الحلقة الحادية والعشرون "شعاع من الماضي".

63 3 6
                                    

الحلقة الحادية والعشرون "شعاع من الماضي".

استيقظت "لوري" نشيطة على غير العادة وهي تشعر براحة كبيرة, تفرد زراعيها يمينا ويسارا وتتثأب, بدا عليها السعادة والرضا ...

ولكنها فجأة تذكرت ما فعلته البارحة, شهقت بشدة من هول ما فعلت, لم تتخيل ابدا انها ستفعل هكذا, ثم تمالكت نفسها وشعرت بالذنب والندم...

لقد قال لي الفتى انني شريرة, هل هذا صحيح؟؟ وان لم يكن فلماذا تصرفت بلؤم وكنت سعيدة للغاية, ما الذي افعله؟, ثم امسكت "لوري" رأسها وهي غير مصدقة, ولكنها حاولت نسيان هذا, على الاقل لن يعرف احد انها الفاعلة, قامت "لوري" من فراشها واتجهت خارج الغرفة ...

وعلى غير العادة صحت "لوري" بالليل, فلم تكن الشمس قد اشرقت مثلما يحدث كل مرة عندما تهبط من القصر, لم يكن احد في البيت, الا شخص ما ينظر من النافذة, وكأنه يتأمل النجوم, كانت "لانا" تضع يديها على وجهها وتنظر الى السماء في حيرة ويبدو عليها الحزن ...

اقتربت "لوري" من "لانا" لترى ما بها, ولما هي ليست نائمة في ساعة متأخرة من الليل هكذا,احست "لانا" بأن شخص ما يتحرك وراءها , فألتفت وراءها لتجد "لوري" تقف في خجل, تسألت "لانا" لما صحت "لوري" في هذا الوقت المتأخر من الليل, اجابت "لوري" بأنها كانت ستسأل "لانا" نفس السؤال, رجعت "لانا" لتنظر من النافذة وقالت ان اشياء مريبة تحدث في هذه القرية, اختفاءات كثيرة, بيوت تطير في الهواء, فوضى عارمة, دمار .... ثم تنفست في حزن واكلمت كلامها قائلة ما الذي يحدث بالظبط؟, يقولون انها اشباح جأت من الماضي لتنتقم من اهل القرية, والبعض يقول انها مخلوقات فضائية, كل هذا هراء ....

