26~《انظري في عيني》

240 27 14
                                    




"يعيش مبراطورنا العظيم (ليونيد)"


جاءت التحية بصوت موحد من كل شخص جثى على الأرض في القاعة، وبعكس أولئك الذين وضعوا أبصارهم في الأرض كانت أنظار نيفان المهتزة بخوف مثبتة على الرجل الذي استأثر بالكرسي الكبير، بشكل أو بآخر بدا مظلما بعكس كل مرة رأته فيها.

كان هذا الشخص يختلف كليا عن "أياكس".. وكانت الهالة الشيطانية تنبعث منه وترسل آثارها القابضة للتنفس على كل من تواجد في المكان.. إنه، الامبراطور.. وجها لوجه!

باختصار، لقد تم خداعها ووضعها أمام أكبر مخاوفها، الامبراطور الفاحش، كذبة فظيعة نتج عن إدراك حقيقتها تسارع خارج عن السيطرة في نبضات القلب، تعرق وارتجاف في اليدين، وملزمة تضغط على الصدر والبطن.

استبد بها الخوف رغم أنها لا تزال ترفض التصديق، وفي خضم هذه المشاعر كلها، وبينما كان كل ما تتمناه الآن هو الركض إلى المنزل والبكاء في حضن والدتها، كانت آغنيس قد بدأت تهمس بشماتة:

-يحب مولانا بين الحين والآخر أن يحصل على ما يرضي ذوقه من الجواري، لديه الكثير منهن بالفعل، لذلك لو كنت مكانك لتوقفت عن التفكير والتصرف كما لو كنت مميزة.

ارتجفت أجفانها وشعرت بقلبها الذي يتهشم كلما أرسلت نظرها نحوه.

-أريد العودة إلى البيت (همست).

طالعتها آغنيس بنظرة ثم ابتسمت وسحبت شعرها خلف أذنها:

-لقد قطعنا تلك المسافة بالفعل، لم لا نستمتع بالمشاهدة؟

من البقعة المظلمة التي يجلس فيها، كان قد أرسل إيماءة للقاضي كي يبدأ كلامه انطلاقا من السجلات بين يديه:

-باسم الامبراطورية وامبراطورنا العظيم، تعقد هذه المحاكمة بناء على طلب من جلالته، للتناقش في أمر أحد وزرائنا مع اثنين وثلاثين من رجالنا الحكوميين الذين أوكلنا إليهم مهمة الإشراف على عمليات جمع الضرائب والعائدات من مختلف الأراضي داخل العاصمة وخارجها.

كانت كلمات القاضي ترن في القاعة بينما يصرح بأسمائهم وفضائحهم المختلفة، كان لا مجال للشك فيما يقوله والدلائل والشهود كلها حاضرة، لذلك تحدث موجها كلامه للامبراطور:

-وبناء على كتاب القوانين الذي سارت به مختلف المحاكمات منذ قرون حيث وضع، أطلب من مولانا الإذن في تلاوة الحكم الذي قد صدر بحقهم كما صدر بحق كل طماع خائن قبلهم.

أومأ ليونيد بهدوء وعلى وجهه ابتسامة مسلية تخفي وراءها رغبة دفينة.

تحدث القاضي:

-يعاقب الوزير (فيليب) بالموت شنقا، ويعاقب المرتشون الذين تلوت أسماءهم آنفا بالجلد مئة جلدة وعشرة سنوات من السجن والعمل الشاق، وتصادر جميع ثرواته وثرواتهم بما يشمل الأراضي والبيوت والأموال والعبيد وتعاد إلى خزينة الدولة.

"الجانب الآخر من البحيرة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن