الحلقة الثامنة والعشرون "قوة خارقة" .

46 2 2
                                    

الحلقة الثامنة والعشرون "قوة خارقة" .

مشت الثلاث فتيات في طريق السجون الذي حبسن فيه من قبل, ومشوا فيه مرات عديدة, ولكن فجأة وجدوا نفسهم يمشون في احد طرقات القصر المغطاه بالسجاد الاحمر, وعلى جانبيه لوحات كثيرة زيتية كالتي كانت ترسم في القرون الوسطى, وكان للوحات طاقة غريبة تشعرهم بالخوف والزعر, ولكنهم تخطوا الطريق بثقة وثبات, ولكن اوقفتهم لوحة غريبة ليس لها اي تفسير, ولاتنم على اي تعبير, امامهم تمنعهم عن المضي قدما, هل هذا شرك اخر من الفتى يريد الايقاع بنا؟ ام هو لغز يجب ان نحله حتى نتمكن من الدخول؟, هنا تسألت "لانا", دققت "لانا" والفتيات في اللوحة,كانت عبارة عن أمراة كبيرة في السن تجلس امام مرآة وامامها ادوات تبرج تضع احمر شفاه, وتخرج من صندوق جواهر امامها الكثير من الاساور والخواتم وترتديها بشره,و ترتدي ثوب بنفسجي وطرحة بنفسجية شفافة, المرأة شمطاء عجوز شعرها ابيض تماما, بينما في خلفية الغرفة توجد فتاة ترتدي ثوب الزفاف الابيض, لديها شعر اسود منسدل, تمسك بيدها اداة حادة, الدولاب خلفها, والدنتيل يتدلى من يدها, وفي طريقها للهجوم على المرأة, ومكتوب تحت اللوحة بكلام غير مفهوم ورموز, لتنظر اليه الفتيات وكالعادة يتحول الكلام للغة مفهومة,وكأنه يسحر كعادة كل شيء بالقلعة, ليكتب "ترى اعيننا مانريد, ولكن ليس كل ما نريد يكون خير لنا", وقفت الفتيات حائرات, ما معنى هذا, وماذا عن هذه اللوحة؟؟, ركزت "لانا" قليلا, وسألت اخواتها, ماذا ترين؟؟, نظرت "ليندا" بشدة وقالت "ارى ان هذه الفتاة تريد ان تقتل تلك المرأة لتسرق مجوهراتها وتحضر بدالها الزفاف, ولكن ما يحيرني شكل تلك المرأة العجوز فوجهها يبدو مثل وجه الموتى وفمها مفتوح على اخره كأنها تصرخ, والفتاة ايضا يدها مرفوعة لاعلى بطريقة غير طبيعية وليست مهيئة لوضع الهجوم, هناك شيء غريب باللوحة, قالت "لانا" وماذا هو قرارك بشأن اللوحة؟, قالت "ليندا" الفتاة شريرة تحاول قتل العجوز هذا مااراه, نظرت "لانا" الى "ليمون" وقالت وماذا عنكي ايتها الشقراء ماذا تري؟, قالت "ليمون" وهي تضع يدها تحت ذقنها وتحكها كأنها تفكر بعبقرية, ارى ان السيدة هي عروس وقد سحرت لتكون بهذا الشكل ولكن اتعجب من شكلها المفزع وفمها المفتوح ومن شراتها في وضع احمر الشفاه وفي ارتداء المجوهرات وكأنها لا تصدق انها ستتزوج, والفتاة في الخلف تحاول قتلها ولكن ماسر الدولاب خلفها بهذه الطريقة, وماسر عدم ظهور ملامحها؟, وكأن احد امسك ممحاة وشطب على وجهها فلا تظهر منها اي شيء, هذا يحيرني, قالت "لانا" وما قرارك اذن؟