40~《عناق غير مخطط له》

181 25 16
                                    

العاصمة القديمة~قصر الامبراطور زيوس الأول

كانت الأتربة تتطاير في الجو بثقل إثر الحرائق والدمار الذي ألحق بأماكن مختلفة من المكان، بينما تتصاعد أصوات الرجال الذين هم من سكان المنطقة المحليين يحاولون اختراق صفوف العسكر الذين يحاوطون المكان..

كانوا، وعدد كبير من النساء والأطفال وجميع أولئك الذين غادروا منازلهم لإشباع فضولهم حول الأشخاص الذين شاع أنهم صارعوا شيطانا في قصر زيوس، وأن قوة العنقاء الأسطورية قد تحررت في جسد ابنة وريثتها ماريا خلال ذلك..

وبينما يصيح بعض رجال الحرس بأوامر التراجع للخلف كانت ظلالهم قد ظهرت بين ثنيات الضباب ليعم الصمت الثقيل الأجواء..

رؤوس تتقافز تحاول استراق نظرة أو اثنتين وهمسات خفيفة هنا وهناك حتى برزوا لهم بشكل واضح فتتعالى صيحات الفرح والترحيب.

كانوا بالنسبة لهم أبطالا أنقذوا البلاد من ساحر مشعوذ ذي أطماع خبيثة ووحش مدمر كان ليحول المكان إلى حفرة من الدمار كمقبرة جماعية لهم جميعا.

تطايرت الزهور في الجو وتعالى التصفيق.

ووسط كل ذلك..

فإن أحدا من أولئك الأبطال لم يكن مبتهجا..

بالذهاب إلى أنيسكا التي يهتفون باسمها، كانت مطأطئة الرأس، أبصارها شاخصة على الأرض وقد علق في عينيها وشعرها شيء من الاحمرار..

بافلوس محطم تماما.. ونصف شعره يخفي وجهه.. وبين ذراعيه اللتين امتلأتا بالجروح.. كان يحمل جثمان كوركيس.

ولكن، أكثرهم تعاسة كان روديون، الذي ظهر في اللحظات الأخيرة حاملا جثة برياموس الذي مات في النهاية مع تدفق الدماء من فخذه ليعثر على رفاقه متحلقين حول جثة كوركيس، حيث لم يكن للأمور أن تسوء أكثر.

أنيسكا كانت تنظر إلى الناس الذين يصفقون بحرارة ويبتسمون لها..

الأطفال الذين ينظرون إليها بإعجاب..

والنسوة اللاتي ينثرن الزهور..

لماذا هم سعيدون إلى هذا الحد؟

كان قلبها يرتجف.

إن أحدا منهم لم يعرف من هو كوركيس الذي فقدوه للتو..

كانت تفكر..

كيف عليها أن تواجه أناتولي والآخرين.. وأيضا.. سونيا التي تحدث عنها كوركس؟

الأطفال الذين يعلمهم.. كيف سيشعرون..

ترى هل سيصدقون أنه مات بالفعل؟

لأنه لو أرادت التحدث عن نفسها..

فإنها لا تصدق، أو لن ترغب حتى في التصديق..

كوركيس.. كوركيس صديقها..

لقد كان حيا.. كان حقيقيا..

بالأمس تبادلت معه الرسائل!

"الجانب الآخر من البحيرة"Where stories live. Discover now