14~《غيرة غير مبررة》

134 26 8
                                    



أزاح كوركيس حزمة من أوراق الشجرة أمام وجهه ليتبين الموقف بوضوح ، كانت قوات فیلو قد باشرت عبور الخندق إلى داخل القلعة بعد أن حطموا بابها بأعجوبة..

كان مع بعض جنوده متخفين على الأشجار العالية بحذر وكأن على رؤوسهم الطير والبعض منهم خلف الصخور ، وكما توقع تماما فإن فيلو قد ترك بعض قواته في الخارج لمحاصرة القلعة.

ربط الجنود خيولهم في الداخل، كانت الأجواء هادئة تماما وبدت لهم القلعة فارغة بالفعل..

عندما رفع أحد الجنود غطاء البئر وألقى بالدلو ليسقي الخيول صاح باستغراب:

-هذه البئر جافة تماما..

جاء صوت من أماكن أخرى في الفناء:

-والآبار الخلفية مملوءة بالرمال!

عبر القائد فيلو بوابة القلعة الخارجية نحو الداخل وتقدم بيدين متشابكتين خلف ظهره.

داخل جدار القلعة كانت ساندرا تضغط على أسنانها بينما تعد سهمها بعناية محاولة ألا تصدر أي صوت، أي حركة تقدم عليها ستكون إشارة لبدء التحرك وفق خطة كوركيس..

ويستحسن أن تكون بداية المعركة مع مقتل فيلو.

حدقت في الرجل الذي يقتاد نفسه داخل الفناء، حدقتاها الخضراوتان تتضيقان بحذر:

"تحرك بسرعة أكبر أيها الخلد اللعين.."

قال بينما يتفقد البئر مع ابتسامة خبيثة:

-هذا لا عجب فيه، لن يترك لنا عدونا فردوسا خلفه ويهرب..

ابتسمت:

"صحيح.."

ومباشرة أرسلت سهمها من خلال الثقوب التي أحدثوها في الجدار ليخترق ظهر الرجل خارجا من صدره وبحركة واحدة موحدة اتجهت أنظار الجنود الفزعة إلى المجال الذي انطلق منه السهم..

-فوق البوابة! فتشوا المكان كله!

لكن فرق الرماية خرجت من مخابئها على السطوح وداخل الأبراج والبناء الرئيسي وانهالت عليهم السهام من كل جانب وتمت محاصرتهم من الأعلى لتعم الفوضى في الداخل..

-لقد قتل القائد! انسحبوا للخارج!

ولكن عندما هم الجيش للانسحاب من القلعة تلقت براميل الزيت التي في الخندق وابلا من الرماح المشتعلة لترتفع النيران لأمتار وتحرق الجسور التي وضعوها.

وفي مشهد خيالي ظهرت ساندرا فوق سور القلعة وشعرها يتطاير مع اتجاه الريح، صاحت على الجنود الذين قد تمت تفرقتهم ومحاصرتهم فاردة ذراعيها وقد بدا شكلها جنونيا فوق ألسنة اللهب:

-نرحب بكم في أرض العنقاء! نعتذر لهذا الاستقبال السيء!

-اقتلوها!

"الجانب الآخر من البحيرة"Where stories live. Discover now