, ردت "ليمون" ارى انها امرأة مسحورة مسكينة والساحرة الشريرة هي الفتاة وتحاول قتلها لتحتل مكانها, ظلت "لانا" تحملق في اللوحة والفتاتان تنظران اليها منتظرين رأيها هي الاخرى, لاحظت "لانا" نظرات الفتاتان عليها فقالت انا ارى شيء مختلف تماما, فإذا تذكرنا الكلام المكتوب اسفل اللوحة فأنه يقول "انه ليس كل ما تراه اعيننا خير لنا" واذا فكرنا قليلا, فمعنى هذا ان الذي نراه ليس حقيقيا, انا ارى ان السيدة العجوز هي ساحرة شريرة, او سيدة قد ماتت ورجعت على هذا الشكل بسبب منظرها المفزع, ولانها رجعت للحياة فلديها شره فيما تفعل, واظن انها قد كبلت هذه الفتاة بالخلف, لتحل محلها, وهذا واضح من يدها المرفوعة عاليا, فاذا كانت تريد ان تقتلها فما رفعت يدها عاليا هكذا فوق مستوى جسدها, وهذا يوضح ايضا موضع الدولاب الغريب فالفتاة مكبلة به, وقد عمد ان تخفي ملامح الفتاة حتى لا نعرف الحل فهي مربط الفرس لحل اللغز, والفتاة ترتدي الفستان الابيض هي حتما العروس, هنا نظرت "ليمون" ببلاهة وقالت من الممكن ان يكون هذا ايضا شيء لتضليلنا او لجعلنا نخطيء في الحكم على الصورة, ردت "لانا" لا غير معقول انا واثقة من اجابتي, ولكن عارضتها "ليندا" وقالت وما سر الاداة الحادة في يدها, هل كانت تريد ان تتبرج بالسكين؟!, ردت "لانا" انها ليست اداة حادة اذا امعنتي النظر, انها اداة كانت تستخدم لوضع الكحل على العين في العصور الوسطي, لم تقتنع الفتاتان رغم كل هذا, ولكن بصوت عال قالت "لانا" امام اللوحة "ان عيني ترى ان الفتاة هي عروس اسيرة وان تلك المرأة الشمطاء هي ساحرة اسرتها واحتلت مكانها", ارتجفت الفتاتان للرد السريع على اللوحة من قبل "لانا" وظنن انهن هالكات, ولكن اتضحت ملامح الفتاة وبالفعل كانت ملامح فتاة تبكي واتضح ما في يدها وكانت فرشاة من نوع قديم, واتضحت يدها فكانت مكبلة بالفعل في الدولاب, اما عن الشمطاء فنظرت للفتيات بغضب وفتحت فمها اكثر وصرخت بلا صوت, لتبتسم الفتاة ويفك اسرها وتهبط على الارض, وتحترق الصورة بالكامل ويظهر من خلفها الباب المؤدي لغرفة الفتى بالسجن, ويتحول الممر الاحمر, الى طريق السجن مرة اخرى كما رؤه من قبل, وضعت "لانا" يدها فوق الاخرى وقالت " يبدو انه كان فخ اخر من الفتى للايقاع بنا" ولكن تخلصنا منه, نظرت الفتاتان بخيبة الى "لانا" وقالتا انتي حللتي اللغز وليس نحن, ابتسمت "لانا" وهي تمسك خصر اختها بل انتن ايضا ساعدتني في حل اللغز, بسبب ملاحظتكم الدقيقة للوحة, كان الفتى يقلب في القدر, وهو يرى الفتيات يمزحن ويحاورن بعضهن على باب غرفته, هنا نادى ل"لوري" لتظر في القدر ,وقال لها ان اخواتك قادمات الان, اريدك جاهزة, ستكون نهايتهن عند هذا الحد, وضحك بلؤم, وقفت "لانا" تنظر للباب, وما ان دفعته حتى فتح امامها, تعجبت من سهولة فتحة, فقد كان عبارة عن احجية عندما فتحوه في السابق, دخلت "لانا" والفتاتان يعم الغرفة الظلام الجامح, حتى سمعن صوت تصفيق يأتي من بعيد, ثم صوت ضحك, لتنظر الفتيات يمينا ويسارا, فلا يرن اي شيء, ليضيء المكان بالكامل فجأة, ليرون الفتى وهو يقف في غرور ويصفق ويضحك, ويقول لهن مرحبا بكن ايتها البائسات !!, لقد اتيتن لرؤيتي مرة اخرى ولكن ليس هذا فقط,بل نجحتن, واجتازتن جميع اختباراتي, اليس كذلك يا "لانا"؟, ثم اخذ ينظر الى "لانا",نظرت "لانا" للفتى بغضب وقالت اين اختنا ؟؟, ولما ذكرت اسمي انا بالذات؟؟