"الجانب الآخر من البحيرة"

9~《قلعة الجبل الأبيض》

عبرت أنيسكا وساندرا خيام الجنود وصولا إلى خيمة القائد حيث الاجتماع الحربي المقرر.

رفعت ساندرا القماش للدخول وألقت التحية وفعلت أنيسكا، كان القائد يقف بلباسه الحربي خلف طاولة مرتفعة امتدت عليها مخطوطات وإلى جانبه كوركيس العقل المخطط الماهر المساعد له، وبافلوس على الجانب الآخر يحك ذقنه مركزا في الخريطة.

-هل تأخرنا؟

-آريس هو الذي تأخر..

كانت تلك إجابة القائد ولكن في نفس اللحظة دخل الشاب الأشقر الخيمة من خلف الفتاتين:

-أعتذر على التأخير، أنهيت ترتيبات فرقتي للتو..

تقدم الجميع حول الطاولة عندما بدأ العنقاء حديثه:

-هذا الاجتماع عقد لمناقشة معركتنا القادمة.

ترك كلماته في الهواء لبرهة ثم تابع:

-وفقا لما وردني من العاصمة، سيشن ماكسيموس قائد قلعة الجبل الأبيض هجوما على مواقعنا مباشرة مستخدما ألفين من الجند.

فرد الخريطة وقرب المشعل:

-تقع هذه القلعة في منطقة مرتفعة في بداية سلسلة جبال الشرق، عدد الجنود فيها لا يتجاوز الألفين وأربعمئة..

ثم أشار بإصبعه إلى طريق ملتفة إلى أسفل الجبل:

-تقليلا للانحدار، هذا هو الطريق الذي سيعبرونه، مرورا بالطريق المرتفعة عن السهل، ثم عبورا إلى المنطقة الضيقة خلف الهضبة التي تحمل الغابة.

وهذه هي المشكلة!

حدق الجميع فيه عندما أكمل:

-على طول الطريق المؤدية للهضبة ستكون صفوفهم مكموشة بسبب ضيق المسافة وهذا في صالحنا، لكن الطريق خلف الهضبة تصبح أوسع قليلا ولا يسعنا التحكم في مسارهم، لذلك.. يجب أن نجعلهم يعبرون الغابة بدلا من ذلك!

كانت نظرات أنيسكا قلقة:

-كيف لقواتكم الصغيرة أن تردع ألفي جندي؟

-لا تقلقي. لأن هذه المعركة في صالحنا وأؤكد أننا لن ننتصر فقط، وإنما..

مشيرا للقلعة على الخريطة:

-أخطط للاستيلاء على القلعة أيضا.

تبادل الأطراف نظرات مشتعلة فأكمل:

-القائد كوركيس يشاركنا خطة جيدة، سننتصر دون أن نخسر أكثر من بضعة عشر مقاتل من جيشنا.. لأننا سنقاتل بالماء والنار.

●●●

غادر القلعة ألفان من الجند في اليوم التالي، وكما هو متوقع نزل الجيش المنحدر الجبلي بقيادة القائد ماكسيموس متبعا بذلك خطة المستشار الامبراطوري الذكي (ريموند).