38~《خادم الطلسم》

162 26 10
                                    

قبل 26 عاما~ توبة ساحر

تحركت الغيوم في السماء ببطء كاشفا عن شيء من الضوء أمامه.. حيث أبصر باب بيته مفتوحا والفوضى تعم المكان..
مشى مصدوما بترنح لتلامس قدمه شيئا على الأرض انحنى لأخذه..
إحدى المخطوطات الثلاث.. الثالثة بالتحديد.
عبس مع صوت السعال الذي جاء من إحدى الزوايا المعتمة..
-أ..أبي..
كان صوت ابنه الشاب.
مشى نحوه ولا تزال عيناه مثبتتين على الرفوف التي أضحت فارغة تلعب النسمات على أتربتها المتراكمة..
اتضح أن لصوصا غزوا البيت في غيابه.. وسرقوا كل شيء.
ولكن الأسوأ لم يأت بعد.
هرول نحوه ليجده مستلق على ظهره يأخذ أنفاسه بصعوبة، بسبب سكين مغروسة في بطنه.
-ب..بني!!
رفع رأسه على راحة يده ووضع يده على الجرح متسببا بألم للشاب نتج عنه أنين خافت..
لقد سرق كل شيء بما في ذلك أدوات العلاج التي قد تفيده في فعل شيء ما لابه المصاب..
-أبي..
/صدره يرتفع وينخفض/
-عدني..
انهمرت دموع هوراس، كان يعرف بأي شيء سيوصي ابنه قبل رحيله.
لطالما كانت علاقتهما سيئة، بسبب رفض ابنه لتعلم السحر مثل أبيه، ولطالما كان السحر نقطة الاختلاف بينهما دائما.

مسح على شعره وهو يهز رأسه، شعور ثقيل يكتسح صدره بينما يدفع الآن ثمن أعماله في ثمرة عمره التي سقطت باكرا على الأرض لتموت.

-عدني بأنك.. ستكف عن.. ذلك..
اهتز جسد هوراس يبكي:
-لا تتركني!! أنا آسف!! سأصحح كل شيء!! لا تتركني!!
ظهرت ابتسامة ميتة على وجه الشاب:
-أبي.. لقد، فات الأوان على تصحيحه.. عليك فقط..أن تتوقف!
بعدها شخصت عيناه وارتخت رأسه على يد الشيخ الذي تضاعفت دموعه وهو يتلمس جرح ابنه ويده تتلوث بالدماء النقية.. غير مصدق!

-لا تترك أباك هكذا!!! أيها الولد العاق!!
/بكاء هستيري/:
-لطالما هددتني!! أردك تركي دائما!! انظر إلى نفسك!!! لا تنفذ ذلك بهذه الطريقة!!! لا تتركني هكذا!!!

رفع رأسه للأعلى:
-عد إلى هنا!!!!!!
●●●

اهتزت النيران في المشعل بينما يطلق كوركيس سعلات متتالية، كان الغبار يتطاير في الغرفة بعد أن انجلى كاشفا عنها أخيرا.. المخطوطات الثلاث.

الصورة الكاملة لأسطورة العنقاء التي أبقيت قيد الكتمان.. مفرودة جنبا إلى جنب بالترتيب تحكي أحداث ثلاث حقب متتالية.
مرر كوركيس أصابعه على الحروف المسمارية التي بدا جليا له أنها منسوخة عن ألواح طينية بلغة أهل أكاد.. كتابة عمرها قرون مضت.. تروي قصة قرون أقدم..
وخلال حركة أصابعه فوق الحروف، كانت القصة تترجم في عقله، وتروى على هيئة صور لو سافرنا إلى حيث تجري لرأيناها من منظور أوضح.

{المخطوطة الأولى}
.
.
إليك، قبل 3000 عام~《في أيد آدمية》
.
.

خرجت أنفاسه في هيئة مادية مرئية، أبخرة ساخنة متكتلة وسط موجة رياح ثلجية ثقيلة عمياء، كانت خطوات قدميه العاريتين تترك آثارا عميقة على الثلج الذي يكسو مساحة شاسعة لا تبصر لنفسها نهاية.

"الجانب الآخر من البحيرة"Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin