39~《توءم》

163 27 6
                                    

-ماكس..

كان سيف أرسني معلقا إلى خصره حيث استله ببطء تحت أنظار ماكس الذي استدار للخلف ليقابله.

كان روديون يحلل الوضع بسرعة، يرتدي ماكس عباءة فضفاضة لا شك في كونها تخفي مجموعة أسلحة تحتها، القلادة معلقة إلى صخرة أمامه..

استذكر الهدف..

جرح على جسد ماكس، الحذر مما هو مسموم، إحضار القلادة إلى كوركيس..

عبس بتذكر الخنجر في ظهر كوركيس لكن ماكس قاطع أفكاره:

-أعتقد أنني أعرفك..

/مضيقا عينيه/

-كيف لا، تقابلنا مرتين على الأغلب..

كان وجه روديون باردا كصفيحة معدن.

تهيأ لوضعية قتالية:

-سوف أقتلك.

لم يكن يبدو على ماكس أنه ينوي اتخاذ خطوة هجوم بل اكتفى بإظهار نبرة مشفقة:

-لست ألومك.. لو كانت تلك الحسناء زوجتي لقطعتني ألف قطعة، ولكن هذا لا يعني أن الحياة توقفت.. تزوج بامرأة أخرى وحسب--

صرخ مع هجومه:

-اخرسس!!!!

كانت الدماء تنبض على جانبي رأسه وعيناه تقدحان الشرر بقوة وهو يركض نحوه قبل أن يرفع ماكس والابتسامة على وجهه.. ثلاثة أصابع طقطق بها..

وكان نتيجة ذلك أن غشيت أبصار روديون على لون أبيض ساطع..

نور غشي المكان من حوله كان كفيلا بأن يأخذ بصره بسبب قوته..

توقف روديون مكانه مغمضا عينيه بقوة وقد اختفت الموجودات من حوله.. ماكس، الشرفة، القلادة، أصوات زئير المارد وكل شيء..

دوامة من الفراغ غرق فيها وسط ذلك النور الذي بدأ يخفت ببطء بعد ثوان وبالشكل الذي سمح لروديون أن يفتح عينيه أخيرا..

بينما تتباعد أجفانه بحذر، كانت أصوات النهر تخترق أذنيه وتعبر نحو ذهنه بصفاء عذب.

لتنعكس على بنيتيه صورة الموجودات التي ظهرت حوله.

.

.

وجد نفسه واقفا وسط مساحة كبيرة خضراء تأتيه الرياح العليلة من عدة اتجاهات وتأخذ شعره البني بعيدا عن وجهه.

كان غارقا في حالة غريبة من الارتياح إلى الحد الذي أفقده تركيزه حيث استدار ببطء للخلف ليقابل مجرى النهر..

هناك حيث وجدها.

كانت إيفدوكيا تقف على الجانب الآخر من النهر تحاول الوصول إلى أقرب صخرة تقفز عليها لتصل إلى الجانب الآخر..

دق قلبه مرتين متتاليتين بقوة.

عميقا جدا في أعمق نقطة من عقله الباطن، كان ثمة إنذار خطر يلكزه من الداخل..

"الجانب الآخر من البحيرة"Onde as histórias ganham vida. Descobre agora