8~《شعور بالوحدة》

149 27 9
                                    


"صديقتان"


-تششش.. مؤلم!!
-آسفة، ربما شددته أكثر من اللازم قليلا..

رتبت ساندرا موادها العشبية وضماداتها في الحقيبة القماشية بينما ارتدت أنيسكا ملابسها وخرجتا معا إلى حيث يجلس الجميع ويحتسون الشاي.
سقطت أنظار الجميع على أنيسكا وهي تدخل.

سأل كوركيس:
-كيف حال جروحها..ساندرا؟
-اهه، لا، اطمئنوا، الجرح عميق قليلا لكنه ليس خطيرا، يجب أن نغير الضماد يوميا وحسب.

صبت ساندرا كوبين من الشاي وقدمت واحدا لأنيسكا التي كانت تجول المكان ببصرها متعجبة:

-منذ متى بنيتم هذا المكان؟ لا أصدق أننا تحت الأرض!

أجاب كوركيس:
-بنينا أماكن كثيرة مشابهة منذ عدة سنوات.. إنه مجرد خطة الاحتياطية، فآغنيس كما توقع الزعيم لم تفوت الفرصة في تتبعنا أثناء تواصلنا معها لإعطائنا المعلومات..

في الخارج، كانت الشمس قد غربت منذ ساعات قليلة، وقد لجأ الجميع ومن بينهم الكاهن إلى أحد منازل الزعيم التي شيدها بمهارة تحت الأرض في إحدى الكهوف الواقعة خلف الجبال الشرقية.

كان اختيار المكان حكيما، فهي منطقة هدنة مؤقتة بين الامبراطورية والهنود، لا يقربها عسكر الامبراطور تجنبا لاشتعال الحرب قرب الحدود.

تحدث الزعيم:
-لم يعد ثمة حاجة لاختبائنا في أماكن كهذه، لقد أصبحنا أعداء بشكل مباشر لليونيد.

اشتعلت حماسة بافلوس وصاح بصوته المتحشرج:
-لا بأس!! لقد كنت أتلهف للحظة كهذه!! هه!! سأذيقهم ضربات سيفي الحقيقية!! لم يروا شيئا بعد فمعركة اليوم كانت جولة صغيرة لشحذ السيف والإحماء!!!

كان صوته يحدث ضجيجا في المكان،

رمقته أنيسكا، يبدو أن الجميع معتاد على غرابته، فهو لا يرتدي سوى قميصا قماشيا أسود مقطوع الأكمام ومفتوح على جلده الأسمر كاشفا عن عضلات منتفخة على صدر مرتفع وذراعين مفتولتين، مجرد النظر في عينيه يشعر المرء بالخوف، كانت له ضخامة غير معقولة وندبات على الوجه والكتفين.
خمنت أنه رمح الزعيم الهجومي رقم1.

سألته بإعجاب:
-سيد بافلوس! هل صحيح أنك واجهت المئة جندي اليوم لوحدك؟

كشف عن أسنانه بابتسامة شرسة:
-بالتأكيد!! سيدتي!! لكن لا تعيري ذلك اهتماما فأنا لم أكن جادا..
ثم ضيق عينيه:
-لم أستخدم قوتي كاملة!

قالت ساندرا بملل:
-بافلوس كفاك غرورا لليوم..
احتد:
-هااا؟ لا بد من قول الحقيقة لإعطاء انطباع جيد! أليس كذلك يا صديقي؟

"الجانب الآخر من البحيرة"Where stories live. Discover now