة, وقالت " كيف؟, كيف اتوا الى هنا؟", ضحك الفتى في شماتة وقال" لقد تتبعوكي ايتها الغبية, لقد خافوا عليكي عندما اختفيتي فجأة, وهن لا يعلمن ابدا انهن ينساقن بأقدامهم الى فخي, وكنتي انتي سبب كل هذا بعدم اخبارهم, واختفاءك الغير مبرر, نظرت "لوري" الى الفتى وقال " لا انت مخادع, اخواتي في القرية, ابتسم الفتى وقال " هل انتي واثقة من كلامك؟؟" نظرت"لوري" للفتى وبعنف قالت " لن تجرؤ ان تفعل بهم اي شيء, لن انصاع لاوامرك ابدا, سأدمرك قبل ان تؤذيهم", واندفعت "لوري" نحو الفتى وهي تحاول الهجوم عليه وخنقة بيدها, حتى وبخفة بالغة وبرشاقة, امسك الفتى "لوري" من شعرها وجذبه بشدة, وقال بسخرية" الا تتعلمين ابدا, انا لا اموت", ثم ضحك وهو يجذب شعرها بقوة و"لوري" تصرخ في الم, ثم ازداد جذبه لشعرها, لتجد "لوري" انه بدأ يجرها على الارض من شعرها, وهي تحاول بيدها تخليص نفسها لكنها لا تقدر, وهي تصرخ في الم شديد, وخلصات شعرها تتقطع بين اصابع الفتى, ليخرج خارج الغرفة, وفي احد الزنازن المتهالكة القديمة, القاها بعنف, وقال "ستحبسين هنا حتى تتعلمي كيف تحترميني وتطيعينني كما اريد, ولن اعفو عنكي ابدا حتى تتعلمين كيف تكونين عبدة مطيعة", ثم اغلق قضبان الزنزانة عليها, لتقوم من مكانها بسرعة وتمسك في القضبان بعنف, وتهزها بشدة وتقول اخرجني من هنا, اخرجني ايها الشيطان البائس, اخرجني ايها الملعون, وضع الفتى يده على كتف "لوري" وفي سخرية قال " انتي تماما مثل "نشواز" لقد قتلها غرورها وضعفها, لقد ظنت انها يمكنها الفتك بي ولكن انا من فتكت بها, ثم ضحك الفتى ووقف امام الزانزانة يخرج من جيبه بعض المسحوق السحري ليرسم به خط امام القضبان الحديدية للزنزانة, حتى بدأت "لوري" تستوعب وتقول" اذن انت الفتى المذكور في الكتاب, اذن انت نفسه من دمر مملكة نيفرهول, وسبب مقتل "نشواز" ضحك الفتى وهو يخرج كتاب من حقيبته التى كانت معه مؤخرا وبدأت يقرأ بعض الكلامات غير المفهومة وقال " انتي غبية كالعادة, تستوعبين ببطء شديد, كيف لم تعلمي هذا منذ البداية ايتها الغبية, لا تلومي الا نفسك اذا", ثم ضحك الفتى واخرج قلم من حقيبته ومشى وهو يفتح نفس الكتاب ويهم بالرحيل, قائلا " والان حان وقت باقي الفتيات, وضحك في خبث, صرخت "لوري" واخذت تهز القضبان بعنف ولكن الفتى احكم غلقها وزدها بمواد سحرية تزيد من قوتها, هنا قالت "لوري", "لا توقف, توقف هنا, ان معركتك معي انا وليس اخواتي, عد الى هنا, عد ايها الشرير الاحمق, عد..." , ولكن الفتى قد رحل ورحل معه كل شيء, اخوات "لوري", بعض الاسرار, حرية "لوري" المسلوبة, وبعض الامال في الرحيل والخلاص, هنا بكت "لوري" لتنزل دموعها كخطين على وجهها, وهي تهز القضبان بخيبة وبضعف وقالت " اخواتي , اخواتي ..... انا السبب .... سامحنني " ....

الى الحلقة الخامسة والعشرون بعنوان " الصدمة" ...

قصر نيفرهول ( ما بعد النهاية) ...Where stories live. Discover now