, لا يهم, الان اعطنا اختنا وسوف نتركك ونرحل هذا كل شيء, ضحك الفتى بسخرية وقال "هذا كل شيء بكل هذه السهولة, مرقت "لانا" الفتى بعيون صارمة وقالت "ماذا تريد؟", نظر الفتى بتحدي وقال " الم تلاحظي يا "لانا" ان جميع اخواتك بما فيهم "ليليان" تعرضن لتحدي خاص, وكل منهن رأى مخاوفه, اذن لما انتي ايضا لا ترين اي شيء, هل لديكي مخاوف مثلهن ام لا؟؟", نظرت "لانا" بجدية وقالت ما الذي ترمي اليه ايتها الفتى؟؟", قال وهو يضح يده في حقيبته ويخرج بعض المسحوق, هذا ما اريده, دعينا الان نرى مخاوفك ايتها الشقية البائسة, تظنين نفسك الاقوى وقائدة فريق المعتوهات, دعينا نرى ما الذي سيحدث اذا انهار قائد الفريق هل ستسطيع اخواتك المتابعة من دونك, ثم ضحك ونفخ ما في يده على "لانا", وقال "كل هذا كان مخطط له, كنتي انتي سلاحي الاخير, ولم اريكي مخاوفك حتى تأتي الي انتي واخواتك, وتخضعن لامرى مثلما فعلت "ليليان" اخواتك لا شيء من دونك ايتها المتحذلقة, ولكن هذه المرة لن تعشن لترين ما الذي سأفعل بكن" ثم ضحك وظل ينظر لهن, بينما شحب وجه "لانا" وتحولت عينها الى اللون الابيض كما حدث للفتاتان من قبل, لتنهار "لانا" وتقع على ركبتها, والتفت حولها اختاها, وهن مصدومات, فقد كانت خطة متقنة ماذا يفعلن الان بدون اختهم التي هي من تساعدهم في كل شيء, وتخرجهن من مأزقهن, ظل يبكين وينادين على "لانا" ولكن دون جدوى, والفتى ينظر لهن في سخرية, لايريد ان يفوت هذا المنظر الممتع, هنا وجدت "لانا" نفسها في المنزل, تجلس على احد الارائك تقرأ كتاب ما, فتجده ممتع فتبتسم, لتخرج الفتيات من غرفهن, لتجد "لانا" امامها تقف "ليندا", و "ليمون" و "لوري", فيقلن لها تبدين سعيدة يا "لانا", ردت "لانا" نعم, الكتاب ممتع للغاية, ردت الفتيات وماذا عنا نحن يا اختنا الكبيرة؟!, ردت "لانا" مالذي تقصدن؟, لتنظر اليهم فتجد على وجههم حزن شديد وكراهية, لترد "ليندا" وتقول الى متى ستبقين هكذا؟, فنظرت "لانا" في تعجب ثم استكملت "ليمون" الى متى ستكونين انتي الكبيرة ونحن فقط ننصاع لاوامرك؟, ثم ردت "لوري" الى متى ستتحكمين بنا هكذا ولا نعرف ان نأخذ قرراتنا بأنفسنا؟", ارتابت "لانا" بشدة وقالت " ما بكن ايتها الفتيات؟؟ماذا حدث لكن؟؟, ردت الفتيات بصوت واحد "لقد يأسنا منكي ومن قرارتك المستبدة يا "لانا", لسنا بحاجة اليكي بعد الان, نحن كبرن ولانريدك بيننا, نريد ان نكون احرار بدون شخص يتحكم فينا ويقودنا, اخرجي الان من حياتنا يا "لانا" وكفى استبدادا وتحكم", واخذن يشرن الى الباب في حزم, لتنظر "لانا" في حزن وتقول "هل تردن ان تتخلين عني بعدما كنت الام والاخت والاب وكل شيء في حياتكن؟؟" لم ترد الفتيات بل امسكن بيد "لانا" كلهن وفتحن باب المنزل ورموها خارجا, وقالوا في صوت واحد "اخرجي من حياتنا يا "لانا", نحن لسنا بحاجة اليكي, اتركينا وارحلي" ثم اغلقن الباب عليها, جلست "لانا" خلف الباب ووضعت يدها على ركبتيها وظلت تبكي في حزن شديد, هنا جلست "لانا" منهارة على الارض تنزل دموع من عينها في حزن شديد, وتتفوه بكلام غير مفهوم ثم تقول "انني بلا قيمة, لااحد يحتاجني, انا بلا فائدة, انا فقط اسبب الدمار والخراب", وقفت الفتاتان يبكين هن الاخريات لايعرفن ماذا يفعلن ل"لانا"؟