وضعت "لوري" يدها على فمها واخذت تضحك في تشف, وقالت نعم بالتأكيد مخلوقات فضائية, ومن شدة ما عجبها هذا التحليل المدهش, ازالت يدها من على فمها واطلقت ضحكة حرة عالية, نظرت "لانا" ل"لوري" في غضب, وكادت تصيح فيها لولا انها تمالكت نفسها, وقالت بهدوء "اعلم انكي تكرهين اهل القرية اشد الكره لما فعلوه بكي, وبسبب معاملتهم السيئة لكي, ولكن هذا لا يبرر شماتك فيهم, وان الفوضى حلت على القرية بالكامل وليس شخص بعينه, ولا اظن ان هذا الدمار سيرحل دون ان يعم الخراب للجميع بما فيهم نحن ,كتمت "لوري" ضحكتها ونظرت ارضا وهي تشعر بالاحراج لما فعلته, ثم رجعت "لانا" لتنظر من النافذة وقالت لا اشعر بالاطمئنان, تركت "لوري" لانا" وهي تتحدث وذهبت لغرفتها, وهي تفكر فيما فعلت, تروح ذهابا وايابا, تجوب الغرفة, كيف اثر ذلك على القرية, حتى ان اخواتها بدؤا يحسون بذلك, كان التفكير يقتل "لوري", ولكن بغتة سمعت صوت ينادي في رأسها وهو يقول لقد حان الوقت, قالت "لوري" وقت ماذا؟!, سمعت الصوت مرة اخرى يقول اصعدي الي الان, لقد حان الوقت للمهمة التالية, قالت "لوري" في تذمر حسنا اتية, اردتدت "لوري" عبأتها السوداء, وفتحت نافذة الغرفة, وقفزت خارجها, وهي لاتدري ان احدهم قد فتح باب غرفتها قليلا, ونظر منها بينما هي تهم بالرحيل, نظرت "لوري" للاعلى فوجدت القصر يطير فوقها, لتجد نفسها فجأة وقد انتقلت بطريقة ما الى غرفة الفتى, وجدت الفتى وكان منهمك في عمل الاختراع, الذي لا تعرف "لوري" ما هو تماما, والذي استوعبت انه يحضر اشباح ما او يظهرهم, حيا الفتى "لوري" على غير العادة وهو يعمل في الاختراع, وقال لها "ليليان"لقد حان الوقت لاخر شيء احتاجه, قالت "لوري" اعلم ولكن ماهو بالضبط؟!, اذهبي الى قاعدة القصر وستجدين عراف هنا, او بالاحرى ماتبقى منه بعد موته, وستجدين انه يربط حول خصره حبل مرفق به سرة بها مسحوق سحري, اريد منكي ان تحضري هذا المسحوق, دهشت "لوري" وقالت في نفسها ماذا يقصد بقاعدة القصر, ايقصد المكان الذي كان عليه القصر قبل ان يطير في الهواء؟؟, وعراف ميت؟؟, وكيف مات؟؟, ولماذا يريد شيء من شخص قد مات اصلا؟؟, نظرت "لوري" للفتى في تعجب وهمت لتستفسر اكثر, ولكن ابتسم الفتى, هنا عرفت "لوري" ان الفتى لا يريد مزيد من الاسئلة فهمت "لوري" بالرحيل كي ينقلها الفتى, ولكنه قال في عجلة وكأنه تذكر شيء ما وقال "ليليان", اكملت "لوري" طريقها وكأنها لا تسمع شيء ولكن فجأة توقفت وتذكرت ان هذا الاسم هو اسمها الجديد, فنظرت للخلف, ليقول الفتى ل"لوري" " ان الفتاة "ليندا" تتلصص عليكي وتشك في امرك, ردت "لوري" اختي "ليندا" انها طيبة لا يمكنها ان تعرف سرنا, الفتى "احذري من تلك الطيبة قد تكون سبب فشل مخطاطنا, "لوري" اطمئن لن يحدث شيء لنا سنكون بخير تماما, الفتى "أمل ذلك, لكن توخي الحذر جيدا, قد تكون هذه نهايتنا, نظرت "لوري" للفتى وقالت اتمني ان يكون ما نفعله صحيحا, بدأت اشعر بالذنب, ثم ادارت وجهها وذهبت في طريقها, اغمضت "لوري" عينها وقد تم نقلها, لتشعر بأن جسدها يرتجف, وان الصقيع يحاوطها من كل مكان وتحس بالرياح الباردة, تفتح "لوري" عينها ببطء لتجد انها تقف في مكان ما والوان كثيرة كألوان قوس قزح تحيط دائرة وهمية حولها, وثمة حفرة مهولة الحجم, بجوارها, ليس هذا فقط, بل ان خلف دائرة قوس قزح, بنايا و منازل بل كل ما يحيط تلك الدائرة خراب عارم, وكأن قنبلة قوية شديدة الفاعلية ضرب هذا المكان فدمرته تدميرا, كان منظر فظيع, فلم تنظر "لوري", "ليليان" ركزي الان على المهمة, اتركي مشاعرك جانبا, هنا ظلت "لوري" تجول في المكان, وتجول ولم تجد اي شيء, وقد مر وقت طويل والغريب انه لا يزال المساء والكدرة تعم المكان, الا من تلك الانوار المضيئة, تعبت "لوري" بشدة والجو كان بارد بحق, فجلست على صخرة ترتاح قليلا, وضعت "لوري" يدها على وجهها في ملل, وظلت تركل بعض الحجارة تحت قدمها وهي لا تعرف ماذا تفعل؟!, فجأة لاحظت ان الحجارة ترتطم بشيء ما امامها فلا تروح حرة, تعجبت "لوري" وقامت من مكانها لتتفقد ذلك الشيء, شحب وجهها بشدة وفزعت وحاولت ان تصرخ ولكن وضعت يدها على فمها, كان ملقى على الارض جثتان جثة عرفت انها للعراف الذي تبحث عنه, فقد ارتدى عبأة سوداء بها نجوم بيضاء, وتلك القبعة مخروطية الشكل بنفس لون رداءه, وبجانبه رجل اخر يبدو مألوف للغاية,يرتدي ملابس مثل تلك التي يرتديها الفلاحون في القرية, لكن لم تكن ملامحهم واضحة ل"لوري" فقد كانوا عبارة عن مومياوات, وجوههم كانت مايقرب الى جماجم وبقايا جلد وشعر, وقد خرجت من اجسامهم بعض الديدان والحشرات, تقززت "لوري" لذلك المنظر المقرف, ولكنها قاومت وضعت يدها على فمها ثم انحنت لتأخذ تلك السرة المربوطة حول خصر الرجل, وعندما مسكتها لتأخذها وترفعها اليها, وجدت ان يد امسكت بذراعها, لتجد ان العراف قام من مرقده, واخذ ينظر لها في لوم وعتاب وقد اصبح على هيئته البشرية, واخذ يقول بصوت مخيف لايخلو من الخشونة والحشرجة "ارجوكي لاتفعلي...

