28~《أجنحة العنقاء》

172 24 16
                                    

الحصن الشمالي الشرقي

فتحت ساندرا الباب بهدوء ورغم ذلك فإنه قد أحدث صريرا، اندفع ضوء المشاعل من الممر داخل الغرفة يقذف النور فوق بعض الأشياء باللون الأصفر.

كان آريس لا يزال راقدا في السرير صدره يرتفع وينخفض بحركة منتظمة تحت الغطاء، مشت بهدوء نحوه وسحبت كرسيا لتجلس قرب رأسه، جست حرارته التي بدأت تستقر، كان فقدان الدم يؤثر على حرارة جسده طوال الوقت في الأيام الأخيرة.

كانت تتألم حيال فقدانه لذراعه، وخلال علاجه سألته مرارا عن كيفية حدوث ذلك وكانت إجابته دائما بأنه لا يتذكر ما حدث!

لقد حملها وسار بها تحت الأرض لمدة طويلة، كانت تتذكر كيف أنه رغم إصاباته الخطيرة قد واصل حفر الجدار بسيفه ويده الوحيدة ليحصل على ممر نحو النفق الخارجي للنجاة.. وكانت بنصف وعيها تقريبا.

والآن، ولا فكرة لديها عن مكان أحد، أنيسكا وبافلوس وكوركيس و.. روديون..، كانت على وشك فقدان صوابها وكانت تعتمد على وجوده معها.

مدت يدها بارتجاف ملحوظ نحوه، كان شعره الأشقر يخفي جزءا من وجهه، أبعدت خصلاته وتأملت وجهه النائم بهدوء..

شعرت بعينيه تنفرجان ببطء فسحبت يدها بسرعة لكنه قد حرك رأسه نحوها كما لو كان يشعر بوجودها هنا.

-ساندرا؟

ارتبكت:

-أ..آريس، هل ما سمعته صحيح؟

اعتدل في فراشه يستمع إليها عاجزا عن إخفاء احمرار ظهر على أذنيه ووجهه.

عاتبته:

-أصحيح أنك ترفض تناول الطعام والدواء؟ هل تريد أن تشفى وأنت تتصرف هكذا؟

مسح جبينه بتوتر:

-لا رغبة لي بالفعل..

زمت شفتيها وخلال ثوان كان الباب يطرق بهدوء فنهضت وتناولت طبق الحساء من الخادمة وعادت نحوه:

-ستأكل، آريس.

جلست مكانها ورفعت كمية من الحساء بالملعقة مباشرة نحو فمه لكنه أبعد وجهه بارتباك:

-ح..حسنا سآكل بمفردي!

-توقف عن التهرب.. ستتركه جانبا كما تفعل دائما!، ثم إنك لم تعتد على تناول الطعام بيدك الأخرى بعد..

رمقها لبرهة ثم تنهد وفتح فمه لتدس الملعقة فيه بهدوء، شعر بوجهه يشتعل سخونة وكان ممتنا لكون الإضاءة خافتة في الغرفة بالشكل الذي يخفي ذلك.

-أنت أيضا لا تأكلين جيدا مؤخرا..

رفعت نظرها إليه بعد أن كانت تحرك الحساء فقال:

-تزدادين نحافة بشكل ملحوظ..

علقت أنظارها عليه بعد ذلك أشاحت بعيدا بحزن.

"الجانب الآخر من البحيرة"Where stories live. Discover now