34~《انتقام الأموات》

142 26 10
                                    


"صديقتي المخلصة، أنيسكا..

كنت أتساءل عما إذا كنت تتذكرين يوم تحدثنا معا عن كيف أن للكلمات المكتوبة قدرة على جعل بعض الأمور المستحيلة ممكنة، وكيف أن باستطاعتنا تحرير الأشياء الجميلة من الورق من خلال قراءة المكتوب فيه بإمعان..

ولكي أمنحك سببا لطرح هذه الذكرى هنا، سأصارحك بأنني قرأت رسالتك عشرات المرات لعلي أتجاوز حظي السيء في تفويت زيارتك إلى منزلي ورؤيتك تعبثين بأسراري فرحت أقرأها مرة بعد مرة أملا في إخراجك من الرسالة وجعلك حقيقة ولكن لم أتمكن سوى من ملاحظة كيف أن خطك قد تحسن بشكل أو بآخر..

أعتذر بشدة عن تأخري في إرسال القلادة إليك، قد أتمكن من مقابلتك في وقت ما لأوافيك بما هو جديد ولكن كلانا مشغول الآن، سعيد جدا لأجل انتصاراتك ولا أستطيع سوى أن أكرر كلمتي، من الجيد أن شخصا مثلك قد نجا من الموت.

صديقك المخلص، كوركيس."

مرر عينيه على الرسالة مرة أخيرة قبل أن يلفها بشكل متقن ثم يضعها في الكيس الجلدي الضيق الذي أسقط فيه القلادة ثم أحكم إغلاقه ومررها للشاب:

-هذه الرسالة قد تكون أغلى من أي شيء طلبت منك إيصاله، من فضلك كن حذرا وضع الأمانة بين عينيك.

-أي شيء تريده.. سيد كوركيس.

هز رأسه وابتسم برضى بينما يربت على كتف الشاب:

-انطلق، وبلغ أنيسكا تحياتي.

انطلق الشاب بحصانه تحت نظرات كوركيس المتقدة، ابتلع لعابه مع إدراك حقيقة جديدة: أنه يكذب على أنيسكا بإرساله قلادة مزيفة إليها..

استدار وعاد سيرا باتجاه منزله.

ولكن ما عساه يفعل؟ ليس في وسعه سوى أن يستجيب لحدسه في الوقت الحاضر، وأن يعمل على حماية صديقته من خطر محتمل.

●●●

العاصمة~





أنزل لايون الرسالة من أمام عينيه ولفها ببطء تحت نظرات روديون المتفحصة وتعتلي وجهه ملامح الحيرة.

-ها؟ ما قولك؟

زم لايون شفتيه للحظة ثم قال مع تنهيدة:

-إنك تطلب مني المستحيل، روديون..

مرت ثانيتان ليضيف مشيرا بيده للنافذة:

-كما ترى، إنني عاجز حتى عن تحصين منزلي، مراقب تماما من كل الجهات بسبب ولاء عائلتي القديم للامبراطور نيقولا.. إذا فعلت ما تطلبونه مني، فإني سأضع رقبة زوجتي وطفلتي تحت النصل بيدي، لست مستعدا لدفع ثمن كهذا أبدا..

"الجانب الآخر من البحيرة"Donde viven las historias. Descúbrelo ahora