هنا تراجعت "لوري" للخلف وهي تشعر برعب شديد, وكادت ان تصرخ, لولا ان كل شيء قد عاد الى موضعه, لتجد ان الجثة مازالت على الارض, وانها تمسك بسرة المسحوق في يدها, وكأن "لوري" لم تصدق نفسها حتى وجدت نفسها تجري مبتعدة عن تلك الجثتين المخيفتين, هي توقفت واخذت تلهث في تعب, بعد ذلك الجري الشديد, لتنظر من خلف ستار الالون, فتلمسه وتحاول العبور خلاله فلا تقدر, فكان يدفعها للداخل , لتلمح شيء مألوف, أليست هذه قريتي التي اراها على بعد كيلومترات قليلة من هنا, اني اميزها بشدة, ولكن لما لم ارى ذلك المكان الذي انا فيه الان من قبل؟!, وفجأة جاء الرد على "لوري" لتسمع صوت يقول لها "لانه محجوب, كان الصوت مألوف للغاية, انه صوت حنون, جميل, يرق له قلبها, لقد تذكرته, "امي اهذه انتي ؟؟, امي اانتي هنا؟؟, ثم صرخت "لوري" اااااااامي, اخذت تجول في نهم وشغف, تبحث يمينا ويسارا بلا وعي وكأنها جنت تماما, لتجد خيال وكأنه شبح يقف بعيدا, لتجري نحوه وهي تصرخ "اااامي, امي انا قادمة اليكي, امي لقد اشتقت اليكي كثيرا, فتسمع "لوري" صوت في رأسها يقول لها عودي الان عودي الان , فلا تطعه وتستمر في الركض نحو ذلك الظل في لهفة شديدة ويعيد الصوت كلماته ويقول "عودي اني أمرك بذلك" فلا تأبه, لتشعر "لوري" بألم قوي في يدها ,وهي تجري نحو ذلك الظل فتمسكها في الم وتصرخ"اااااه, لتقف "لوري" من شدة الالم وتضغط علي يدها بسرعة "اليد الموشومة, ليخرج منها ضوء ابيض باهر ويخرج من عينها ذلك الضوء ايضا,ويقف شعرها عاليا وكأنها تصعق بشدة, وتصرخ وهي لا تتحمل الالم, وهي تصرخ "امي ساعديني, ليختفي ذلك الخيال في الظلام, وكأن "لوري" كانت قنبلة من نور وانفجرت, لتصحوا "لوري" من نومها فتجد نفسها في غرفتها المظلمة, فتأخذ شهيقا عاليا وهي تمسك يدها التي تؤلمها ولكن ليس كالسابق, والعرق يتصبب من جبينها, وصدرها يعلو ويهبط, وكأنه كابوس مفزع للغاية صحت منه للتو, ويضرب باب غرفتها بغتة, لتفزع "لوري" بشدة وتنظر نحو الباب, وهي تقول "من؟, من هناك؟؟ فلا يأتي رد, فتعيد السؤال, لتسمع صوت اختها "ليندا" وهي تقول"لوري" هل انتي بخير؟؟, لقد سمعتك تصرخين, ماذا حدث؟؟ هل انتي على مايرام, فتشعر "لوري" ببعض الراحة وترد على "ليندا" بلى انا بخير, شكرا, فترد "ليندا" من خلف الباب وتقول هل يمكنني الدخول لاراكي, وهي تهم بالرحيل, لانها تعرف ان "لوري" سترفض بالتأكيد, ولكن حدث ما لم تكن تتوقع حيث ردت "لوري" وقالت نعم يمكنك الدخول, اتجهت "ليندا" نحو الباب وفتحته لتسير في غرفة "لوري" المظلمة وهي تجدها جالسة على السرير والغطاء حولها وهي مبللة ويبدو عليها الزعر, لتجلس "ليندا" بجانب "لوري" تعانقها في حب وتسألها ما الذي بها؟؟, ولماذا صرخت بقوة وهي تقول امي؟, هنا ارتاحت "لوري" وبدأت تحكي ل"ليندا" كل شيء مرت به, ولماذا صرخت؟؟ وماذا فعلت؟؟ وبماذا تشعر؟؟ ....

1- هل ستصارح "لوري" "ليندا" بكل شيء حقا ؟؟

2- هل ستعرض حياتها وسر الفتى للخطر رغم ان الفتى حذرها من "ليندا" من قبل؟

3- هل كان ذلك الظل هو ظل ام "لوري" فعلا اما كانت تتوهم ؟؟

4- ما سر ذلك العراف وكيف اتى الى قاعدة القصر وما هذا المسحوق الذي يحمله؟؟

5- ما الذي يفعله الفتى بالظبط في القصر وهل سيصنع وحوش فيه, ام سيكتفي فقط بالاشباح الذي يصنعها ؟؟

كل هذا واكثر في الحلقات الاخيرة من المسلسل ....

سيفتح عالم واسع وستكشف اسرار كثيرة لطالما انتظرناها ...

الان سيعرف كل واحد طريقه وبعض التفسيرات ستصبح واضحة ...

الى الحلقة الثانية والعشرون بعنوان " كراهية ونفور" ...

فأستمتعوا وتشوقوا للمزيد من الاحداث الساخنة ...

قصر نيفرهول ( ما بعد النهاية) ...Where stories live. Discover now