41~《شفاء》

153 26 15
                                    

كان رافائيل يتأمل المنحوتات المنتشرة حوله في الغرفة ويتلمس بين الحين والآخر نوعية الحرير الذي يجلس عليه، كان ضوء الشمس يعبر النوافذ الطويلة بقوة نحو الداخل لينعكس لمعانه على الجدران البيضاء.

تيقظ مستديرا نحو الباب الذي فتح واستطاع سماع كلماتها مع أحد مرافقيها:

-نسق يوما أو اثنين أسبوعيا لتفقد الإعمار هناك، ولا تنس، لقاء مع الفلاحين عند بداية الموسم..

-أمرك، مولاتي.

أصبحت خطواتها سريعة فجأة عندما التقت عيناها برافائيل وهي تخطو داخل الغرفة والأبواب تغلق من خلفها والقلق يكتسي ملامحها:

-ولكن رافائيل! هل ما سمعته صحيح؟؟

وقف مرتبكا وقدم انحناءة بينما تنفخ الهواء من فمها بتذمر.

-في الواقع، نعم، لا مفر من ذلك.

-لماذا رافائيل؟ ما الحاجة إلى العودة هكذا فجأة؟

-كنت أنتظر حتى يشفى جسدي بالكامل.. تعرفين، إن أبي يقلق علي حد المرض.. لم أرد أن يراني بتلك الحال..

-كيف حال ساقك؟

حركها بحرية:

-بخير تماما.. إن الأطباء هنا ماهرون بشكل استثنائي..

بدا أنها لم تحصل على إجابته فنظر نحو النافذة مضيقا عينيه بعدها عاد بنظره إليها:

-إن أبي يتقدم في السن. لا أستطيع تركه.. يكفي أنني لم أره منذ أن غادرنا القرية للقتال، لا شك أنه خسر بعض الوزن، وأمي كذلك، لا تزال بحاجة للرعاية.

ابتلعت لعابها:

-ألن ينفع لو انتقلتم إلى هنا؟

ابتسم مقدرا مشاعرها ثم هز برأسه نفيا:

-لا أحب مغادرة قريتي..

تقوس حاجباها بعدها مشت نحو الأريكة وجلست ففعل المثل، كانت تضم يديها إلى حضنها وتنظر لهما كما تفعل عادة قبل أن تقول كلاما عميقا.

-رافائيل..

رفعت رأسها نحوه:

-ذلك المساء..

-لا تكملي. أنيسكا.

أصرت:

-لقد قلت أشياء سيئة وبالمقابل قمت أنت ب--

-أنيسكا!

اهتزت عيناها.

-كنت أنا المخطئ منذ البداية لأنني كنت غيورا، لم يكن أمامك خيار آخر سوى أن تفكري بتلك الطريقة آنذاك.. كان لدي خوف.. من أن يأتي يوم تنسين فيه وجودي بسبب روديون.. ولكن ذلك لم يكن صحيحا.

كلما تشتت أفكاري كنت أتذكر اليوم الذي أنقذتنا فيه.. لا أستطيع سوى أن أكون ممتنا لك طوال الوقت!

"الجانب الآخر من البحيرة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن