30~《كبرياء》

164 25 9
                                    

فصل من 5300 كلمة رغم الزكام والصعاب👌😷

اهتزت العربة بقوة انتشلت أنيسكا من شرودها، كان سقف العربة مغطى بالجلد حيث أصدرت الأمطار المتساقطة فوقه ضجيجا عشوائيا..

التقت عيناها للحظة بعيني رافائيل الجالس قبالتها ثم سحبت نظرها للخارج مجددا، تبادل رافائيل نظرات مع أرسني الجالس بجوار أنيسكا.. لم يكونا يعرفان شيئا عن الشخص الذي هم في صدد زيارة منزله ولا سبب صمت أنيسكا طوال الوقت..

بالنسبة لها، كانت تحاول أن تحضر بعض الكلمات للحديث معه، ربما بالشكل الذي لا يثير ذكريات ذلك اليوم في داخل كليهما.. أو بالطريقة التي تحافظ فيها على ماء وجهها، حسنا، لقد كان كوركيس جزءا من الكذبة والاستغلال الذي تعرضت له، ولكنها كانت تعرف أيضا أنه كان محكوما بروديون ولن يغير شيء حقيقة كونه الشخص الذي عاملها بألطف ما يمكن، وكانت تحترمه فوق كل شيء.

في مكان معين نادت على الرجل الذي يقود العربة:

-أوقف العربة هنا من فضلك..

توقفت أمام ذلك البيت الذي جاؤوا إليه يوم تفاهم كوركيس مع شقيقه، كانت لا تزال تتذكره جيدا، بابه الخشبي الكبير المقنطر من فوق وجداره المبني من الحجر الفاتح..

رفعت يدها بتردد لكنها لم تجرؤ بعد على طرق الباب حتى شجعها رافائيل بالتربيت على كتفها.

طرقت الباب ثلاثة مرات، وشعرت لوهلة أن طرقاتها لم تكن مسموعة بسبب ضجيج المطر، لذلك طرقت من جديد بقوة أكبر وعندها -ولا تدري لماذا- جاء صوت امرأة من الداخل:

-قادمة!!

فتح الباب وظهرت من خلفه، امرأة تبدو في نهاية الثلاثين ظهر عند قدميها صبي وفتاة صغيران يبدوان في الثامنة تقريبا..

انفتح فم أنيسكا لكنها لم تتحدث وبالمقابل نظرت المرأة إلى الرجلين اللذين جاءا معها وإلى السيوف المعلقة إلى خصرهما فعبست بشكل ملحوظ حتى سألت أنيسكا:

-المعذرة، نحن نبحث عن رجل اسمه "كوركيس"، أعتقد أنه من المفترض أن يسكن في هذا المنزل..

ظهر التردد على وجهها لكن الصبي الصغير رفع رأسه وتحدث:

-أمي، إنها تسأل عن المعلم "كوركيس"!!

ابتسمت المرأة بمعنى: "أعرف ذلك" ثم قالت لأنيسكا:

-لا بد أنك لا تعرفين، المعلم "كوركيس" قد استبدل منزله بواحد أكبر، إنه في نهاية هذه الطريق هناك، منزل بسقف قرميدي داكن..

عبست أنيسكا مع كلمة "المعلم" لذلك سألت:

-هل يعمل كوركيس معلما؟

اندفع الطفل:

-إنه يعلم أطفال المدينة في بيته! وأنا أدرس معه وقال إنني ذكي!

"الجانب الآخر من البحيرة"Where stories live. Discover now