2~《لم تترك لي فرصة》

268 29 5
                                    

"تأخير"



اكتظت الكراسي بالناس، وتعالت أصوات الصفير واختلطت مع كلمات الحكم، كان سليم جالسا في الصف الثاني وإلى جانبه مقعد فارغ، يحدق في ساعته الفضية بين الحين والآخر ويهز قدمه اليسرى بطريقة أزعجت الشابة الغريبة الجالسة إلى جواره..



كان لسليم ملامح هادئة، بشرة سمراء انفرجت عن بعض التجاعيد، وشعر أسود مائل للتجعد، وكان من السهل الانتباه إلى الشبه الطفيف بينه وبين ضياء..

نظر إلى الميدان ساهما حيث لم يظهر الفرسان بعد..

كانت لديه أولويات في حياته، ولو تخيلنا أنها مصطفة في قائمة ما، فسيمكن رؤية اسم ضياء على رأس تلك القائمة مهما طالت محتوياتها.

ليس وكأنه يفضلها على أبنائه، كان يحبهم ويهتم بهم كما يجب بالطبع، ولكن رجلا يرزق بطفلين غريبي الأطوار، أحدهما مهووس بالعمل والمستقبل والآخر مهووس بالعلم والدراسة، كان ليفضل مجالسة ابنة أخيه المهملة لدراستها وكل حياتها فيلعب معها بألعاب الفتيات لو اضطر الأمر لذلك.

انتشله الصوت الجهوري:

-"أعزائي الحضور!! رحبوا معنا بنخبة الفرسان الذين سيتنافسون اليوم على لقب ......"

تقدم عشرات المتسابقين تباعا تحت صيحات الجماهير.



-"ولنقدم ترحيبا خاصا للفارسة الحاصلة على المركز الأول لمرتين على التوالي،.. الآنسة ضياء عساف!!"



ارتفعت الصيحات بشكل جنوني وقد ظهرت ضياء بين الجموع تلوح بيدها على حصانها (جلبرت) وقد ارتدت ملابس الفروسية وبدت كما لو أنها ال (ليدي أوسكار).



ابتسم سليم محاولا نسيان قلقه، مر آدم بين المقاعد بصعوبة حاملا هاتفه المحمول وكوبا من العصير البارد، كان قد تخلص من سترته السوداء واكتفى بقميصه الخفيف.

جلس بجانب والده سليم ومرر له كوب العصير.

-أبي.. اهدأ فقط. (بصوت عميق)

-هل وصلت لشيء؟

-لا، ليس بعد.. عمي لا يجيب على هاتفه.. ربما وصل وهو في مكان مزدحم فلم يسمع الرنين، بالتأكيد هم بالقرب.

-ولكن ما سبب هذا التأخير؟؟ تركته قرب بيت زوجته أيعقل أنه رآها فنسي ابنته والسباق؟!

ضحك آدم ثم ربت على كتف أبيه:

-أبي.. توقف عن التفكير واستمتع، سيبدأ السباق! انظر.. ضياء!

-"أيها المتنافسون الشباب، يبدأ السباق بعد ثلاثة..

وسليم يتلفت حوله يمينا ويسارا

"الجانب الآخر من البحيرة"Where stories live. Discover now