31~《ندبة على الساعد》

167 22 26
                                    

مدت يدها بارتجاف وأخذتها ثم قامت بفتحها لتظهر الليرات الذهبية الخمس وبداية حروف الرسالة:

"عزيزتي أنيسكا..

أعرف أنك غاضبة، ولكن من فضلك، لا تمزقي هذه الرسالة..

لا أحاول أبدا إنكار ما فعلته أو تبريره، لقد كذبت عليك منذ اللحظة الأولى، أعمى الانتقام بصيرتي واعتقدت دائما أن باستطاعتي حماية نفسي وتحقيق أهدافي بتلك الطريقة فقط، غير أنه مع الوقت أدركت من خلال مراقبتك أنني كنت دائما على خطأ، كنت في كل مرة تشعرين فيها بالحاجة إلى قول شيء ما فإنك تقولينه بكل شجاعة وعلى عكسي دائما كان باستطاعتك النظر إلى قلوب الآخرين بغض النظر عمن يكونون وبغض النظر عن مصالحهم.

في الوقت الذي كنت أخطط فيه لسحق ليونيد باسم وجودك معي -دونما أي اهتمام لما قد يحل بك وإلى أي شخص قد يترك مصيرك- كنت أنت بالمقابل تبنين بيننا أشياء جميلة كنت قد نسيت كيف يشعر المرء تجاهها وكنت ذلك الشيء الجميل الذي أخرج الظلمة من قلبي شيئا فشيئا وللمرة الأولى فقط شعرت أنني أضيع وقتي عندما كان ثمة شخص مثلك برفقتي.

ورغم أن أحدا لم يعتقد أن باستطاعتك إكمال ما بدأته الملكة ماريا، ولكننا -أنا وأنت- تبارزنا كل مساء بالسيوف، لقد نظرت إلى عينيك واختبرت فيهما قوة روحك قبل ذراعيك، لقد آمنت بك ورأيت في وجهك النور ذاته الذي رآه الناس بعد مقتل زيوس.. وعرفت أن لا شيء يمنعك من بدء طريق جديدة سوى شيء واحد، وهو أنا.

أستطيع أن أخمن الطريقة التي تنظرين فيها إلى قضيتي، وكيف أنه من المثير للشفقة أن يهدر المرء عقدا كاملا من أجل ثأر، ولكنني أمتلك أسبابي، ليس لأحد سلطة علي ليقرر ما إذا كان شعوري بالخزي والخيبة يستحق أن أفني عشر سنوات من عمري في سبيل غسله عن قلبي أم لا، إنها قضيتي وحدي وأنا عالق في أشواكها ولست أبالي بأي معاناة تلحقها بي ولكنني في نفس الوقت لا رغبة لدي في دفنك معي هنا، أعرف تماما نواياك النقية وأنك تأملين في إصلاح روحي ولكن لديك قضية بدورك، قضية أهم بكثير من خاصتي وثأر أكبر منه بكثير، لا تسمحي لغياب ذكرياتك في أن تنسيك الدماء التي أهدرت في عهد ماريا في سبيل تحقيق العدالة والحكم القويم للبلاد، معاناة نيقولا في السجن والعذاب لسنوات وجهوده الكثيرة التي بذلها في سبيل إعادة إحياء النظام الجديد الذي جاء ليونيد لهدمه وإعادته إلى أصله، وما دمت أنا معك فلن تتحركي ولن تفكري في تغيير شيء، لذلك أريدك أن تسامحيني على الطريقة السيئة التي أنهيت فيها الأمور، بالطبع لم أنظر إليك يوما على أنك عبدة أو سبية، أو أنني لم أنظر إليك يوما بشكل جدي بل على العكس، كما ذكرت سابقا، لقد كنت أجمل شيء لم يحدث لي مثله منذ وقت طويل، وما كنت لأترك قلب فتاة مثلك لرجل آخر مهما حدث، لكن الأمر وما فيه أنني لم يعد في مقدوري العيش بشكل طبيعي، سوف أسبب لك مزيدا من المعاناة معي ولا أرغب أبدا في إخماد شعلتك.



"الجانب الآخر من البحيرة"Where stories live. Discover now