, واستمر الفتى بالضحك عليهن وهن مكتوفات الايدي, نظرت "ليندا" للفتى في حزن والى "لانا" وقالت في حزم اتظن انك تستطيع النيل منا؟؟ انت تحلم!, سنحرر اختنا "لانا" كما فعلت وهي جزء مننا وليست قائدة ولا اي شيء, انما نحن كيان واحد, ثم صرخت في الفتى وقالت "لانا" انتي اختنا, افيقي الان, انتي لستي بلا قيمة, بل انتي جزء مننا, كيف يعيش الانسان بدون قلب, انتي قلب الفريق, ولن نتخلص من الفتى ومن شره الا بكي هيا افيقي يا "لانا", افيقي الان ثم وبيد ثابتة, امسكت "لانا" من يدها حتى اوقفتها, وامسكت بيدها , ومن الناحية الاخرى امسكتها "ليمون" وبثبات رهيب, قالت "ليمون" نحن فريق, ولن تستطيع ابدا التفريق بيننا ايها الشرير, وستساعيدنا يا "لانا" وسستخطين من خوفك هذا, الازلتي لا تفهمي, انتي نحن ونحن انتي كلنا نفس الشيء, نحن نحتاج اليكي بشدة, انتي من تنيري طريقنا, ولستي بلا فائدة, ولا تسببي الدمار بل بالعكس انتي من بنيتنا", واخذت الفتيات تتقدم نحو الفتى في حزم وفي شدة, ليفزع الفتى من اصرار الفتيات حتى في ضعف اختهم التي تحركهم, للتوقف "لانا" عن البكاء ويرجع لون عينها الى الطبيعي, وتقول في قوة "الان ايها الاحمق الضعيف, اين اختنا؟!, اننا جسد واحد ولن تستطيع النيل منا ايها الشيطان, استسلم الان والا لن ترى منا الا ما يخيفك", بدأ الفتى يتراجع في خزي وفي خوف والفتيات تتقدم نحوه في ثبات, حتى اقتربت منه الفتيات بشدة وكاد ان يقع, حتى فجأة اتى من السماء شيء بسرعة ووقف امام الفتى يتصدى لتقدم الفتيات نحوه, "لوري" اهذه انتي؟!, مالذي تفعلينه؟؟, لترى الفتيات "لوري" تقف امام الفتى تدافع عنه بجسدها, وتقل "لانا" لها هذا الكلام, ليقف الفتى في ثبات مرة اخرى ويقول "هل ظننتن انكن يمكنكن القضاء على بهذه السهولة, ان عزيزتي "ليليان", لاتزال معي ولن تدع اي مكروه يصيبني, ابتأسن ايتها الغبيات, فقط فزت بما اريد, انتن هالكات حتما", نظرت الفتيات الى "لوري" في حزن وشفقة وهن يقلن في صوت واحد "لوري" ارجوكي نحن اخواتك ما الذي تفعلينه؟؟, "لوري" افيقي مما انتي فيه ارجوكي", ضحك الفتى وقال "لن تسمعكن ايتها الفتيات البائسات, انها ملكي, "ليليان" اهجمي عليهم الان واقضي عليهم مرة والى الابد", لتطير "لوري" عاليا في الهواء وتفرك يدها معا بقوة لتكون بيدها طاقة لونها اسود وتهم بالضرب على الفتيات بهذه القوة السحرية والفتى واقف يتأمل الفتيات ونهايتهن المحتومة ويضحك في سخرية شديدة ويقول "حان الان وقت العرض, نهايتكن الان ايتها البائسات, وداعا" هااا ... هل هي النهاية حقا, هل سيدمرن الفتيات ؟؟...

تابعوا الحلقة التاسعة والعشرون ففيها الكثير من الاثارة وكشف الاسرار ...

الى اللقاء في الحلقة التالية بعنوان "اسرار الماضي" ...

قصر نيفرهول ( ما بعد النهاية) ...Where stories live. Discover now