15~《بالطبع لن أفعل》

140 28 9
                                    

الحصن الشمالي الشرقي~



عندما انتهت الوليمة، تمت مرافقة أنيسكا إلى غرفة نوم واسعة تقع في الجناح الخلفي المخصص للضيوف، بينما روديون كان قد غادر لتلبية رغبة جرجس في خوض مبارزة ودية خارجا في الهواء الطلق وذلك بعد أن ألقى وابلا من التعليمات على أنيسكا في تجنب أي مشروبات أو أطعمة وعدم البوح بأي سر يخص الجيش لأي أحد..

استل الاثنان سيفيهما وبدآ المبارزة، بالنسبة لروديون كانت أساليب جرجس القتالية عادية وتقليدية.. بل ربما لكون روديون قد تعلم بطريقة مختلفة عن الآخرين..

ولكنه مع ذلك لا يحب إظهار قوته كلها في مبارزة ودية، إضافة لكونه يعرف الهدف من هذه المبارزة مسبقا.

انتهى الأمر بتعادل، قبل أن يتحدث جرجس ضاحكا بينما يلهث ويعيد سيفه للغمد:

-سيد روديون، إنك تروق لي بشكل فطري..

بادله روديون الابتسامة:

-وهل هذا ممكن؟

مشى جرجس نحوه وهو يبتسم ناظرا لأسفل ثم سار إلى جانبه:

-قل لي، نحن وجهان لعملة واحدة، وكلانا نسعى لهدف واحد.. رأس ليونيد، أليس كذلك؟

-أعتقد ذلك.

-وماذا عن دوافعنا؟ فكما تعلم إنني أحاول الثأر لشقيقي..

ثم توقف:

-ما الشيء الذي تحاول أن تثأر له؟

ارتخت أجفان روديون وصمت لبرهة ثم تحدث:

-لست أثأر في الواقع.. أحاول فقط إرضاء ضميري، ليونيد لا يصلح لقيادة الامبراطورية كما أنني من أنصار الامبراطور السابق ألكسيس ووالده الامبراطور نيقولا..

عبس جرجس وهو ينظر بعيدا ثم قال:

-الانتماء شيء جيد.. ألهذا السبب ساعدت أنيسكا على الهرب؟

-اعتقدت فقط أنها لا تستحق البقاء هناك.. كما كان من المفترض أن نعلن الحرب بشكل لائق.

ترك جوابه إعجابا على ملامح جرجس.

سارا معا نحو البوابة الداخلية مجددا فسأل جرجس للمرة الأخيرة:

-روديون، لا أعرف من منا سيعيش ليسبق الآخر إلى رأس ليونيد، ولكن، بعد قتله.. ما الذي تنوي فعله؟

نظر روديون بعيدا مدعيا التفكير ثم قال:

-سأحرص على تأمين حياة آمنة لأنيسكا ثم سأعيش بهدوء وحسب.

-فقط؟

كان روديون يفهم ما معنى "فقط؟" تلك فقال:

-فقط. ما الذي علي فعله مثلا..؟

-ألا تنوي أن تنضم للحرس أو تحصل على منصب عسكري مرموق؟ أنت بارع دون شك!

-الأمر ليس مغريا جدا بالنسبة لي.

"الجانب الآخر من البحيرة"Where stories live. Discover now