20~《خيال أسود وبقايا نور》

154 24 10
                                    


ظهرت ابتسامة شريرة على وجهه باستمتاع، ثم سألها:

-ما اسمك يا آنسة؟

-نيفان، نيفان ابنة "ألفيس".

وفي نفس اللحظة انقبض قلبه وسقطت الابتسامة عن وجهه.

هل يمكن أن يكون ذلك حقيقيا أم أنه مجرد مصادفة أم لعنة تلاحقه أينما ذهب لتعيده إلى ذلك اليوم.. يوم مشؤوم من أيام جهنم على الأرض!

حدقت في وجهه لبرهة حيث شرد بعيدا..

تراجعت خطوتين إلى الوراء ولا تزال السلة خلف ظهرها:

-إذا كنت لا تحتاج مساعدة في شيء ما.. ف..علي أن أعود..

كان ينظر في وجهها البسيط، لا تشبه إيفدوكيا رغم انتمائها إلى نفس اسم العائلة.. هل ثمة صلة قرابة؟

وكيف تتواجد عائلة "ألفيس" في أراضي الامبراطور بينما في السابق كانوا يعيشون في قرية على حدود العاصمة شمال السور؟

أراد أن يسألها لكنه سيبدو مريبا.. وكما لو نسي حقوقه كلها كونه الإمبراطور هنا !

-لا أحب تضييع وقت الآخرين.

ثم أشار بيده أمامه دليلا على السماح لها بالذهاب.

كان وقورا دائما في التصرف مع الغرباء، وقبل أن تلتفت انفرجت شفتاها للحظة ففهم ما أرادت قوله لذلك كان المبادر مع ملامح هندسية:

-لن أخبر أحدا بأي شيء، اعملي بجد وحسب.

أومأت له ثم انحنت وغادرت ركضا.

تضيقت عيناه وراءها ثم رفع يده بصرامة ليحضر مرافقه خلال ثوان:

-أوامرك، مولاي.

-تلك الصبية. أريد معلومات عنها، عائلتها، ووثائق تؤكد الفترة التي جاؤوا فيها للعمل هنا.

-مفهوم.

ثم استدار ليونيد لصعود العربة وقبل انطلاقها:

-أريد ما طلبته بأسرع وقت ممكن.

-بالتأكيد، مولاي.

●●●

قلعة الجبل الأبيض

غرفة التخطيط


كانت غرفة معتمة رغم أشعة الشمس التي ترش فتورها في ساعات العصر على كل شيء في الخارج، وعوضا عن نورها تمت إنارة الغرفة بمشعل ثلاثي الرؤوس وضع على المنضدة لتضفي على المكان شيئا من الخصوصية.

كانت الأوراق الصفراء مبعثرة أمام روديون وكان يحدق في خريطة تستعرض مجموعة الحصون والقلاع الشمالية التي استولى عليها جرجس مؤخرا.

كان يواظب على مواكبة ما يحدث، وينتظر الفرصة المواتية للتدخل.. وفي خضم ذلك، كان مستغربا من شيء..

"الجانب الآخر من البحيرة"Where stories live. Discover now